الجمعة، أكتوبر 21، 2016

المهنة حزب سياسى

لدينا أكثر من مائة حزب .تم تشكيل غالبيتها بعد ثورة يناير .ولكن بالتدقيق فى المشهد السياسى .تجده يخلو من تواجد غالبية تلك الأحزاب .حتى البرلمان ليس بة الا نواب يمثلون عدد قليل من الأحزاب لا يتعدى خمسة عشر حزبا .وهذا يعطينا الحق أن نقول ان تلك الأحزاب فشلت فى الوصول الى الجماهير وفشلت فى تكوين ظهير شعبى لها مؤمن بأفكارها وبرامجها .
وبرغم ان الحياة السياسية لابد ان تتشكل من تلك الأحزاب والتى تنجح فى خلق جماهيريه لها من الشعب مؤمن بأفكارها وسياستها .وان تتنافس ببرامجها وايدلوجياتها ويكون لديها الكوادر لإدارة شئون البلاد وان يكون هدفها التنافس للوصول الى السلطة لتفعيل كل برامجها ايمانا بالجماهير العريضة التى تؤيدها واختارتها سواء فى البرلمان او المحليات ووصولا لتشكيل الحكومة فهذا هو الهدف الأسمى . ويستمر التنافس ويقف فى الجهه الأخرى احزاب موالية للحزب الحاكم تسير على نفس مبادئة او تشاركة فى ادارة شئون الحكم  واحزاب معارضة تراقب وتنتقد ادائة فى جو ديمقراطى صحى وسليم .فالأحزاب هى عمود الديمقراطية واساس البناء الديمقراطى .
ونحن لم نتعلم من تجارب الأخرين ففى بريطانيا وامريكا مثلا حزبين يتنافسان دائما على السلطة ويتداولان السلطة فيما بينهم باختيار الناخبين . وفى بعض الدول الأخرى مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها يتنافس عدة احزاب ولكن ليس بهذا العدد الضخم الذى لدينا. و هناك تداول حقيقى للسلطة وممارسة العمل السياسى .
انما احزابنا تتعذر بأن المناخ ليس ملائم وهناك تضييق من السلطة الحاكمة.وان الشعب غير جاهز للتحول الديمقراطى وانه لا يؤمن بتلك الأحزاب  واكتفت فقط بتلك البيانات وتحولت الى دكاكين للشجب والإدانة والتنديد ببيانات لا تغنى ولا تثمن من جوع .وكأنها تدعى فى قراره نفسها بانها مازلت على قيد الحياة بتلك البيانات الرخيصة .ويجب عليها ان تعترف بانها لم تستطع الوصول الى الشارع المكتظ بالجماهير العريضة من الشعب .ولم تتطرق الى مشاكلة واحتيجاتة.ولم يستطيعوا تكوين ارضية خصبة لأفكارهم بين أفراد الشعب برغم اتاحتها ولكنهم خلقوا لأنفسهم الأعذار . و تفرغوا لصرعاتهم الداخلية او مهادنة السلطة من اجل مكاسب شخصية.وبرغم منادتهم بالديمقراطية فى تصريحاتهم وهم داخل احزابهم يمارسون الإقصاء لكل صوت معارض لهم داخل كيانتهم وتحولوا الى شللية تبحث عن مكسب وواجهة اجتماعية .او مجرد ضيوف على برامج الثرثرة الليلية ويقولون مالا يفعلونه ويتحولون الى منظرين .او يستخدمون منصاتهم على برامج التواصل الإجتماعى ليشجبوا ويدينوا ونسوا ان هناك شارع ومواطنيين يجب الإلتحام بهم وبهمومهم ليعبروا عنهم ويكونوا صوتهم لدى السلطة الحاكمة لحل كل مشاكلهم .
وانا اعتبر الحزب الذى فشل فى تمثيل نواب لة فى البرلمان حزب فاشل ويجب ان يراجع القصور الذى أصابة بسبب غياب جماهيريتة وابتعاد القاعدة الشعبية عن مساندتة .
وكثيرا ما يسوق قادة تلك الأحزاب اسباب ذلك العزوف لعوامل كثيرة دون ان يحملوا انفسهم فشلهم فى الوصول الى الناخب او بالمواطن بالمقام الأول .ويكيلوا الاتهامات الى السلطة. أو الى حالة الاستقطاب الدينى فى أحزاب الاسلام السياسى مثل حزب الحرية والعدالة قبل سقوط الإخوان  .
ويجب ان يجتمع كل قادة تلك الأحزاب بعد ان يجتمعوا مع أعضائهم لخلق تحالفات فى الأحزاب ذات الفكر الواحد والأيدلوجية الواحدة لتقوية تلك الكيانات بالكوادر وليستطيعوا النمو والوصول الى الهدف الأساسى الحكم .وان لا يتعللوا بأعذار وان يقدموا المصلحة العامة على مصالحهم الضيقة وانتهازيتهم .حتى يستطيعوا الوصول الى كل ابواب المواطنيين .
ولنا فى حزب الحرية والعدالة مثال فقد كان لهم أعضاء وظهير شعبى حقيقى فى كل حى وشارع برغم انه كان يستغل حاجة المواطنيين وكذلك يستخدم الدين ستارا فى الوصول الى مبتغاه حتى ظهر على حقيقتة .
نحن نريد دولتنا دولة ديمقراطية حقيقية تقوم على التعددية السياسية ويكون هناك تداول حقيقى للسلطة وان يكون لكل حزب سياسى ظهير شعبى حقيقى يمارس وينفذ برنامج واهداف الحزب سعيا لبناء دولة حرة ديمقراطية .
ولانريد ان تظل تلك الأحزاب متقوقعة على نفسها فى غرفها المكيفة والمغلقة تندد وتشجب وتدين فى بياناتها بدون ان تكون لها مشاركة حقيقة وفعالة فى سعيها لتنفيذ رؤيتها وبرامجها على ارض الواقع .
وحفظ الله الوطن  

 21-10-2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق