السبت، مايو 05، 2012

جندى من القوات المسلحة


انهيت حياتى الجامعية وككل شاب انتظر دورى فى تأدية الخدمة العسكرية والتى دعيت اليها بعد بضع شهور من تخرجى وانهيت اوراقى فى مكتب التجنيد ثم ذهبت الى الهايكستب حتى اعرف سلاحى وهناك اختارنى بعض المندوبين للحرس الجمهورى لانى طويل وبنيتى رياضية ثم تركنى عندما علم اننى مؤهلات عليا ثم اخذنى مندوب الصاعقة وبصراحة شديدة ادعيت مرضى بالقلب ثم اخذنى لغرفة الكشف وبعد الحاح بعد نهاية الكشف تركنى لاعود مرة اخرى ويكون نصيبى سلاح المدفعية
ثم ركبنا السيارة حتى وصلنا مساء الى مركز التدريب مدفعية 2 ثم تم تسليمنا المهمات وتحويلنا الى الميس وكانت اول وجبة نأكلها من الصباح وكانت بامية وعيش فقط
رايت حياة غريبة لم اتعودها النوم بميعاد والاستيقاظ بميعاد وحضور طابور اللياقة ثم الطابور الاساسى بلباس المموه وكم كنت فخورا وانا بلباس الجيش وكنت اسير فى زهو حتى عندما ننزل اجازة كنت امشى بخطوة عسكرية منتظمة مفرود القامة رافعا راسى تعلمت الكثير فى تلك السنة مالم اتعلمة فى حياتى واقسم بالله لقد افادتنى خشونة الحياة فى تحمل الكثير بعد انتهاء فترة التجنيد فطوال فترة الدراسة نحن لانتحمل مسئولية انفسنا مطلقا هناك الأهل من تعطينا المصاريف ولكن بعد ذلك يجب ان تتعود على نفسك وتتحمل مسئولية شخصك بمفردك وقد كانت لهذة الفترة الاثر الطيب فى حياتى لمواجه تلك الحياة بمفردى
كنت اسال سؤال دائما لنفسى مالذى جعل هؤلاء الضباط والصف الى دخول هذة الحياة الخشنة فان كنا نقوم بعد ايام تجنيدنا باليوم فمابال هؤلاء وان كانت حياتهم هى تلك على طول الوقت والعمر
فكان حظى ان اكون فى كتيبة قتالية وقضيت تجنيد فى صحراء السويس حيث نقطن فى الخيام اومبانى من طوب دبش ابيض لايوجد كهرباء ولا مياة فمن يملك زجاجة مياة كانما يملك كنز كل شىء بحساب كل ثلاثة عساكر كان يوزع عليهم 2 جركن مياة كل اسبوع والله لا تلمس المياة اجسادنا الا كل راحة كل اسبوعين او ثلاث غسيل الوجة هو اقصى الامانى كنت اسال نفسى لماذا يعاملوننا هذة المعاملة القاسية حتى عندما كنا نخرج فى طابور السير 20 كيلو او فى اختراق الضاحية تكون سيارة السجن ورائنا ومن يتخاذا يكون جزائة السجن ولا انسى فى يوم الموانع وقد قام صديق بكسر ساقة متعمدا حتى يرحم من قسوة التدريب واخر رمى نفسة من فوق الحاجز كانوا يعلموننا الفرق بين الحياة المدنية والحياة العسكرية التى كلها انضباط والتزام وطاعه للاوامر واحترام الرؤساء والرتب العسكرية بداية من المجند الذى اقدم منى بيوم حتى اخر الرتب كيف تلبس هندامك زيك العسكرى كيف تحترم هذا الزى خارج وحدتك العسكرية كيف يبنى المجند المصرى نفسة وتكون لدية المسئولية عند تولية الخدمة وهو يحمل السلاح واثناء المرور من امن الكتيبة او اللواء عليك وانت فى الخدمة حتى لو كنت تعرفة فعندما تستوقفة ولا يذكر كلمة السر تقوم بتوقيفة حتى ولو كان المشير نفسة كيف تحمى سلاحك ومهماتك وشرفك تعلمت معنى الولاء والانتماء كيف احب وطنى
كنت اشكر الله على اننى هنا فى وسط خير اجناد الارض كان لى صديق ضابط فى اوقات الراحة فى التدريب احيانا نقوم بالدردشة ونحن فى انتظار الامر باحتلال نقطة او الاخلاء او الاوامر من العمليات كنت اقول لة اننى اشفق عليكم من هذة الحياة القاسية لماذا دخلت الكلية الحربية فكان يقول لى حب الوطن وشرف العسكرية وهذا الزى لة كل التضحيات وحماية الوطن اسمى الأعمال التى نقوم بها كنت اقول لة كل مصرى يبنى فى موقعه وهذا سر التكامل والنجاح هناك العامل البسيط فهو يقدم الكثير وهناك الطبيب والمهندس والمدرس وووواخذنا نردد كلنا نبنى الوطن كلنا نحمى الوطن كلنا نهدف الى حمايتة ورفعتة
بعد ثورة يناير وموقف الجيش الذى يملك القوة وموقفة الطيب من الثورة وحمايتة لها كنت اريد ان اقبل كل مجند وكل ضابط وصف من قواتنا المسلحة لهذا الموقف النبيل فمازالت ذاكرتى ترى قائد اللواء الذى كنت اتبعه وهو يصرخ فى ضباطة عند رمى الذخيرة الحية مازلت ارى صورة النقيب هانى والذى جاء على كرسى متحرك ليحضر نوبتة فى ضرب السكتيرما والدانات بالمدفع مازلت ارى العقيد وهو يحمل التراب على راسة لاخفاق احد الضباط فى الضرب وهو يصرخ هذة اموال الشعب الذى اهدرتها انما وثق بك فكن على قدر الثقة
مازلت ارى قائد سلاح المدفعية وهو يحاورنى شخصيا فى الاصطفاف وهو يقول لى هل انت مستعد ولماذا انت تقف هنا فصرخت باعلى صوتى تمام يا فندم عريف مجند عبدالغنى عبدالغنى عبدالغنى السعيد قال ياةة اسمك عبدالغنى تلات مرات فمن هول الخضة والشد الذى نحن فية اثناء الاصطفاف كررت اسمى ثلاث مرات وهذأ من روعى واكملت حديثى معه ثم قابلتة للمرة الثانية اثناء الضرب وانا ابحث عن مكان للحفر وعمل حفرة برميلية للاختباء فيها عند احتلال احدى النقط رايت رئيس العمليات وهو يبكى عندما تبم ابلاغة من الاستطلاع بان الهدف خنداق فنزل من الدبابة وسجد على رمال مصر الطاهرة والله بكيت يومها ونحن فى منطقة التجمع وارى دبابات وافراد وسيارات على مدى مرمى نظرى ادركت اننا داخليين على حرب حقيقية وما كانت سوى مناورة عظيمة من جنود عظام وجيش عظيم
مازلت اتذكر اننى كنت العسكرى الوحيد الذى كان يحضر فى غرفة العمليات وقبلها كنت ابكى اثناء خدمتى عندما تم طردى من التدريب لاننى غير مؤهل ان اكون مصحح صواريخ فجلست اتلصص على الوقت حتى احفظ القوانين واذاكر واكون جدير بتلك المهمة التى تم اقصائى منها وقد كان
مالت اتذكر يوم لقائنا بقائد الفرقة الثانية وتحاورى معه وهجومى باننا نحمل اسلحة تقليدية لا تواكب تقدم الغرب واذا فقدت الكتيبة معاونها فقدت التوجية ثم اجابنى المهم التكنيك فقلت لة اى تكنيك وقد خسرنا المعاون الذى يعطينا اوامر الضرب بناءاعلى احدثياتة فقد اخذونى 12 يوما بالقيادة لارى كيف تكون اعتز بفترة تجنيدى فهى مليئة بالاحداث المشرفة وكنت كل يوم ادرك اننا فعلا خير اجناد الارض لقناعتى الشخصية بذلك
صحيح اعتب على المجلس العسكرى ادارتة الفترة الانتقالية وبطىء القرارات وعدم الوفاء بتعهداتة ولكنى لست مع مقولة يسقط حكم العسكر حتى لو فسرها البعض حسب أهوائة وتفسيراتة لان جيشنا عظيم على مر تاريخة مشرف وان كان القادة لهم حسباتهم الشخصية فهذا ليس على الكل انما هى السياسة اللعينة وقد ذكرت موقفى كاملا فى تدوينة كشف حساب للمجلس العسكرى
ولكن علينا الان ان ندرك ما يحيك بنا مايحدث فى ليبيا والسودان بشطريها ودول حوض النيل وكل ما يحدث فى العالم يؤثر فينا ونحن ننشغل باشياء تؤخر ولا تقدم فقد تعهد المجلس انة سيترك السلطة يوم 30 وان لم يتركها سننزل جميعا لكن ان نهين الجيش كلة فهذا خطا كبير فسأظل فخور بكونى كنت جندى فى صفوف جيشنا العظيم حفظ الله الوطن وجيشنا العظيم 

هناك تعليق واحد:

  1. واضح انك انسان محترم جداً.. ربنـــا يحميك لأهلك .. أنا سلاح المدفعية و هترحل 20 يوليو 2015.. دعواتك يا راجل يا محترم

    ردحذف