الاثنين، يونيو 20، 2011

حكاية شهيد

 
سلسلة انفجارات إرهابية تهز منتجع شرم الشيخ المصري

و موقف سيارات الأجرة فى خليج نعمة  على ساحل البحر الأحمر
بفارق دقائق بين كل منها  ليل الجمعة/السبت الموافق 23يوليو 2005 هكذا سمعت الخبر الذى وقع عليا كالصاعقة من قناة الجزيرة وهرولت مسرعا الى التليفون لاتصل باصدقائى لاطمئن عليهم فقد كنت منذ ساعات قليلة بشرم الشيخ ولسة واصل ولم ارتاح من عناء السفر وما هزنى أكثر ودخلت زوجتى فى نوبة بكاء شديدة اننى كنا متعودين كل نهاية الاسبوع السهر فى مول جمال عمر وحدث بة تفجير واننا نزولنا الاجازة افلتنا من هذا المصير ةهذا قدر اللة قمت بالاتصال بجمال واطمئننت علية ثم توالت الاتصال بعبدالعزيز ولكنة لم يرد ولا مجيب وبدأ القلق يتسرب لى فهو كان يعمل معى فى نفس الفندق ومن نفس المنطقة وهو صديق منذ الطفولة وكان بيننا خلاف قبل اسبوع من الحادث فظننت انة لا يرد من غضبة منى ولكن حاولت الاتصال باحد من المعارف لاتاكد انة بخير ولكن بعد عناء عرفت انه كان يجلس على كافية فى السوق القديم وان من كان معه من زملاء فى المستشفى وبادرت بالاتصال بالدكتور عبدالمنجى وهو من المحلةالكبرى ويعمل بالمستشفى وقريب لنا حتى يتأكد انه موجود بمستشفى شرم الدولى وبعد ساعة من البحث قال لى ليس موجود وانهم اخذوا بعض الحالات الى مستشفى المعادى والوقت يمر بسرعة وغاب النوم عن العيون والتى تشبثت بمشاهدة الاحداث وان هناك احصائية تذكر عن وجود 75 قتيلا اقصد شهيدا و150 جريح وان الاعداد قابلة 

للزيادة ثم اتصلت باهل عبدالعزيز واننا يجب السفر حالا الى شرم الشيخ ولاننى كلمت المدير العام فى الفندق الذى يعمل بة وقال لى ان اثنين من زملائة والذين كانوا معه مصابيين فى المستشفى وهو ليس لة وجود وجارى البحث عنة وهنا تحركنا واتفقت معهم ان نذهب الى الطور اولا للبحث هناك فى المستشفى وابغلت مجموعه من معارفى فى الطور وانتظروا وصلونا حوالى الساعه الخامسة صباحا وذهبنا مباشرة الى المستشفى فلم نجدة فى المصابيين وهنا تملكنا الخوف فى ان نذهب الى المشرحة للبحث عنة ودخلنا المشرحة بمعرفة احد من المعارف وفتحت اول ثلاجة وكانت لشخص كبير البنية ووقعت الجثة من على الرف فكانت ثلاجه قديمة وبصعوبة بالغة اعدناها الى وضعها واستمر فتح التلاجات للبحث واذكر فى ذلك اليوم اننى فتحت اكثر من 40 ثلاجةحتى وصلت الى جثة الشهيد عبدالعزيز ولم اصدق ما رايت فقد كنت 
وحدى ولا احد من اخوتة راى الجثةولم اتمالك نفسى من البكاء الهستيرى على زهرة شبابة هو وكل من استشهدوا فى هذا الحادث الاجرامى حتى اصبت باغمائة فنقلنى صديقى من الطور الى بيتة حتى تم افاقتى وطلبت منه العودة الى المشرحة لبدء اجراءت الحصول على تصريح الدفن واستلام الجثة وكانت الساعه تجاوزت 7 صباحا فقال لى لابد من وجود وكيل النيابة وانتظرنا حتى التاسعه وقام احد مرافقينا بالذهاب الى استراحة الوكلاء لجلبة الى المشرحة وكان قلب ذلك الرجل وكيل النيابة ليس بة اى شفقة او رحمة فقد اشتبك والد احد الضحايا تشابك لفظى ولم يراعى حالة الرجل النفسية لفقدة ابنة فى الحادث بل استمر يكيل لة الشتائم والسباب على كيفية تطاولة وان يتجرأ اون يقول لة بسرعه احنا هنا من امبارح حرام عليك ومن هو المشهد والله بكيت مرة اخرى هل هكذا نعامل ونحترم حتى فى اصعب لحظات حياتنا وبعد تدخل عميد شرطة لفض النزاع والذى تداخل فية افراد عديدة تضامنا مع والد الشهيد جاء معنا وكيل نيابة اخر وصرح بدفن الجثث وكان من المفروض ان نجد المغسل فذهب صديقى عبدالحميد مرافقى من الطور بالذهاب الى بيت المغسل وجاءبةفى سيارتة وكان وحدة وطلب احد يتطوع معه لانهاء العمل وقمت بهذا الدور وكفنت وغسلت معه تسع جثث لشباب زى الورد ولن احكى لكم عن ما اصاب اجسادهم من تشوية نتيجه الشطايا والانفجار فقد كان مؤلما جداااااااا جداا حتى جاءت جثة صديقى ووقفت على راسة اقبلة ونحن نقوم بتكفينة ثم قال لى المغسل يجب ان نعبأ الجثث المجهول والتى هى عبارة عن قطع صغيرة وليس لها اى ملامح فى اكياس منفصلة لارسالها الى مصر ولبست مرة اخرى المريلة والجوانتى وجلسنا نجمع اشلاء صغيرة ونضعها فى اكياس وانا غير مصدق ما يحدث وان هذة اشلاء بنى ادامى كان يمشى ويضحك ويبكى منذ ساعات سابقة الحمد لله على كل شىء وهنا فى تلك اللحظة اصبت باختناق غير مصدق ان ما احملة اشلاء انسان مثلى فقمت مسرعا بالخروج وذهبت الى مسجد المستشفى وكان به حوالى 6 جثث جاهزة لاستلام ذويهم لها .
وكانت المشكلة هو الحصول على سيارة اسعاف فلم نستطع لان الحكومة الذكية لم توفر لنا حتى هذة الخدمة وكاننا جرزان وكنت اتمنى ان اقتل مبارك الف مليون مرة كما قتل هؤلاء الشباب فطلبوا منا تصنيع صندوق خشبى لوضع الجثة بة وان نقوم بتاجير سيارة ميكروباص ووضع الصندوق عليها او سيارة بيجو وقمنا بتصنيع الصندوق ولكن ظهر فى الافق نور عندما الححت على مديرة الاسعاف بالطور بان نركب مع اى حد فقالت فية سيارة به 1 من السويس وواحد من الاسماعيلية ممكن تطلعوا معاها فقلت لها يعنى لازم نروح السويس الاول نسلم الجثة ثم نروح الاسماعيلية قالت ايوة وفى اثناء انتظارنا نادت عليا مرة اخرى فقالت فى سيارة خارجة الى القاهرة فيها اتنين اخوات ممكن تطلع معاها قلتلها تمام كويس كدة وعندما وضعنا الصندوق فى سيارة الاسعاف وقع على الجثتين فقمنا باخراج الجثة من الصندوق ووضعهم على الارض بجوار بعض وركب معنا والد الشهيدين الاخين والغريب اننى كنت انظر الية طويلا والدموع متحجرة فى عينية وكأنة غير مصدق ما حدث والدية الاثنين امام جثتين وملابسة كلها ملطخة بالدماء وهو يقول لى يا ابنى واللة سيبتهم لمدة خمس دقائق ورجعت لقيتهم غارقين فى دمائهم وكان اكبرهم 21 عاما والاخر 18 عاماوبدات رحلة العودة من الطور الى القاهرة وفى الطريف قبل السويس اضطررت ان اركب السيارة الملاكى والنزول من الاسعاف ومن قدرنا ان ضربت عجلة القيادة وتعرضنا للموت مرتين ولكن الله سلم وباختصار وصلنا الى المحلة حوالى الساعة 3 صباحا وكان هناك اكثر من 15 الف شخص منتظرين على المقابر وفى المسجد وذهبنا الى المسجد الذى لم يستوعب كل هذة الاعداد من المصليين لصلاة الجنازة وخرجنا الى المقابر ونحن نهتف الله اكبر الله اكبر الشهيد حبيب الله يا عريس يا شهيد بلغ سلامنا للنبى الحبيب وتم وضعة فى مثواة الاخير وانا انظر بعينى الان الى كل لقائتنا وكل ذكريات واماكن جمعتنا واطلب من الله له الرحمة 


والمغفرة وان يحاسب الله من فعلوا هذة الفعلة وان يحاسب المسئولين على اهمالهم فقد حكى لى صديق من شرم وهو فى المستشفى ان المستشفى كانت غير جاهزة لااستقبال كل الحالات وان الحالات التى كانوا ينظرون اليها انها حرجة كانوا يتركونها تموت واقسم بالله على ذلك ولقد راينا انهم حتى لم يوفروا سيارات اسعاف تذهب بالشهداء الى موطنهم ولقد رايت بعينى جثث معلقة على السيارات لعدم توافر الاسعاف لا ادرى لماذا كتبت ذلك المشهد الصعب والذى اختصرتة كثيرا جداااااا والذى اتمنى ان ينال كل شهدائنا حقهم فهؤلاء مثل شهداء 25 يناير وحادث العبارة والقطار وغيرها من حوادث الاهمال الجسيم والذى يجب ان تعاقب علية كل القادة السياسيين فى هذى البلاد من رئيس الجمهورية لعنة الله ورئيس حكومتة ووزرائة كلا فى مهام عملة ولكن الله لا تضيع عندة الحقوق وسوف نقتص منهم يوم القيامة ان شاء الله رحم الله شهدائنا جميعا رحمهم الله رحمة واسعه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق