السبت، مايو 02، 2015

أنا جدى خوفو

عندما ينتابنى الاحباط مما يجرى حولنا .أذهب الى المتحف المصرى .وقد كررت تلك الحالة كثيرا وعدة مرات .
هناك اقف صامت امام اى معروضة فى المتحف .ما بين تمثال كبير وصغير وما بين ادوات حياتية وطبية وزراعية كل شىء هناك يدعو الى الفخر .هؤلاء هم اجدادى .وينتابنى شعور بالفخر والعزة واريد ان اقول لكل سائح زائر للمتحف انا مصرى وانا حفيد هؤلاء العمالقة .الذين صنعوا لنا تاريخا وحضارة عظيمة و تركوا ماضى عريق نتباهى بة بين الامم .
ثم اعود لحالة الصمت لماذا لم نحذوا حذوهم ونعمل ونتقدم ونرتقى بوطننا كما كانوا هم يعملون ؟
لماذا هذا التناحر والشد والجذب بين ابناء الوطن .لماذا لا نعلى المصلحة العامة على المصالح الشخصيه .
للأسف سنظل فى تلك الحالة العبثية ممن يجروننا الى الخلف وعقولهم تحدثهم انهم يحاربون من اجل الوطن والحرية وهم فى الأساس ضد اى تقدم .
مازلت احتفظ بصورة لعاليا ابنتى فى ميدان التحرير خلال 18 يوم الولى من عمر ثورة يناير .وبعثت لها برساله مطولة قد نشرتها سابقا عندما تكبر وترى انها كانت جزء من تلك الثورة العظيمة التى حررت المواطن المصرى وكسرت عنه حاجز الخوف والتردد والصمت .ثورة تغنى بها القاصى والدانى ولكن سرعان ماعادت المصالح تتحكم فى كل التصرفات والقرارات حتى تراجعت وذهبت أرواح شهدائها سدى ودماء مصابيها الذين مازالوا يعانون الألم حتى الان وهم يشاهدون تقويضها بأيدى مصرين اخرين وكأننا ضد بعضنا البعض .ذهبت التلاحم وغاب الرابط الانسانى بين الاهل المختلفين فكريا وايدلوجيا وكل تيار يفسر الأمور حسب رؤيتة هو فالمنتمين للاخوان يرون انه تم سلب شرعية رئيسهم ويتجاهلون فشل ادارتة فى كل الأصعدة وانه لم يكن رئيس لكل المصريين بل كان رئيس لهم فقط .
وتيار اخر يرى ان 30 يونيو ثورة شعبية عظيمة وهى كذلك فلا يمكن تجاهل ملايين نزلت الشوارع لتعبر عن رايها وتفرض شروطها فالسلطة للشعب وهو مصدر السلطات يعطى ويسلب .
والديمقراطية قائمة على راى الأغلبية ورغم ذلك يفرضون رؤيتهم بالقوة حتى لو كانت على حساب ارواح المصريين بممارستهم القتل والارهاب .
لا اريد الخوض فيما فات دعونا نخطوا الى المستقبل بخطى ثابتة وقوية لخلق تاريخ جديد نتركة لاجيالنا القادمة
مازلت اخشى من مواجهة عاليا ابنتى قماذا اقول لها بعد ثورتين مازلنا نعيش فى حالة من الاستقطاب والاقصاء بين ابناء الشعب الواحد .
ماذا اقول لها عن العدالة الاجتماعية التى لم تتحقق وقدمت ارواح شبابنا قربانا لها .كنت اتخيل اننا نصنع لهم مستقبل مشرق وغدا افضل ليحيوا حياة لم نحياها .نطور كنعيد هيكلة كل مؤسسات الدولة وان تكون الشرطة فى خدمة الشعب لا سلاح لارهاق وارهاب الشعب .وان تكون مصر لكل المصريين لا لمجموعه المحسوبية والوساطة .وان تكون الكفائة هى المعيار فى شغل كل الوظائف التى كانت بعيدة عن جموع الشبابا والشابات المصريين من نيابة وكليات عسكرية ووظائف فى السلك الدبلوماسى والكهرباء وكل مناحى الدولة .
نريد مصر للمصريين .نريد ان نقف امام تاريخنا وماضينا العريق فى لحظة تامل لاننا سندرك الفخر الذى نشعر بة تجاة الاجداد .
ولكن ماذا تركنا نحن للاجيال القادمة ليشكرونا فلا تدعوهم يلعوننا وتعالوا نلتف حول مصرنا لنصنع امالهم ونحقق طموحهم واحلامهم ونحن قادرين على ذلك .

فمن بنى الأهرامات قادر على بناء معجزة جديدة نعم نحن قادرون ولكن دعونا نبدأ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق