الثلاثاء، يونيو 30، 2015

انقذوا قريتنا

كانت القرية هادئة .ينعم الجميع بجو من الحب والتعاون .الجميع يعرف بعضهم بعضا من كبيرهم الى صغيرهم .ويرتبطون معا بعلاقة القرابة والصهر مما ادى الى زيادة الترابط بين الجميع .
تراهم على قلب رجلا واحد فى السراء والضراء .يعيشون فى حالة من التعاون الدائم .برغم بساطته حياتهم .وقناعتهم بما قسم الله لهم من الرزق .لا فرق بين غنيهم وفقيرهم .تراهم يتبادلون اطباق الطعام يوميا على العشاء .كانت روح القرية المصرية الطيبة تعيش فى قلوب الجميع كبار وصغار . برغم نقص الخدمات فى كل شىء من مدارس ووحدات صحية ورعاية اجتماعية ومراكز شباب وصرف صحى وكهرباء وغيرها كانوا متجاوبين راضين قانعين بأنة سوف يشرق عليهم فجر يوم جديد محملا بكل الخير لهم ولأورلادهم .وفعلا رويدا رويدا بدأ الحال الى الأفضل .أصبح لدينا كهرباء وصرف صحى ومدارس ومستشفيات وكل يوم هناك جديد .واصبحنا الحال غير الحال
ولكن الشىء الأسوء الذى منيت بة قريتنا هو ان غابت الروح الطيبة التى ترفرف على الجميع .غاب الحب والعطف الذى يظل الكبار والصغار .عقود طويلة لم تعرف القرية الكره والحقد والكراهية .ولكن اليوم دب الشقاق وتقطعت الأرحام ووهن العطف بين الأهل والاقارب بسبب خلاف سياسى .حتى وقف البعض للبعض بالمرصاد وتبادلوا التهم والقوا على بعضم كلمات الكفر والجحود وتربصوا لبعضهم غدرا بدون وازع من ضمير او مرعاه لدم .
ولكن مازال ابليس يشحن بعض العقول بالكذب واستخدم الدين سبيلا للوصول الى غايتة حتى تملك من هؤلاء المخدوعين وبين ليلة وضحاها تحولت القرية الى عداء صارخ ولم يعد يخفى احد وجهة وبدأ الخيط الرفيع فى الانقطاع وغاب الحب وتفتت العلاقات الانسانية حتى بين الاب وابنة والام وابنتها وتقطعت كل اواصر المحبة  بين من مع و من ضد .
ذهبت الى الرجل الكبير فى عالم السياسة والذى كان يشغل منصب الامين العام الى جامعه الدول العربية السيد عمرو موسى .قلت لة المشكلة ليست فى المدن المصرية فالمدينة صاخبة كبيرة فكل الوجوة فيها تتشابة او تختلف لا يهم فلا احد يعرف اكثر من محيطة والذى لا يتعدى جارة او البقال الذى يتعامل معه او فى نطاق عملة .ولكن المشكلة فى كل القرى المصرية والتى تقطعت كل العلاقات الانسانية نتيجة هذا الخلاف السياسى من مع مرسى فهو فى جنة الخلد كما يدعون لانة يدافع عن الاسلام من عدو الصهيونية السيسى كما يؤمنون .وتلك هى مشكلة كبيرة فى غياب التوعية وغياب دور والاحزاب السياسية والمجتمع المدنى والاعلام فكل واحد من المختلفين يسمع الصوت الذى يريدة ويقصى تماما من يخالفة .وانا اقول لكم لوجاء ملكا من السماء ليحكم هذا الوطن لن يرضى هؤلاء الابما يملأعقولهم من كذب وضلال لا عودة للعلاقات الانسانية بعد ان تقطعت بين الاهل واصحاب الدم والرحم .وقس على ذلك كل القرى فى مصر .
علينا  ان نجد حل لانقاذ ما يمكن انقاذة ولا نترك اهالينا عرضة لهذا التدمير والتخريب من شياطين الانس الذين يستخدمونهم  لنشر مخطتهم من نشر الفوضى وهدم الدولة من اجل استعادة سلطة فشلوا فى ادارتها ولكنهم استخدموا الدين ذريعه لاستقطاب ادواتهم من أهلينا المغرر بهم .
فهلا نقف لحظات مع النفس ولننظر الى الوراء قليلا وقت ان كانت ترفرف علينا الروح الطيبة روح اجدادنا واهلينا الكرام . فنحن من نزرع الخير ونحصد النماء وتلك الارض الطيبة لا تحصد منها الا خير لانها رويت بالعرق والجد فهلا توقفنا قبل فوات الأوان .
وعلى الحكومة والنظام الحاكم والأحزاب  والاعلام وكل صوت عاقل فى هذا الوطن ان يعى جيدا انة لو عادت روح القرية لعادت مصر الى مجدها .وان العنف لن يكون سبيلا فى مواجه الفكر الأرهابى .فتعالوا نبنى العقول ونصحح المفاهيم ويتفاعل المسجد والكنيسة والمدرسة بدوره الايجابى المساند للوطن وللحق وليس لايدلوجية او فكر متعصب .
فاحفظوا الله فى وطنكم واهليكم قبل ان تحرق الارض الخضراء
وحفظ الله الوطن
30-6-2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق