السبت، أبريل 16، 2016

اهواء المؤرخون وكتابة التاريخ

يكتب التاريخ حسب أهواء الحكام . ومع ان الحقائق التاريخية يجب ان تتسم بالصدق وعدم التزييف ولكن النفس البشرية امارة بالسوء وتدفع الأجيال القادمة دائما الثمن فيما يقدمة لهم هؤلاء المؤرخون  صدقا كان او كذبا فالأمر مختلط لصعوبة تصديق طرف على طرف.
دعونا نعود قليلا الى عهد الملك فاروق والذى حكم مصر 16 عاما وقدم كثير من الانجازات لا يستطيع أحد طمسها وستظل شاهدة على عصره ولكن رغبة من اطاحوا بة كانوا يصورونه على انه أمبرطور الفساد لا يتخلى كأس الخمر عن يدية وتحيطة العاهرات ويلعب القمار ويتاجر بدماء بنى وطنة ويحيط بة حاشية من المفسدين والمرتشون . واختلف الكتاب والمؤرخين فيما يذكرونة عنه ولم يكونوا منصفين ولايذكرون الحقيقية كاملة بما فيها من ايجابيات وسلبيات ولكن هناك فقط من اخذ يبرز السلبيات وفقط حتى تصورنا ان الملك فاروق لم يكن سوى زنديقا فاسدا تحالف مع الانجليز ضد وطنة وحرق القاهرة وقدم الاسلحة الفاسدة للجيش . وفى النهاية تبقى الصورة التى تتعلق فى اذهاننا كلا على حسب قرائتة وتوجهه  .
وان عدنا الىى اللواء محمد نجيب اول رئيس للجمهورية مصر العربية بعد الغاء الملكية واعلان الجمهورية وكذلك هو قائد تنظيم الضباط الأحرار ورئيس الوزاء فى 1954 وكذلك كان القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية 1952 وقد شارك فى حربة فلسطين وجرح مرات عديدة ونال نجمة فؤاد ونال البكوية ومدير لمدرسة الضباط والتى تعرف فيها على خلية الضباط الأحرار وهو من اعلن مبادىء الثورة الستة ولكنة دخل فى خلاف مع رفاقة لايمانة بالديمقراطية وضرورة عودة الجيش الى ثكناتة وعودة الحياة النيابية والحكم المدنى ونتيجة ذلك الخلاف اجبر على الاستقالة ووضع تحت الاقامة الجبرية فى قصر زينب الوكيل بالمرج  هو واسرتة حتى عام 1971 تم رفع الاقامة الجبرية عنه ولكن كان محظورا علية التواصل مع الاعلام او المشاركة فى الحياة السياسية حتى كانت وفاتة 1984.
وبالرغم من تاريخة الحافل والذى تم سرد وقائع كثيرة فى كتابة كنت رئيسا لمصر والذى يجعلك تتعرض لنوبات عديدة من البكاء على التنكيل والايذاء الذى تعرض لة اللواء نجيب .فالرجل تم شطب اسمة من كافة السجلات وغفلت عنه كتب التاريخ عن عمد وطمس دورة فى الحياة المصرية حتى ظن كثير من المصريين على ان عبدالناصر هو قائد تنظيم الضباط الأحرار وانة هو أول رئيس لمصر وليس نجيب وقد تم ذلك بفعل فاعل يطمسون التاريخ حسب أهوائهم وندفع نحن المصريون الثمن . حتى رد للرجل اعتبارة وعاد اسمة مرة اخرى فى الكتب والوثائق ولكن بعد وفاتة وفى عام 2013 عادت له ولأسرتة اعتبارهما ومنحت الدولة عائلتة قلادة النيل
ويقدم محمد نجيب فى مذكراتة صورة مختصر للمشهد بأننا اطحنا بملك لنأتى بثلاثة عشر ملكا وكان يقصد اعضاء مجلس قيادة الثورة وانة لا مناص ولا نهضة للوطن الا بعودة الحكم المدنى وعودة الجيش الى ثكناتة وهذا ما لم يحدث حتى اليوم .
وما اريد ان اقولة ان الحاكم يكتب التاريخ على عينة بما يشاء وهذا فى حد ذاتة كان جحود من ناصر ان يامر باغفال دور نجيب ويذيف التاريخ على عينية بالكذب والتضليل.
ونعود الى عبدالناصر ثانى رؤساء مصر واحد الضباط الأحرار والمهيمن على التنظيم اختلف الكثيرون فى وصف شخصية عبدالناصر الذى وضع نجيب تحت الاقامة الجبرية وبعدها انفرد بالحكم ولقد قام ناصر بتاميم قناة السويس وكان نتيجة ذلك العدوان الثلاثى على مصر وكذلك حدثت هزيمة يونيو 1967 فى عهدة ورغم ذلك خرج فى جنازتة اكثر من خمسة ملايين شخص يشيعونة الى مثواة الاخير ويعتبر انصارة انه رمز للقومية العربية والزعيم الشعبى الأوحد وواحد من زعماء القرن العشرين  ولكن كان لة ايضا معارضون وخصوصا جماعة الاخوان المسلمين والشيوعين واليسارين والذين عانوا فى عهدة من الاضطهاد والسجن والتعذيب فى معتقلاتة ووئد كل صوت معارض لة .ولقد قرئت كثير من المقالات والكتب والسير الذاتية والتى بعضها يتفق مع ناصر وبعضها الأخر يعارضة فى كل قراراتة ونحن مرة اخرى نقع فريسة للأهواء من يكتبون التاريخ ونظل نتأمل هل كان ناصر وطنى كما يصفة انصارة ام جائر وظالم  ديكتتاور  كما يصفة معارضوة وانة انقلب على الديمقراطية ويصفونة بالمستبد وكل ذلك واضح فى كل كتبهم  ولانفرادة بالحكم منفردا بدون منازع .
 وقد ساهمت الصحافة والاعلام فى ابراز صورته وتحسينها لسيطرة رجالة عليها وكانت اذاعه صوت العرب صوتة وتنادى بأفكارة فى العالم العربى.ورحل ناصر يشيعه الملايين برغم كل ما كتب عنه سلبا او ايجابا يبقى الزعيم الأوحد برغم كل الكتب التى تنهش فية ايضا ونحن حيارى من نصدق ومن نكذب .
ونعود الى السادات والذى قال سوف اسير على خطى ناصر ولكن كان يمحو كل خطى لناصر وبدا صراع مراكز القوى والذى كسبة السادات واطاح بالجميع وعندما كان يتم سؤالى عن السادات قلت أقول ان الحسنة الوحيدة فى حياتة هو اتخاذ قرار الحرب وانة به او بدونه كنا سنحارب فانا لست سادتى ولا ناصرى من الاساس .وكنت أذكر ان الصدف هى من شكلت حياة السادات وكل ذلك كان واضحا فى كل ما مر بالسادات من مواقف حتى انتهت بة رئيسا لمصر وانتصارة فى حرب 73 وابرام معاهدة السلام حتى اغتيالة ويرى مؤيدو السادات انه كان فلاح لئيم يتسم بالجرأة والشجاعة وانه كان داهية سياسية استطاع رغم التقلبات التى واجهته فى حياتة الا ان ينتصر ويصبح رمز مصر .بينما يرى منتقدوة انه كان يسير على خطى ناصر باستيكة وانه قضى على الحلم العربى والوحدة العربية وارتمى فى حضن الأمريكان  وتدهورت الصناعه فى عهدة وعادت الطبقية لكن بدون ألقاب وسمح بازدهار النشاط الدينى وجماعه الاخوان وكذلك حملة اعتقالات سبتمبر ضد كل من عارض اتفاقية السلام وقتها وحالة الصدام مع جماعه الاخوان المسلمين والكنيسة القبطية والتى غاب عنها هذا الحنكة والدهاء الذى يصفونه بة حتى كانت نهايتة فى احتفالات اكتوبر.
ونذهب الى مبارك والذى عشنا فى عهدة ثلاثة عقود رئيسا للبلاد وبطول تلك المدة كان فيها انجازات لا يمكن الاغفال عنها وهو ايضا قائد من قواد حرب اكتوبر والجيش المصرى ولكنة سعى الى ان ينقل الحكم لابنة جمال وكان ذلك سببا فى ظهور حركات الثورية ضد نظام حكمة حتى سقط فى 25 يناير 2011 بعد 30 عاما من الحكم وانتهى بة المقام من القصر الى السجن وتمت تبرئتة من تهم قتل المتظاهرين الا انه حكم علية بالسجن فى قضية القصور الرئاسية وما بين مؤيدى مبارك ومعارضية يكتب التاريخ ويقول كلمتة والتى ترجع ايضا لأهواء من يكتبون
ولكن السؤال متى يكتب التاريخ بدون اى تزييف او تحريف يكتب بكل مصداقية وامانة حتى يكون ذلك مرجعا للاجيال القادمة .ولكن ذلك لن يحدث فكما ازال مبارك صورة الفريق الشاذلى ووضع صورتة هو فى غرفة العمليات وكما اطلق علية انه صاحب الضربة الجوية التى فتحت طريق النصر متجاهلا كل قادة اكتوبر ودورهم يكتب التاريخ حسب اهواء كل حاكم واليوم مبارك اكثر الفاسدين فى العالم بعد سقوطة بعد ان كان الوطنى المخلص
فسنظل نعيش بين المطرقة والسندان فيما يقدم لنا ولنا ان نختار من المعروض علينا .
انصفوا التاريخ من اجل التاريخ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق