السبت، سبتمبر 28، 2013

جندى من مصر



وأنا اقلب فى اوراقى القديمة وجدت هذة التدوينة بتاريخ 17/3/1996 وكنت وقتها فى الجيش
كنا قد فرغنا من انتهاء الدراسة والتخرج من الجامعه وكان يجب ان نؤدى الخدمة العسكرية كنت مشتاق ان اؤدى واجبى تجاة وطنى فخورا بان اكون جندى فى القوات المسلحة او ان يتحقق املى فى ان اترشح ضابطا احتياطى لأحقق املا فشلت فى تحقيقة كى اكون ضابطا فى الجيش ان ارتدى بذتى العسكرية وعليها الرتب وامل فى الحصول على نياشين التفوق وان اسير متباهيا بخطواتى وأن ادرك فى نفسى ان كل العيون تلاحقنى فرحا بى وبمشيتى وهيأتى العسكرية وخطواتى المنضبطة والصرامة تعلو ملامحى والجدية فى حديثى
كنت على غير كثيرا من الرفاق احلم بذلك فكانوا يتمنون ان يحصلون على الاعفاء المؤقت أو الاعفاء النهائى طبيا او اى شىء المهم ان لا يدخلون الخدمة ويرحموا انفسهم عناء الانضباط او كما يقولون التحكم من صف ضباط او عسكرى يحظى بالاقدمية يعطوننا طوابير تذنيب عقاب على عدم اطاعة الأوامر
اخذوا يزرعون الخوف فى نفوسنا من اهوال مانلاقى من تعذيب وتحكم فى انفاسك كمن قال لى لو انت واقف فى الطابور وقرصك تعبان لا تتحرك ولا ترمش بعينيك
وكانت الرحلة بدات من مكتب تجنيد طنطا حتى كان يوم سمع السلاح والترحيل من منطقة الهايكستب وكان حظى سلاح المدفعية وفى مركز مدفعية 2 بألماظة ووصلنا الى المركز حوالى الثامنة مساء ونحن نقع من الجوع والتعب والاعياء
وقد اخذونا الى الطابور لنتسلم مهماتنا المخلة وما تحتوية من مهمات ثم على مشارف الثانية عشر جائوا لنا بالطعام وكان عيش وبامية
فقلت من اولها كدة تعذيب وانتقلنا الى العنبر ورغم التعب والعناء فترة التدريب الأولى فى مركز التدريب الا انها كانت شاقة فعلا ومتعبة فقد دخلت السجن ثلاث مرات فى اقل من شهريين لشغبى وعدم اطاعة الاوامر مع صف الضباط واعتراضى على المعاملة القاسية والتى يكون فيها خشونة وعنف لفظى واحيانا الى تطاول باليد وهذا ما كنت اعترضة فيزج بى فى السجن
كنت اتسائل متى يتم الترحيل وننتهى من مرحلة المراهقة هذة حتى جاء اليوم وتم ترحيلنا الى وحداتنا
واقسم بالله وهذا قسم احاسب علية واننى كنت فى كتيبة قتال مدفعية صاروخية وكنت مراقب تقرير جوى اعطى تصحيحات الصواريخ اثناء الضرب
ان التدريب كان قاسى وكان لساعات طويلة حتى كنت اظن اننا سندخل حربا لا محالة بعد كل هذا العناء فكيف لك ان تستحمل قلة المياة والطعام وان تخرج من السادسة صباحا لتعود فى الثالثة او الثانية صباح اليوم التالى وكان الزملاء يغشى عليهم من شدة الارهاق والتعب ولكننى كنت احس بالفخر والعزم وكأن الرسالة التى تصلنا بعد عناء التدريبات اننا سندخل على مرحلة حاسمة اواننا سندخل على حرب حقيقية ولكنى كنت اقول لنفسى طيب احنا هنحارب مين اصلا
كنت ارى كيف يبذل الضباط والصف والجنود كل مجهودهم فى التدريب ويتحملون كل هذا التعب والشقاء فى الصحراء ويواصلون الليل بالنهار فى تدريب وتحسين قدرة جنودهم وتحملهم مشقة قلة كل شىء من وسائل الترفية حتى المياة كانت بحساب ممنوع حتى غسل الايد
والله كنا نجلس بالاسبوعين لاترى المياة اجسادنا او حتى نغسل ايدينا من قلتها فهى للشرب فقط ولاغير ذلك
كنت قريب من قائد الكتيبة ورئيس العمليات وكنت اجلس معهم كثير وخصوصا رئيس العمليات التى كنت اعمل بالقرب منة وكانت تسمح لنا الظروف احيانا ببعض الوقت لالتقاط الانفاس حتى تاتى التعليمات من مركز استطلاع الكتيبة بالاخلاء او احتلال منطقة غير المتمركزين فيها فيدور نقاش فى كل شىء
فقلت لة ذات يوم اسمح لى ان اسالك سؤال كنت فى حياتى احلم ان اكون ضابط جيش ولكن بعد ان رايت كل هذا العناء التى تلاقونة وكل زملائى يعدون ايامهم فى الخدمة باليوم والساعه كيف لكم تستطيعون ان تواصلوا هذة الحياة القاسية حتى تنتهى بكم رحلة العمر فى هذة الصحراء وبين هذا الضغط النفسى التى تلاقونة والمسئولية التى تقع عاتقكم من حماية ارواح كل من حولى من الضباط والصف والجنود ناهيك عن المعدات والاسلحة وغيرها هل تشعرون انكم اخطأتم بدخولكم الكلية الحربية فالحياة المدنية رحبة واسعه بها كل شىء يسير وهين وليس بهذا التعقيد التى تعيشونة
رد ببساطتة لو اختار الجميع ان يكون كما تظن لما وجد الوطن رجالا تحمية
وكل انسان مهيأ لما هو ميسر لة ونحن سعداء بذلك
فقلت له على فكرة هذا ليس انتقاص فكما قلتم لكل واحد دورة حتى عامل النظافة فى الشارع لا نستطيع العيش بدونة فاتمنى ان تكون نظرتكم لنا بأننا سنخرج نكمل البناء للوطن كلا فى مجالة المدرس والطبيب والعامل والمهندس وخلافة
لكن صدقنى لو قالوا لى ان الضابط يتقاضى مرتبا مليون جنيها فهذا لا يوفيكم حقكم
فمازلت اتذكر الرائد عماد علوان وهو يسجد على الارض عندما تم ابلاغة من الاسلكى من استطلاع المقدمة ان صاروخة اصاب الهدف 100% وكان الضرب بالذخيرة الحية ورايت الفرحة والبكاء على وجة
ومازلت اتذكر العقيد وهو يضع التراب على راسة ويسب يلعن فى الضابط الذى اهدر الهدف فنحن مارسنا كل هذا التدريب حتى نصل الى هذة اللحظة من استخدام الذخيرة الحية فى اكبر مناورة عسكرية
كنت انظر بعينى فلا ارى اين تقع اخر دبابة او اخر جندى وكانة يوم المحشر فى صحراء السويس حتى قلت فى نفسى دى شكلها بجد يا عبد احنا رايحين نحارب
وبعد انتهاء فترة هذا الاصطفاف والذى حظيت فية بمقابلة مدير السلاح مرتين وهو يسالنى اول مرة انت هنا لية فأودى لة التحية العسكرية واقول لة ما تم تحفيظة لنا بصوت عالى وقوى والمرة الاخرى فى مربض ادارة النيران وانا فى الحفرة الخندقية والتى كنت احفرها ومن فزعى بوجودة قمت بجمع بعض الاغصان الشوكية وتحملت الالم حتى اختبىء فيها
وكان من اغرب المواقف التى حدثت معى واننا نتدرب على يوم الاصطفاف نادى عليا قائد اللواء اين فرد التقرير الجوى فخرجت بكامل شدتى وسلاحى والخوذة وكل شىء فى الشدة ونادى ضابط من ضباط المربض ليقوم بضرب صاروخ واعطاء احصائيات ثم نادى بنوبة غاز فلبس الجميع القناع الواقى ما عدا انا والضابط والقادة الواقفون
وسريعا سمعت كل انواع الشتائم فى والضابط وقائد الكتيبة ونادى باعلى صوتة يا اشرف يا شكرى عندك ضابط وعسكرى ماتوا من قبل ما تتحركوا وتعرضت للتوبيخ والتعنيف
والموقف الاخر فى طابور السير وكان 20 كيلو وكان فى فترة الطابور ان تلبس القناع لمسافة فية فتحايلت ولم البس القناع بالشكل اللائق لان نفسى هيروح ولم اتحمل التعب فما كانوا الا ان جرونى الى السجن والتعنيف
تعلمت من هذا العام كيف يكون النضباط والالتزام بكل شىء واطاعه الأوامر وكيف يتحمل هؤلاء الضباط ومن يعيشون فى هذة المعسكرات التعب ويحملون المشقة من اجل وطن يحموة بارواحهم ولا ينتظرون مقابلا سوى ان واجبهم يدفعهم على ان يقدموا ارواحهم فى سبيلة دفاعا عنة
حقا هم خير اجناد الأرض حقا هم رجال شرفاء يستحقون منا كل التحية وكل الشكر
الاوراق كثيرة ولكننى نقلت لكم جزء منها فقد كنت حريصا على كتابة ما عشتة يوميا قدر استطاعتى ودائما احمل لرجال القوات المسلحة كل التقدير ولم احاسب نفسى يوما ما على ان قلت يسقط حكم العسكر مع اننى كنت دائم الدفاع عن المجلس العسكرى فى فترة تولية امور البلاد فهو لم يعرى البنات كما يدعون او يقتل وما حدث حوادث فردية ليست من نبع المؤسسة العسكرية فأولوياتة الضبط والانضباط ومن يخرج عن هذا الالتزام يتحمل خطأ تجاوزة
حفظ الله الوطن ححفظ الله الجيش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق