الجمعة، مارس 14، 2014

صرخة



لحظة صمت تملأ المكان .السكون هو عنوان الحقيقة الأن .استغرق فى التأمل .العقل يسبح بعيدا فى الماضى البعيد .يوم تمنينا ان نغير واقعنا .أن نطلق العنان لأنفسنا ان نحلم ونحن صغار .كان فينا من يتمنى ان يكون مهندسا وطبيبا ومدرسا وضابطا وغير ذلك .وعندما تسألة لماذا تريد ان تكون طبيبا يقول بعفوية حتى أعالج المرضى وأهتم بالفقراء .ولماذا تريد ان تكون ضابطا يقول حتى اقبض على اللصوص وانشر الأمن والأمان .
ولكننا كنا نعيش فى قرية كنت احسبها اخر بلاد العالم .وان المسافة بينها وبين القاهرة العاصمة الاف الأميال .وعندما كبرت وغاب الحلم عنى ادركت اننا منسيين فى بلادنا .فلسنا الا مجرد كائنات تعيش على ارض مصر .برغم اننا منسيين من كل الحكومات .كنت اتسائل فى نفسى ايعرف رئيس جمهوريتنا اننا نعيش هنا وأننا مصريين ولنا احلام كلها لمصلحة وطننا .كنت دائما أعود واقول لمن حولى لابد ان نغير الواقع وان يكون هناك صوت لنا فدعونا نصرخ بأعلى اصواتنا حتى يسمعنا الانس والجن لعل احد ان يجيب .ولكن بح الصوت ووئد الحلم وتركونا نعيش بلا روح ولا ابداع .
كنت انظر من حولى الى الطريق الذى يوصلنا بالعالم غير ممهد ولا مرصوف وعندما ينهمر المطر تتوقف الحياة هناك فلا كهرباء ولا مياة نظيفة ولا وحدة صحية ولا رعاية اجتماعية وثقافية ولا مركز شباب وان وجدت بعد ذلك فهى مجرد أماكن يقطنها الأشباح بطالة مقنعه غسلت يديها من خدمتنا وقبضت ثمن غياب الدولة كلها عنا وعن احوالنا المتردية .
شباب تتعلم لتهرب من طول فترة التجنيد او ليكون لديها شهادة تذهب بها لتخطب وتتزوج وغاب عنها الانتماء للوطن .
دعونا نعترف بالحقيقة شاب ساقتة أقدارة ان يعيش فى هذا الواقع المرير .كل ما ارادة ان يهرب منة الى عالم رحب وان يخرج من عنق الزجاجة وان يهرب من وطنة بعد ان ضن علية الوطن .يذهب الى البحر والى المجهول والى الموت والى العمل بأعمال قاسية وليس بارادتة لانة لم يجد من يحتوية فى وطنة سافر بعيدا يبحث عن نفسة وذاتة ويجدد حلم من احلامة تبقى من احلام كثيرة .
وهذا واقع تعيش ألاف الشباب بدون انتماء ولا هوية جاحدون عندما جحد علىهم وطنهم .أصبحت كل امانية ان يخرج من هذا الوطن يبحث عن ذاتة وأحلامة المتبقية حتى ولو كانت حياتة ثمننا لهجرتة .
واصبح غير مقنع بالتغيير وان الوساطة والمحسوبية اهم من الماجستير والدكتوراة والانهماك فى البحث والمذاكرة والتعلم فما دمت تملك كارد التوصية فلا شىء يهم .
فكان كل شىء مورث فى عيوننا من الفن والنيابة والجيش والداخلية والبترول والسلك الدبلوماسى والنيابة الى اخرة .كل شىء يورث فى مصر وسيكون محكوم على الكثيرين بالموت وهم احياء .حتى عندما قامت ثورة تمنيناها لنغير الواقع الى حقيقة خذلنا انفسنا قبل ان نخذل ثورتنا وذهبنا نجرى وراء اهواء ومصالح فهانت علينا عندما اهملناها ولم نخلص لها .
شباب خرج يبحث عن العدالة والكرامة والخير لأمتة .شباب خرج يبحث عن ذاتة واحلامة الضائعه .شباب قاوم رغبتة بالهجرة والعمل فى وطنة حتى لو كان على حساب احلامة .شاب عاد فيهم الانتماء وقت ان قال لا وصرخ بأعلى صوته حبا فى وطنة .شباب قرر ان يكون كما يريد لا كما يريدون .اراد ان تكون مصر لكل المصريين .ولكن للاسف عادت بنا الامور الى نفس النقطة صفر .
ومازال السكون يعبا المكان والليل الطويل يكثر من الوحشة والأرق ويكون لكل مواطن حكاية .
وتتعدد الحكايات ويبقى المواطن مصرى محبا لوطنة حتى لو بخل علية الوطن
فدعونا نحلم .ودعونا نغير واقعنا .دعونا نقول لا لكل مستبد ظالم 
ودعونا نصرخ مرة اخرى .عيش .حرية .عدالة اجتماعية .كرامة انسانية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق