الجمعة، سبتمبر 17، 2021

شهادة وفاة دولة 2011

 


أشار الرئيس السيسى فى خطابة الأخير ان 2011 كان شهادة وفاة الدولة المصرية ،  ولذا وجب علينا العودة الى 25 يناير ولماذا انتفض الشعب وخرج ضد القيادة السياسية حتى تم الاطاحة بمبارك .وكذلك ان نرسم شكل الواقع المصرى داخليا وخارجيا وحجم الصراع بين القوى المتصارعة بعد خلع الرئيس مبارك .

اولا ظن الشباب انهم قوة لا تقهر واطربوا على مسامعهم انهم الرائعون وانهم نجحوا فى جمع الشعب على كلمة واحدة ارحل ضد النظام وكانوا أصحاب التفجير الثورى فى كل ميادين مصر ،ولكن بعد ثمانية عشر يوما وفى اول اجتماع بعد تنحى مبارك كانوا مئات الإئتلافات تتناحر واختلفوا اكثر ما تفقوا .

الأحزاب دخلت فى معارك لا تنتهى حتى اصحاب الأيدلوجية والواحدة ناهيك عن أحزاب جديدة أقيمت بطريق الشللية بدون رؤية او هوية تجمعهم فكان الخلاف فى العلن وفى الخفاء بين كل القوى السياسية .

ودخلت النخبة السياسية على الخط كلا يبحث عن مكان لة داخل الصورة التى خرج من اطارها بفعل الزمن دخل ليناظر وسط رفض شباب يقول لهم لقد نفذ رصيدكم ووسط تخوف من فلول رجال مبارك والذى اعتبروهم عدو يجب التخلص منهم لارتباطهم بعهد مبارك .

الإخوان وجدوا الفرصة التى حلموا بها من عام 1928 انقضوا على كل شىء وفرضوا انفسهم لبراعتهم التنظيمية وولاء أعضائهم اللانهائى ،كذلك ظهرت جماعات الاسلام السياسى لتشكيل  الأحزاب الدينية ووجدت الارضية مهيئة لتكوين أحزابها لتعطيها شرعية .

المجلس العسكرى الغير راغب فى الحكم دعى الى تحمل المسئولية وهو غير مهيأ لذلك  ولكنه يعى حجم المشكلة جيدا ويعلم ان الصدام قادم لا محالة ويضع على طاولتة التدخل الخارجى واجهزة دول ستعبث بأمن مصر وحدود عرضة للاختراق وبعد انهيار جهاز الشرطة المنوط بحماية الأمن الداخلى اصبح علية العبأ الأكبر حماية البلاد داخليا وخارجيا .

حتى ان كانت اهداف الثورة نبيلة فليس من سبيل الى تحقيقها دفعة واحدة وسط كل تلك القوى المتصارعة ،فهل يوضع دستور اولا ام تكون هناك انتخابات برلمانية اولا وهكذا بدا الصراع والمليونيات كل جمعة تحت مسميات كثيرة ووصلت الى تصادم وشغب واحتكاك فى النهاية ادى الى وقوع ضحايا وخسائر فى ممتلكات الشعب.

ولا يجب ان ينسى الجميع انه لولا الجيش المصرى الذى انحاز الى الشعب فى ثورتة ما نجحت فى الاطاحة بمبارك ونظامة .

ولكن الشباب رأى انه عائق ضد تحقيق أهداف الثورة التى لم تكن ضد التوريث فقط انما لتغيير شكل مصر وكان شعارهم عيش حرية كرامة انسانية ،لذا استمر المجلس يستجيب تحت ضغط وابتزاز لمطاب غير مشروعة فى بعض الاحيان .




ناهيك عن ان سيناء أصبحت مرتع للجماعات المتطرفة نظر للتواجد العسكرى المحدود فيها التزاما بمعاهدة كامب ديفيد ،ونزوح أفراد من حماس الموالية لجماعة الإخوان وما حدث فى عملية اقتحام السجون يؤكد ان هناك عدو خفى يعيش بيننا يكدر الأمن المصرى ،ناهيكم عن موقف الدول الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وقطعها المعونة العسكرية  .

وأمام النزاع المستمر بين الشباب التى ترى فى المجلس العسكرى عائق عن تحقيق أهداف ثورتة الشاملة ويرى انه هو القادر على احداث التغيير بدون تدخل المجلس او القوى السياسية فهو صاحب الثورة الحقيقى .

 وبين الأحزاب السياسية التى ترى انها الأحق بتشكيل ورسم صورة الفترة القادمة، وبين الشباب الذى يرى انها احزاب كرتونية من الماضى السحيق ولا مكان لها الان ، وبين المجلس العسكرى الذى يقع تحت ضغط وابتزار كل القوى المتصارعة والتدخلات الخارجية والوضع الداخلى الذى يزادد خطورة يوميا ، مليونيات متتالية واضرابات وتوقف عجلة الإنتاج والسياحة التى تحتضر بسبب الوضع الداخلى كل شىء يدعو الى التهاوى ،ولا احد يقف فى لحظة صمت ليفكر كيف الخروج من هذا المأزق الجميع يفرض رأية ويدعى بكل صلابة انه هو الصحيح بدون ان يكون هناك نظرة لحقيقة الوضع القائم والراهن للدولة المصرية .

كل ذلك وجماعة الإخوان وكل تيارات الإسلام السياسى تستقطب الشعب باسم الدين وما حدث فى استفتاء الدستور خير دليل عندما اعلنوا وقالت الصناديق للاسلام نعم وكانوا هم قوى كبيرة فى دائرة الصراع ولديهم استعداد لعمل اى شىء في سبيل الوصول الى الحكم مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك .

وكانت الأحداث تتوالى سريعا كل لحظة والوضع يزداد قتامة والمواطن يعانى من سوء الوضع الداخلى وتزداد التدخلات الخارجية والضغط على المجلس العسكرى بسرعة تسليم السلطة ويرى ان هذا الطريق هو طريق اللاعودة وان الوطن سيدخل فى نفق مظلم ،لكن امام كل الأحداث التى تتداعى يوميا وامام الابتزاز الداخلى والخارجى كان يوافق على مضض على الرغم من انه يعلم جيدا ان الإخوان فزاعة استخدمها مبارك فى وقت ما للغرب واليوم تساندهم الولايات المتحدة  ولو وصلوا الى مبتغاهم ستتغيره هوية مصر ، ولكن المجلس يخشى من حرب اهلية لن يتردد الإخوان فى نصبها مهما كانت الضحايا .

وعلى الطرف الأخر من الصراع كان يقف الاقباط على حافة القلق من وصول تلك الجماعات الاسلامية المتشددة التى تهدد المواطنة ،ولقد راينا كيف تصرفت تلك الجماعات عنما تم تعيين محافظ قنا فى عهد حكومة المجلس العسكرى.وانهم لن يستطيعوا بناء كنيسة جديدة او حتى ترميم كنيسة قائمة كل تلك حسابات يجب ان نعيها .وما حدث فور سقوط الإخوان من مهاجمة الكنائس واشعال نيران غضبهم فيها فى منظر غير انسانى وغير حضارى .

كذلك كان هناك مشكلة كبرى تحدث وهى تجرأ اثيوبيا وقيامها ببناء سد النهضة فى ظل أفول الدولة فى ذلك الوقت .

الوضع الإقتصادى فى حالة انهيار وتهريب كثير من الاموال من الداخل الى خاج البلاد  وازدياد حجم الدين الداخلى والخارجى والعجز فى الموازنة وتقلص حجم الاحتياطى الأجنبى فى البنك المركزى وازدياد البطالة وتوقف كثير من المصانع نتيجة الاضرابات المتكررة وتوقف الاستثمارات الاجنبية وانسحابها والتجارة فى العملة الاجنبية ونقص المواد البترولية والديون المتراكمة للشريك الأجنبى وقلة دخل قناة السويس والسياحة وتحويلات المصريين فى الخارج عوامل كثيرة متراكمة  فحقا كنا نعيش فى أزمة طاحنة وعلى وشك افلاس حقيقى للدولة المصرية برغم كل مقوماتها .

فمما لا شك فية ان قصد سيادة الرئيس كان حقيقيا بكل تلك العوامل الداخلية والخارجية وخصوصا بعد ان تسلم الإخوان الحكم من المجلس العسكرى .

ومقارنة بما حدث بعد 25 يناير سنوجز فى سطور قليلة عملية نهضة الدولة المصرية وقيام الجمهورية الجديدة التى يتشارك فيها جميع المصريين الشرفاء المخلصين لوطنهم والرافعين شعار نهضتها وحمايتها داخليا وخارجيا وعودة دورها الإقليمى عربيا وافريقيا وعالميا وعودتها الى مكانتها الصحيحة لقيادة المنطقة فهى أكبر دولة وتملك اكبر جيش وصاحب الترتيب العالمى بين الجيوش

كذلك صاغ الرئيس نهضة الوطن الحقيقية بعد 30 يونيو وصحح المسار فتم بناء محطات الكهرباء وسداد الديون المتاخرة واكتشافات بترولية جديدة وحقل ظهر وبناء مدن جديدة  وزراعة مليون ونصف مليون فدان ومشروع غليون والمزارع السمكية وحفر قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة وبرنامج سكن كريم وعلاج الامراض السارية والقضاء على العشوئيات واطلاق برامج كثيرة تهدف لتحقيق شعار عيش حرية كرامة انسانية منها برنامج تكافل وكرامة وبرنامج حياة كريمة وعلاج فيروس سى ومائة مليون صحة وتطوير التعليم ومشاريع قومية لا حصر لها وشبكة طرق وكبارى تربط المدن المصرية لتسهيل الحركة وتشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية ولو ظللنا نعدد الإنجازات لن تكفى الصفحات والتى تعود بالنفع على كل اطياف الشعب المصرى كلة

فحقا تحيا مصر ومازال الانجاز مستمر .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق