السبت، سبتمبر 10، 2016

الفرعون الأخير

جرت العادة فى مصر القديمة ان يطلق على حاكم مصر لقب الفرعون .كما كان يطلق على حاكم الفرس لقب كسرى .وكذلك حاكم الروم لقب القيصر .
ولكن ارتبط لقب الفرعون بالحاكم الإله فى مصر القديمة والحاكم الفرد الذى بيدية كل شىء .حتى تخيل نفسة بأنة يحيى ويميت وانة الإلة فى الأرض .وقد ورد ذكر ذلك اللقب فى التوراة والقران الكريم . واستمر اللقب فى العصور الحديثة ويطلق على الحاكم المصرى والذى يملك كل السلطات فى يدية ويحكم البلاد حكم ديكتتاتورى ومن حوله حاشيتة وبطانتة يزينون له صنيع افعالة مهما كانت سيئة .
ولنا ان نضع تحت هذا اللقب كثير من الأمور السيئة التى يتصف بها .فهو الطاغية والديكتتاتور والمستبد الذى يقمع ويقتل كل معارضية  بدون رحمة ولا هوادة .
ويتحمل الشعب طغيان وظلم حاكمة حتى يأتى الوقت لانفجار ذلك الغضب الكامن فى الصدور .وقتها لا يهتم المواطن بأى شىء ويقدم روحة وحياتة فى سبيل حريتة والتخلص من ذلك الطغيان .وعلى مر العصور والتاريخ تذكر لنا صفحات التاريخ كثير من حركات النضال ضد مثل هذا الحاكم الطاغية .وزوال عروش وسلاطين وامبرطوريات حكمت شعبها بقبضة من حديد وانتهاء حكم قيصر وكسرى واباطرة الرومان والروس وملوك وقياصرة فى كل دول العالم سواء فى العصر الحديث او ما قبل ذلك .
ولنعود الى منطقتنا العربية تحديدا فى العصر الحديث وحركات التحرر من الاستعمار والانقضاض على الملكية التى كانت تحكمها فى العراق واليمن ومصر على سبيل المثال تم التخلص منها بالثورة عليها  .
ويهدف المواطن بثورتة الى العيش الكريم والحرية كما كانت شعار ثورة يناير ضد الفرعون مبارك هى .عيش حرية كرامة انسانية عدالة اجتماعية .
ولكن بعد زوال حكم مبارك هل تحقق للمصريين ما أرادوة من العيش الكريم والحرية والكرامة. ام كانت ثورة كالبركان قذفت حممها وغضبها واطاحت بالفرعون ثم سرعان ما خمدث وعاد البركان الى سكونة .وخصوصا بعد ان عانى الكثير من البسطاء من تابعات تلك الحمم البركانية وحدهم ودون سواهم من القابعين خلف السواتر لحماية مصالحهم من رجال الدولة ورجال العمال واصحاب المصالح والنفوذ وغيرهم  .
ويقول عبدالرحمن الكواكبى( فى كتابة طلائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ) ان استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل .وان الله خلق الانسان حرا قائده العقل فكفر وابى الا ان يكون عبدا قائده الجهل.ويرى ان المستبد فرد عاجز لا حول له ولا قوة الا باعوانة أعداء العدل وانصار الجور. وان الاستبداد اصل كل فاسد .
ولكننا شعب اخذ على الرضوخ والاستسلام بطبائع الأمور والاستسهال بعد تجربة معاناه .كما كنت اقول قبل ثورتنا نحن شعب يحتاج الى خبطة قوية تهزة من سباتة ليسيقظ على واقعة المرير الذى يجيد طوال الوقت التكييف معة برغم مرارتة ويصبر نفسة على تلك الأناه .وانة لايريد ان يخوض تجربة تكون عواقبها وخيمة يدفع ثمنها قهرا وظلما وتنكيلا كما كان يحدث فى السابق حتى بعد انقلاب يوليو 52 .هلل الشعب برحيل الملك .وبحثت الثورة عن طوق نجاة ليقرب منها الجموع فكان قانون الاصلاح الزراعى من وجه نظرهم .وكذلك الخطب الرنانه الفارغة من المضمون والغير قابلة للتحقيق .ويحكى عن وقائع كثيرة بسبب ذلك التعنت من قادة الانقلاب وقتها .كما حدث فى عهد السادات بطرد الحبراء الروس ووقفت عجلة الانتاج فى مصانع كثيرة بسبب عدم القدرة على التعامل مع المعدات الروسية كما حدث فى مصانع الاسمنت .ولم يكن لديهم من المرونة او استخدام نظرية الأبواب المواربة لفتح طرق عند اللزوم .اوكما حدث مع هولندا عندما حاولت ان تقدم لمصر معونات طبية هى فى امس الحاجة اليها ورفضت مصر بسبب تصفيق هولندا للعدو المنتصر .حتى كان رد السفير الهولندى ان العالم دائما يصفق للمنتصر وحاربوا وسترى كل الهولنديين يصفقون لانتصاركم .
كما يستخدم دائما الفرعون نظرية الفزاعه وتخويف وترهيب الشعب من الارهاب او من الخارجين عن حضن الدولة ... .كما يأتى دائما باللوم على من حولة من اتباع يصورون لة الأمور وردية وطيبة وهم منغمسون جميعهم فى الفساد والاستبداد والطغيان .
ونحن فى بلادنا نسعى الى خلق الفرعون الحاكم الواحد المطلق والذى يعى كل شىء وبيدية كل شىء فهو الذى يسجن ويامر بالقتل وهو من يعفو ويصفح ويظن نفسة وطنيا مخلصا وهو لا يعرف ما يدور حولة ولا يسمع الا من بطانتة فقط .
ولنأخذ  انقلاب يوليو مثلا  والذى كان من مبادئة تحقيق الديمقراطية والتى مازلنا الى وقتنا هذا نسعى اليها ونتمناها وكانها امل بعيد .ولا ادرى هل العيب فى فهمنا للديمقراطية ام فعدم قدرتنا على تحقيقها .ام جبن الحاكم المستبد والذى يسعى دائما الى الاعتماد على اهل الثقة واقصاء اهل الكفائة بحجة حماية كرسى حكمة.
 ومع انقلاب يوليو تحول الشعب المصرى الى شعب عبوس صامت خرست الألسن وقصفت الأقلام وقهرت حرية الرأى والفكر وكممت الأفواه وتم تأمييم الصحف والشركات .وانتشر الأفاقون والانتهازيون الذين يصورون للحاكم حسن افعالة وارتفع قدرهم وسجن المثقفون واهل العلم والخبرة ورجال السياسة واصحاب الراى والمشورة ولم يعد لأحد كلمة فى ادارة شئون البلاد الا الوصولييون .كما نشطت اجهزة الأمن فى تتبع هؤلاء من ذوى الخبرة والراى والعلم والثقافة والابرياء من المواطنيين وانتشرت كتابة التقارير السرية فى الابرياء بغرض زجهم فى المعتقلات والتخلص منهم .كما انتشر التعذيب فى السجون للحصول على الاعترافات التى ترضى زبانية الحاكم وليس لمعرفة حقيقة الأمور .كما كانت هناك المحاكمات الجائرة والاستثنائية والعسكرية والظالمة لردع من يعترض على قرار الحاكم او حتى من لدية النية للاعتراض تعرض للقهر والظلم .وحتى يثبتوا دعائم حكمهم .وتم الوشاية ببعضهم البعض والتجسس على بعضهم البعض حتى يظهر ذلك الحاكم الذى يعلم دبيب النملة فى ارجاء مملكتة .
لم يطلق الحرية للاحزاب السياسية التى تملك الفكر والبرامج والرؤى والتى لديها الكوادر الجاهزة لادارة ملفات الوطن فى كل الأنحاء .ولم يترك أصحاب الفكر والثقافة فى خلق جيل يملئة الوعى والنضوج .ولم يعلم ان التعليم والمعرفة اساس تقدم الأمم ورقيها انما أرادوا ان يعيش المواطن فى جهل وظلام حتى يضمنوا السيطرة علية ويخططوا لما ارادوا ويستبيحوا ما ليس من حقهم فى سرقة شعب مغلوب على أمرة .استسلم للخضوع والخنوع .حتى عدت الان الى ان افكر ان هذا الشعب مازال يحتاخ خبطة قوية فوق رأسة تسيقيظة من ثباتة ليحقق شعار ثورتة .عيش حرية كرامة انسانية وليتخلص من نظرية الفرعون الحالكم الإلة الفرد المطلق الذى يملك كل شىء ويقرر كل شىء وان يعترفوا ان العالم تغيير ويسير الى الأفق ونحن مازلنا نعيش فى عصور نا القديمة فيما قبل التاريخ
فرعون انتهى ولابد ان يكون من الماضى وبأيدينا نحن وفقط  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق