الخميس، مارس 17، 2016

وجع ام

كانت الأم  تعيش فى حالة قلق على اولادها . عندما كانوا يخرجون فى وقفاتهم الاحتجاجية ضد التوريث وضد عجرفة النظام .واشتد بها القلق وهى تراهم فى حالة من الانهماك فى التحضير مع اقرانهم ليوم 25 يناير .كانت ترى فى عيونهما الحماس ويملئهم الثقه بقدرتهم على صنع التغيير .والخروج من عبائة أجيالنا نحن لكسر حاجز الصمت والخوف .
 كان يتملكها احساس بالرعب فهى تعرف بطش زبانية النظام وكانت تقول لهم انتوا مش قد الحكومة .فهم عالم مفترية ظالمة لا تراعى دين ولا اخلاق .ثم تنهى حديثها معهم ربنا ينصركم على الظالم وخلوا بالكم من انفسكم.
ودارت الأيام وجاء يوم الحسم وهم مع اقرانهم كخلية النحل التى لا تهدأ ينتظرون شروق شمس ذلك اليوم ويتمنون الحلم ان يصبح حقيقة وأن يتجاوب الشعب والشباب معهم فى تحركاتهم .
وبدئوا بتجمعات صغيرة وتزداد كل دقيقة حتى كان الأخ الأصغر فى وسط المدينة فى دمنهور واصبح الميدان بة اعداد على غير المتوقع وبين كر وفر مع رجال الشرطة. تعاهد الجميع فى استمرار الصمود .كانوا يتصلون ليطمئنوا على باقى التجمعات فى كل المحافظات وتتزايد رغبتهم فى الانتصار حتى كان لهم ماأرادوا وسقطت الداخلية أولا وانسحبت من الشارع ووصلت مدرعات الجيش تجوب كل المدن وتقف على اعتاب الميادين .
كان الأخ الأكبر فى التحرير ويتواصل مع اخية الأصغر وينقل لة اخبار الميدان اولا بأول ويتبادلان المعلومات حتى تم تشكيل لجان للمتابعة فى كل الميادين تتواصل فيما بينهم لتتوحد مطالبهم وحتى هتافهم وألح الأخ على اخية ان ياتى ليرى ميدان التحرير وانة سيفوتة الكثير لولم يشرف بلحظة فى الميدان وقد كان ووقفا جنبا الى جنب فى ميدان التحرير يطالبون باسقاط النظام واقترح الاخ الصغير انه يجب ان يكون هناك خيمة فى وسط الميدان تحمل اسم محافظتهم  ويتبادل الشباب المجىء الىها وتكون بيتهم وعنوانهم .وحتى يحظوا بلقاء أقرانهم من  شباب الثورة ليزداد التفاعل والتواصل . واستمرت تلك الخلية تعمل بكل جهد حتى سقط النظام .
وتغنى العالم اجمع بذلك الشباب الرائع والشعب السلمى الذى واجة جبروت النظام ورصاصة بصدورهم العارية وبهتفات حناجرهم المدوية الشعب خلاص اسقط النظام .
وتشتت رفقاء الأمس ذهب كل منهم يبحث عن اهدافة وتاهوا بين  ايدلوجيات مختلفة وائتلافات وأحزاب وحركات سياسية ومستقليين ومنظمات مجتمع مدنى وجمعيات وبدئوا الصراع مبكرا. الكل يريد ان يكون صاحب الهيمنة .واستمر الصراع برغم فوز الأخوان المسلمين. وبدئوا فى الهيمنة والسيطرة واقصاء ماعداهم .لندخل موجة اخرى من الصراع  الانسانى وتقطعت العلاقات الاجتماعية وانقطعت صلة الرحم حتى بين البيت الواحد بسبب الخلاف الايدلوجى .
وهنا كانت بداية خلاف الأخوين والذى تعدى الى ابعد ما يكون  .وظهر ذلك جليا فى أرجاء المجتمع وخصوصا المجتمع الريفى القروى المنغلق على نفسة والذى تربط افراده علاقات اجتماعية من رحم ونسب وقرابة ودم .تفرق هذا الشمل و انقطع الرباط الاجتماعى المتين ولم تعد القرية كسابق عهدها يملئها الحب والود والتراحم بين افرادها .انما احتدم الخلاف الى حد تكفير الطرف المعادى لجماعة الأخوان وانهم ضد الدين ويحاربون الاسلام ويقفون ضد جماعة تحمل لواء الاسلام ويستظلوا بشعار الإسلام هو الحل .

وتمر الأيام ويحدث الصدام الوشيك بعد تصاعد احداث الاتحادية .يقف الأخوين وجها الى وجة وضد بعضهما البعض وكلا منهما منحاز الى فريقة يدافع عنه باستماتة ويرى فى قراره انة الصواب .
يبكى الأخ الأكبر فجأة وهو يشاهد حالات الاعتداء الوحشى والهمجى من جماعة تحتمى فى الدين وتتخذة ستار للوصول الى مبتغاها وهم عزل ويقفون بسلمية للتعبير عن أرائهم .فهل يواجة ذلك العنف بعنف وتخيل كل مواطن أمامة أخية فتراجع واخذ فى الصياح كفاية أرجوكم لقد خسرنا الكثير من بداية الثورة حتى اليوم .كفانا صراع وتناحر .
لا احد يصغى .تزداد حدة الاشتباكات وتنتهى بعشرة شهداء بخلاف كثير من المصابيين وناهيك عن ماتم اسره بواسطة جماعه الاخوان وتعرضة للتعذيب والترهيب .
ولم يقتصر ذلك العنف على تلك الواقعه فقد سبقها وقائع عديدة حتى قبل توليهم الحكم بداية من تفاوضهم مع عمر سليمان غدرا بدماء الشهداء . حتى خلق حالة الاستقطاب الدينى فى عملية الاستفتاء على الدستور واستمرت تلك الحالة بعد فوزهم بالبرلمان ووضع الدستور وحتى اثناء حكمهم زادت بشاعة عنصريتهم ومحاولتهم اقصاء الجميع عداهم.
 ونستطيع ان نقولها بكل وضوح ان المجتمع انقسم وحدث بة شرخ يصعب علاجة اطلاقا الا بعد ان نطرد من عقولنا تلك الهواجس التى خربت العقول وانهم ليسوا حماه الدين .وان نقر ان الدين لله والوطن للجميع .
فى وسط تلك المعترك من الأحداث كانت تعيش الأسرة فى حالة من التشتت والانقسام والذى أصاب المجتمع ككل ففيهم من يؤيد جماعه الاخوان وليس عضوا بها وفيهم من يؤيدهم بانتمائة لها وفيهم من يعارضهم بالمنطق والواقع وفيهم من يعارضهم كرها فى عنصريتهم وتجبرهم وكل ذلك طغى على علاقة الجميع ببعضهما بعضا .
فنفر الكثير المؤيد للجماعه من الأخ الأكبر المطالب بسقوطهم وحتى هلاكهم من وجه نظرهم برغم انه لايميل الى العنف .
واستمرت الأحداث فى التأزم حتى كان اعتصام رابعة ودعونا لا ننكر انه كان اعتصام همجى يعطل مصالح المواطنيين والدولة .وان رئيسهم كان فى يدية كل خيوط القضية وان يعرض نفسة على استفتاء شعبى على شرعيتة لا ان يتطاول على المعترضين وناهيك عن سوء ادارة الدولة .
كانت الأحداث مشتعلة والأم قلبها ينفرط حزنا على ماجرى لأولادها الذى جمعهم بيت واحد وطعموا من طبق واحد .كانت تتذكر منقاشتهما هم واقرانهم والبيت الذى لا يخلوا من اصدقائهم والمكتبة الكبيرة التى تضخمت رفوفها من الكتب حيث يجلسون بالساعات يقرؤن .هل كل تلك الكتب ليس فيها حل لما هما فية من شقاق وخلاف .
جاء احد الجيران ليخبرها ان هناك خناقة فى المسجد بين ولدها وبعض المعترضين على وجودة فى المسجد .وسمعت اخر يصرخ فى وجة الله لايقبل لكم صلاه ايها الاخوان الكاذبين .
كيف يقول ذلك لابنى الذى يصلى ويعرف حدود الله انها فعلا حرب على الاسلام وان كل من يؤيدون السيسى كلاب همج .
فى تلك اللحظة التقى الأخوين وجه لوجة واحتدمت المناقشة .
انت عجبك اللى بيحصل دة هتهدموا كل شىء بتعنتكم وعنادكم
نحن معنا الشرعية ولابديل عنها ودونها الدماء كما قال الدكتور مرسى .
شرعية مين الشعب خرج بالملايين فى الشوارع كل دة مش عجبك .
انتوا مزورين اسال خالد يوسف عمل فوتو شوب وانتم صدقتوة
انا كنت فى الحشود المسيرة بتاعتنا خرجت من مسجد النور حتى الاتحادية ملايين فى الشوارع تطالب باسقاط حكم المرشد ملايين مش شوية الاف اتجمعوا فى رابعه واستوحشوا نفسهم .انت لازم تفوق البلد بتضيع وانتوا خلاص يجب ان تذعنوا لراى الأغلبية .
احنا اللى بنحشد الحشود واحنا السبب فى نجاح الثورة
نجاح الثورة ولا سرقتها .احنا وقفنا معاكم وانتخبنا مرسى ضد شفيق واحنا بردة اللى بنقولك دلوقتى كفاية انتم فشلتم فى كل المناحى ومشروعكم طلع فنكوش كفاية .
انت قليلى الادب زى كل مؤيدين السفاح .هان عليك دماء شهداء رابعه انت مشفتش اللى انا شفتة .كانوا بيتقتلوا زى الفراخ كان ممكن اكون واحد منهم كنت هتفرح فيا وتقول كلب وراح زى ماهم بيقولوا .
طيب تعترف ان الاعتصام مكنش فية اسلحة وتعطيل لمصالح البلاد والعباد وانتم اللى خلقتوا حالة التوتر يوم زحفكم لدار الحرس الجمهورى ولا المنصة انتوا بتتحدوا جيش معاه سلاح والبلد لها هيبة .كمان فى رابعه ألاف خرجت سليمة لية وانتم اللى بداتم الاعتداء برغم ان كل روح كانت غالية وعزيزة لانها روح شاب مصرى أبكى عليها لكن كان المرشد يقدر يوقف هذة الدماء .هوتاجر بيكم وانتم صدقتكم كذبتهم ودفعتم التمن ولسة بتدفعوا التمن برغم لو كنت رجعتوا ورا خطوة كان زمانكم فى المشهد انتم طماعين .
مرسى راجع وبكرة تشوف .
والشرطة مش هنخلى فيكم حد برة ارحم امك ارجوك فات الميعاد للعناد .
بكرة تشوف مرسى راجع وبعدها هندوس عليكم بالجزم وانتوا اللى هتملوا السجون اللى بتبنوها واحنا هنرجع تانى .
شكلك مش شايف البلد كويس والجزيرة ومكملين بوظت دماغك .مرسى بتاعك دة خلاص خلص الموضوع بقى شوية وقت .وضع مصر بيتغير
مش انت اللى كنت بتهتف يسقط حكم العسكر مش انت اللى كنت بتتكلم عن الجيش وهيمنته على الدولة بشركاتة واحتكارة لكل حاجة بكرة تعرف مقام د مرسى وتعرف ان الجيش ماهو الى صناعه فاشية ومكمم للأفواة .على الاقل دمرسى كان سايب الكل يتكلم براحتة .
بص يا حبيبى كفاية خلاف وتعالى ننسى اللى فات ونقرا الفاتحة على كل الضحايا ونبنى البلد علشان ولادى وولادك هو دا الاهم .
احنا مش ممكن نحط ايدينا فى ايد بعض ايدكم كلها دم والسفاح مش ممكن يبنى احنا لازم نبنى على نضافة واللى معملنهوش فى 25 يناير هيتعمل المرادى الكل هيحاسب والثورة هى اللى هتحكم وكل اذناب السفاح هتتحاكم وبكرة تشوف .
ماشى خلينا نشوف احنا هنستحمل وهنبنى البلد اللى انتوا بتاكلوا من خيرها وهنستحمل لانكم مننا ولكن هتدفعوا التمن لغدركم وجهلكم ووقتها مش هنبكى ولا هنضعف من اللى هيحصلكم .
احنا مستعدين للضريبة دى وياما كتير قبلنا دفع من حياتة واموالة ووقتة فى سبيل مبدئة .انت شايف الفساد اللى فى البلد فى كل مكان فساد ومحسوبية وفوضى كان هيقضى على كل دة لكن مؤامرة من كل الفاسدين ومن الجيش والشرطة ومؤسسات البلد الفاسدة ضدة وقفت التغيير لكن احنا هنغير لو حتى دخلنا كلنا السجن يبقى ظلمهم هيخلينا نصنعلكم انتوا الحرية اونتوا عايشين عبيد للبيادة .
انا معاك ان فية فساد وان فية مؤامرة لكن لية نرمى نفسنا للتهلكه لازم نعرف حجم قوتنا وان لولا الجيش وقف معانا فى 25 يناير وفى 30 يونيو مكنش هيحصل تغيير فين البديل المدنى ولا الأحزاب الضعيفة ولا الدولة بمؤسساتة دى هتكون فى طوع مدنى تانى البلد فيها امية واعلام مغيب العقول لازم نتعلم ونعلم ولادنا كويس ونفهمهم الحقيقة والتغيير هيحصل هيحصل بلاش تضيع نفسك وعمرك فى سجن مالوش لازمه .السجون مليانة بشباب كتير مظلوم وتهم ملفقة والسجان عايش فى جبروت وظلم واحنا مش قدة
لو كل واحد قال كدة مش هيحصل تغيير .
خلينا ندى للراجل فرصتة وبعدين لو خرج ضدة نفس الاعداد ولو سياستة قمعية وفاشلة اكيد الشعب مش هيسكت انما انتم كل حوادث الارهاب بتكون من نصيبكم اومال مين اللى عايز يهدم البلد كفاية لاسياحة شغالة واقتصاد منهار وديون متلتلة حرام عايزين نفوق .
هنفوق والشمس هتطلع بيوم جديد مفيهوش قمع ولا تعذيب ولا فساد ولا محسوبية
انت بتحلم لازم يحصل مصالحة الأول وطالما الشعب مقسوم يبقى انسى ناس بتبنى وناس بتهد والله حرام كفاية عايزين البلد تبقى كويسة .
الحوار معاكم من غير فايدة وكفاية لحد كدة ومتشكر لنصايحك .
الام تبكى
والأخوين تركاها وكل واحد منهم سار فى طريق مختلف
الأم تبكى
وللحديث بقية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق