الجمعة، سبتمبر 17، 2021

معركة الجزيرة لاخضراء

 





المصريون أصابتهم الصدمة بعد نكسة 1967 .والتى من نتيجتهاخسارة سيناء والخسائر العسكرية الفادحة فى الافراد والمعدات نتج عن ذلك ضعف الروح المعنوية . كان من الضروري إعادة تنظيم وتسليح وتدريب القوات المسلحة وإعادة الثقة للمقاتلين في أنفسهم وقادتهم وسلاحهم لتحرير الأرض. وعودة الوعى والثقة  فى قلوب المصريين لتجاوز تلك النكسة واضرارها .

وكانت حرب الاستنزاف هى الطريق الى نصر اكتوبر لما تم فيها من عمليات فدائية عظيمة, واعادة تنظيم للقوات المصرية ورفع كفائتها القتالية. وانتظر الجميع لحظة الحسم لكتابة الإنتصار وعودة الأرض والثأر من العدو الصهيونى .

وقد تكبد العدو خسائر كبيرة طوال حرب الإستنزاف جعلتة لا يهدأ ولا يستريح، ويجزم ان المصريين عازمون على استرداد الارض مهما كانت التضحيات. وسطر التاريخ لنا بحروف من نور أروع الامثلة فى التضحية والفداء بالروح والدم فى سبيل الوطن, من ابطال كان كل ما يشغلهم هو حب الوطن عكس ما يحدث الان من مصريين يعشون على أرضة ويلتحفون بسمائة وينعمون بأمنة ويسعون الى تقويض الوطن ومحاربة ابنائة نصرا لجماعتهم وليس حبا فى وطن يعيش فينا ونعيش فية وهم يدعون الفضيلة وهم خائنون ارهابيون .

ومن سجلات الشرف والبطولة التى يزخر بها تاريخنا   كانت معركة الجزيرة الخضراء  التى تقع على الطرف الجنوبى لقناة السويس  وهى بعيدة عن ميناء الأدبية بحوالى 6كم وسميت كذلك لانها تتكون من بروز صخرى كبير وسط مياة الخليج وفوق غابة من الشعب المرجانية الخضراء . وتعود اهمية تلك الجزيرة لأنها المدخل الجنوبى للقناة وهى مركز استطلاع ومراقبة لقوات الجيش المصرى وكذلك لصد اى عملية هجوم لحماية لقناة السويس ومدينة السويس.             ونظرا لاهمية موقعها حيث كانت بها ايضا  نقطة الملاحظة الأرضية المتقدمة لقيادة الجيش الثالث الميدانى ونقطة مراقبة وتصحيح نيران المدفعية بالقطاع الجنوبى للقناة لذا سعى العدو الصهيونى الى احتلالها بكافة الطرق ولم تتوقف هجماتة المتتالية للاستيلاء عليها فكان منه ان فكر بعملية انزال بحرى بالضفادع البشرية وقوات الصاعقة و عملياتة الخاصة لمفاجأة القوات المصرية على الجزيرة للسيطرة عليها .

ولولا يقظة المصريين وان هناك مؤشرات وبعض الشواهد من الملاحظات العميقة للقيادة المصرية والمخابرات التى توقعت الهجوم قبل وقوعة واعتراضها  بعض الرسائل اللاسلكية المضللة  التى كان يبثها الإسرائيليون جعل القوات فى حالة استعداد دائم ورفعه درجة استعدادها للمواجهة المحتملة فى اى وقت . 

وهنا يجب ان نصف لكم طبيعه الجزيرة والتى تتكون من ثلاث طوابق الطابق الاول وهو تحت سطح الماء وهو خرسانى عبارة عن مستودع للذخيرة والثانى الذى يعلوه ارض الطابور وغرف ادارية ومبيت والثالث هو مربض ادارة النيران بدشمة وتحصيناتة .وقد بنتها القوات  البريطانية ايام الحرب العالمية الثانية لصد هجمات المحور للدفاع عن قناة السويس.

وكان حجم القوات الإسرائيلية التي قامت  بالإغارة علي موقع الجزيرة الخضراء 2 سرية من الكوماندوز البحريه وكانوا قد عادوا لتوهم من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تلقوا تدريباتهم الراقية.ومعهم تجهيزاتهم واسلحتهم .

اما القوات المصرية التى كانت مرابطة على الجزيرة فكانت ثلاث ضباط وتسعين بين جندى وصف ومنهم ثلاثة من القوات البحرية وهم على اتم استعداد للمواجة المحتملة دائما .

حتى شاهد جندى اجسام تطفو فى صمت فى المياة فتعامل معها مباشرة وتحول الصمت الى وابل متبادل من اطلاق النيران والقنابل الحارقة وغيرها من الاسلحة المختلفة من الطرفيين . ومع زيادة الهجوم وامام صمود القوات المصرية وخوف قائد الجزيرة من ان تقع فى ايد العدو .

طلب رئيس عمليات الفوج63 وقائد موقع الجزيرة  النقيب مجدى بشارة  من  قائد الجيش الثالث الميداني أن يفتح نيران مدفعيته على الجزيرة كي لا تسقط بيد الإسرائيليين كحل أخير واختبئ الجنود المصريون الباقون في الدشم الخرسانية أسفل الجزيرة. كان من نتيجة القصف المدفعي المصري أن قُتل عدداً من الجنود المصريين وأن انسحب الإسرائيليين بعدما تكبدوا خسائر فادحة وفي الصباح عندما حاولوا سحب جثث أفرادهم القتلى من المياه بواسطة الطائرات الهليكوبتر أطلق أفراد الموقع المتبقيين النار على إحدى الطائرات فأصابوها ..

وعندما وصلتهم قوات الدعم استطاعوا ضبط صفوفهم ومطاردة فلول العدو الصهيونى وتكبيدهم خسائر فى الأرواح والمعدات واستطاع ابطالنا اسقاط طائرة ميراج وكذلك طائرة هليكوبتر ايضا غير غرق بعض لنشاتهم واستمرت المعركة حتى ولى العدو هاربا عائدا الى ادراجة .

 ووصلت الخسائر الإسرائيلية إلى ستة قتلى واحدى عشر جريحا ، بحسب الأرقام الإسرائيلية، فضلا عن إسقاط طائرتين خلال الغارات على بطاريات الصواريخ المصرية، ما دفع المحلل العسكرى لصحيفة هاآرتس إلى القول إن حالة من الصدمة وخيبة الأمل أصابت الإسرائيليين بعد هذه المعركة.وقد اعترف العدو فى بياناتة عن المعركة ببسالة المقاتل المصرى واعترف بخسائرة فى الأرواح والمعدات. وصفها المراقبون العسكريون الإسرائيليون بأنها أكبر عملية عسكرية منذ حرب يونيو1967.

اما خسارتنا فكانت 16 شهيد منهم سبعة اثناء ضرب مدفعيتنا للجزيرة واحدعشر جريح بخلاف بعض المعدات والتحصينات الخرسانية وكانت نتيجة ضرب مدفعيتنا ايضا . وحصل الضباط على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى والجنود على نوط الشجاعة من الطبقة الثانية نتيجة لشجاعتهم واستبسالهم . وتعد عملية الجزيرة الخضراء واحدة من أبرز الملاحم العسكرية التى خاضتها القوات المصرية خلال حرب الاستنزاف.

وتلك كانت صفحة مضيئة من سجل الشرف للمقاتل المصرى الملىء بالصفحات التى نفتخر بها .

رحم الله شهدائنا الأبرار

حفظ الله الجيش حفظ الله الوطن

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق