الأربعاء، أكتوبر 05، 2016

ملحمة 24 اكتوبر فى المدينة الباسلة

يا بيوت السويس يا بيوت مدينى .استشهدك تحتك وتعيشى انتى .
انها محافظة السويس أرض الأبطال البواسل .بلد المقاومة الشعبية .بلد حافظ سلامة ومصطفى ابوهاشم واحمد ابوهاشم ومحمود عواد ومحمود طه واحمد عطيفى وعلى سباق وغريب محمود وعبدالمنعم خالد  وابراهيم سليمان وعبدالمنعم قناوى واشرف عبدالدايم والكابتن غزالى و حمام  بلد الأبطال. الذين خاضوا مع  كثيرين لا نستطيع حصرهم المقاومة ضد الأحتلال عقب هزيمة 1967. وبادروا بالتطوع لاسعاف ونقل الجرحى وتطورت مهماتهم الى زرع الألغام والقيام بعمليات فدائية متواصلة كان العدو يدفع ثمنها غاليا من خسائر بشرية ومعدات وكذلك قيامهم بعمليات الاستطلاع وجمع المعلومات لتستفيد منها القيادة العسكرية للجيش المصرى فى خططتها وتحركاتها  .
حتى تم انشاء منظمة سيناء العربية لتضم كل المتطوعين من مدن القناة وسيناء لمواجهه العدو الصهيونى  .وكان هؤلاء الأبطال فى مدن القناة متعطشون للمشاركة فى المهام المقدسة لاستراد الأرض وضربوا أروع الأمثلة فى البطولة والفداء والتضحية ولنا ان نفخر بأن كل فرد فيهم هو قصة بطولة منفردة .
 وقد ان تدربوا على ايدى ضباط القوات المسلحة على استخدام الأسلحة واستمروا فى عملياتهم خلف خطوط العدو حتى كان وقف اطلاق النار حسب مبادرة روجرز 1970 لكنهم استمروا فى التدريب حتى تاتى اللحظة المناسبة للإنقضاض على العدو لاستعادة الأرض.
وكانت اللحظة الحاسمة التى انتظرها المصريين جميعا شعبا وجيش وهى عبور قواتنا المسلحة فى 6 من اكتوبر 1973 وخوض حرب الكرامة والثأر وانتصار الجيش المصرى وعبور خط بارليف المنيع ودك الحصون المنيعة وانكسار العدو المتغطرس .
ولكننا هنا نتحدث عن صمود شعب السويس ومعركتة الفريدة يوم 24 اكتوبر وهو اليوم الذى اتخذتة السويس عيدا قوميا لها ليظل يشهد بطولة أهل السويس جميعا والذين قرروا عدم ترك مدينتهم فريسة للاحتلال الصهيونى .وبذلوا الدم والروح للدفاع عنها والدفاع عن الكرامة المصرية وكما قال السادات ان السويس فى 24 اكتوبر لم تدافع فقط عن السويس انما عن مصر كلها  .
وبداية تلك المعركة كانت عندما اضطر الجيش المصرى الى تطوير هجومة جهة الشرق لتخفيف الضغط على الجيش السورى والذى فقد الجولان بعد ان كان حقق مكاسب على الأرض فاستغل اليهود عدم وجود احتياطيات كافية فى الجيش المصرى وبعد ان اكتشفت طائرة استطلاع امريكية وجود ثغرة بين الجيش الثانى والثالث حتى تمكنوا من العبور وفصل بين جيشينا .وكانت الثغرة محل خلاف سياسى وعسكرى بين الرئيس السادات والفريق الشاذلى ولكن الرئيس رفض الانصياع لتقديرات الشاذلى فتقدم العدو ودخل الى الأدبية حتى وصولا الى طريق القاهرة السويس .وكان هدفهم الأسمى احتلال مدينة السويس وزعزة الانتصار المصرى  .
فتم حصار المدينه من جميع الجهات وظل الطيران والمدفعية يضرب بدون هوادة .ولكن رجال المقاومة بقيادة الشيخ حافظ سلامة الذى ظل ينادى فى الميكرفون حى على الجهاد حتى تجمع الأبطال البواسل من منظمة سيناء العربية وبعض المدنيين مع رجال الشرطة بالمدينة ليضعوا الخطة لمواجة العدو وهم يعلمون ان المدينة ليس بها قوات نظامية من الجيش .
 وقد صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 وقتها يوم 22 اكتوبر بوقف اطلاق النار ولكن العدو الإسرائيلى لم يحترم القرار وواصل انتهازيتة ومجونة حتى صدر قرار ثانى من مجلس الأمن بوقف اطلاق النار ابتداءا من صباح 24 اكتوبر .
ولكن الفدائين مع رجال الشرطة كانوا يعرفون برغبة العدو فى دخول المدينة لزعزة الانتصار  .
فوضعوا خطتهم واقاموا الكمائن فى المثلث والجناين والزيتية وعند كوبرى الهويس وميدان الأربعين والمحافظة  وبعض الأماكن الأخرى وكانت الخطة تتطلب ان يدخل العدو المدينة حتى يطمئن لعدم وجود مقاومة وبدت لهم السويس كمدينة اشباح وهنا خرج الاسرائليون من مدرعاتهم وألياتهم العسكرية بعد ان اطمئنوا . وكانت لحظة الانقضاض فى وقت واحد على قوات العدو لتنطلق صرخاتهم ويفروا مرعوبين مذعورين وتم قتل الكثير منهم وتركوا دباباتهم وألياتهم وأسلحتهم وتحركت الكمائن لتضيق عليهم الخناق وعند حلول ليل 24 اكتوبر كانت قوات العدو قد انسحبت تماما خارج السويس بعد ان تركت قتلاها وألياتها العسكرية والتى قام الفدائيين باحراقها خشية عودة الجنود للحصول عليها مرة اخرى .
ولذلك يعد يوم 24 اكتوبر ملحمة شعبية قادها أهالى السويس للدفاع عن مدينتهم بل عن مصر كلها ومع تقهقر العدو وفشلة فى الاستيلاء على السويس والاسماعيلية قام بمحاصرة المدينة وارتكبوا كثير من الحماقات كعدو بربرى همجى يخرب ويقطع الأشجار ويطرد المزارعين من منازلهم بعد الاستيلاء على محاصيلهم ومواشيهم ويمارس ضدهم التهديد والتعذيب وواصل تخريبة فى القرى بالقطاع الريفى حتى نفذت المواد التموينة واضطر الأهالى الى ترك اماكن معيشتهم هربا من البطش والطغيان وبربرية العدو الإسرائيلى وظل الحصار 101 يوم حتى انتهى فى شهر فبراير 1974 بناءا على اتفاقية فصل القوات و تطبيقا لقرار مجلس الأمن وانسحب القوات الإسرائيلية بعد ان تركت خراباورائها .وبعد ان تيقنت من ان الشعب المصرى لن يتركهم وستكون نهايتهم فى تلك المنطقة بعد ان قطعت كل خطوط الامداد عليهم ليقرروا دفنهم فى اماكن تمركزهم فكان قرار الانسحاب  .




وهكذا انتصرت السويس وانتصرت المقاومة الشعبية واصبحت السويس مقبرة العدو الصهيونى وبعد ان كبدتهم اكبر خسائرهم البشرية وفى المعدات  فى معارك حرب اكتوبر .
وسيبقى 24 اكتوبر يوم مجيد ومشرف لكل مصر ولكل السوايسة على وجة الخصوص .وسيتمر الأجيال تردد بشجاعة وبسالة أبائهم واجدادهم فى معركة فاصلة فى عمر مصر كلها . بعد ان ضربوا  أروع الأمثلة فى التضحية والفداء ودافعوا ببسالة مع رجال الشرطة والمدنيين وبعض من القوات المسلحة عن المدينة فحقا هى المدينة الباسلة .
انها مدينتى مدينة السويس الباسلة
فكل عام وكل أهالى السويس ومصر بخير وان شاء الله سنكمل بناء جمهوريتنا الجديدة بالكد والجهد والعرق فالشعب الذى انتصر فى ظروف صعبة سيبنى وطنة ويتخطى كل الصعاب وهتبقى قد الدنيا ان شاء الله

وتحيا مصر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق