الاثنين، سبتمبر 12، 2016

الحركة الناصرية

تقوم الشعوب بالثورة من اجل التغيير .ودائما ما تحمل الثورة فى طياتها هدف واضح يتجمع الشعب حوله ويسعى الى تحقيقة .
فعندما قامت الثورة الروسية 1917 كانت ملتزمة بالفكر الإشتراكى .وكانت الثورة الفرنسية تهتم بالبرجوازية .كما كانت تهدف ثورة 1919 الى اقامة الديمقراطية والحياة الليبرالية وسعت اليها ونفذتها .
اما ثورة يوليو او بالأحرى انقلاب يوليو 1952 هى ليست ثورة تقدمية كما يقول انصارها انما كانت حركة ناصرية لم تنتمى الى أيدلوجية واضحة وانما سعت الى انتقاء ما يتوافق مع طموحاتها وما يضمن بقائها فى السلطة .اما المبادىء الستة التى أعلنتها وتجمع حولها الشعب ما كانت الى شعارات جوفاء لم يتحقق منها شىء .
انما اصطدمت الحركة الناصرية بكل جموع الشعب ومن لدية النية للاعتراض على بقائها كان جزائة السجن والتشريد  .حتى وصل الأمر الى تصفية مجلس قيادة الثورة نفسة من المعارضين لبقائهم فى الحكم والمطالبيين بعودة الجيش الى ثكناتة وتسليم البلاد الى حكومه مدنية .ولكن عز عليهم ان يتركوا مكاسبهم فقاموا بحل الأحزاب السياسية والاطاحة بالدستور والقانون .واصدار قرار بمنع كل سياسى العهد القديم من مزاولة الحياة السياسية .والزج بكل المعترضيين فى المعتقلات من مثقفين وسياسيين واصحاب رأى ولم يبقى فقط الى من سار فى ركابهم ويتغنى ببطولاتهم .
كما انقلبت الحركة الناصرية على مجلس قيادة الثورة نفسة وكبار الضباط الذين صنعوا معهم حركتهم امثال محمد نجيب و رشاد مهنا وخالد محى الدين ويوسف صديق وعبدالمنعم عبدالروؤف وحسين حمودة وغيرهم كثيرين نالوا من التنكيل والتعذيب والسجن والتشريد ما لم يتصوره يوما ما وانه كيف لضابط حر ان يتعرض لضابط حر بالتعذيب والتنكيل لخلافهم فى طريقة ادارة امور البلاد  .حتى قيل يوما أطحنا بقاروق لنأتى ب13 فاروق اخر وكان يقصد مجلس قيادة الثورة وقتها  .
فثورتهم كانت مسعورة ومرتبكة وخائفة طوال الوقت خوفا من الانقلاب عليها والاطاحة بهم لذلك لم يتورعوا فى فعل اى شىء يضمن لهم البقاء حتى لو انقلبوا على بعضهم البعض كما حدث .
لذلك كانت ثورتهم طوال الوقت تسعى الى تصفية المعارضية او الزج بهم فى غيابات المعتقلات بدون محاكمة او محاكمات عسكرية صورية .فسجن اليساريين والشيوعيين الذين كانوا يناضلون بالفكر والراى .عكس جماعة الإخوان والتى كانت تمتلك مليشيات مسلحة ونظام سرى كان يعلم عبدالناصر جيدا كل أسرارهم  وهو الذى اقسم فى يوم ما يمين الولاء لهم على المسدس والمصحف ودرب نظامهم السرى على السلاح ولكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليهم وحدث فى 54 بعد ان انتهت ازمة مارس لصالحة وانفرد تماما بالسلطة وقتل الديمقراطية بمساعدة الإخوان ثم انتهى منهم انفسهم وعاود ذلك فى 1965مرة اخرى بعدما نقضوا عهده معهم  .
واستمرت الثورة فى سبيل ضمان بقائها الى اصدار قرارات التأميم بدعو اقامة عدالة اجتماعية والقضاء على سيطرة راس المال على الحكم وعلى الرأسماليين .وفى سبيل ذلك تم اعطاء المنح للضباط بأن يكونوا مديرين عموم ورؤساء مجالس ادارة شركات وبنوك ومصانع وهم عديمى الخبرة مما اثر ذلك على الاقتصاد ككل بل أثر على السياسة والصناعة والزراعة والتجارة والتعليم بل وكل شىء فى البلاد. و بسبب سيطرة ضباط الجيش على كل تلك المناحى حولوها من منطقة مدنية الى قاعدة عسكرية .وكان يظن عبدالناصر انه يخدم الثورة ويضمن ولاء الضباط والذين افسحوا المجال لتعيين اقاربهم ومحاسيبهم وانتشرت الرشوة وعم الفساد فى كل الأرجاء لغياب العقاب الذى كان اقسى عقاب للمخطىء هو ان يتم نقلة من بنك الى بنك اخر او الى ادارة شركة اخرى وهكذا ضمن الجيش بضباطة ادارة كل ادوات الانتاج فى البلاد كلها بل وادارة البلاد كلها عن طريق المحافظين وادارة الأحياء والأقاليم وغيرها .
وعندما اراد ان يحسن ماء وجة اخرج بعض من المساجين الذين اعلنوا لة الولاء وتغنوا بأمجادة ليدخلوا معهم اللعبة من اليساريين .
ولذلك سيطر الجيش على كل مفاصل الدولة .وانقلبوا على الديمقراطية بتأييد من العمال الذين سمحوا لهم بالاضرابات والاحتجاجات التمثيلية والتى أشرفوا عليها بانفسهم التى تطالب ببقائهم .حتى ان الاذاعة كانت تذيع بيانات عن احتجاجات لم تتم بعد والشعب مغيب لاسباب كلنا نعلمها ولا داعى لذكرها .
فقط قاموا بتأمييم الصحافة واغلاق الصحف المعارضة وسجن من يعترض بل وصل الأمر الى حل نقابة الصحفيين وتاسيس الاتحاد الاشتراكى بعد ان قفل كل المنافذ السياسية الشرعية من احزاب. ومع قمع وتنكيل وتكميم للأفواه لكل معترض  ولم يبقى الا صوت واحد فقط الذى يغنى بامجاد انتصارتهم الوهمية ويحكى بطولاتهم الزائفة وحولوا الهزيمة الى نكسة وبدلا من محاسبة كل المتسببين فى الهزيمة فى 67 خرجت الجموع تتطالب ببقاء رأس الدولة المسئول الأول عتها.
 وكما اعتدوا على الدستور والقانون والراى الحر والنقد البناء اعتدوا على هيبة القضاء باعتدائهم المدبر ضد السنهورى .
ثم اكملوا قبضتهم بسيطرتهم على التعليم وبتعيين كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة وزارة التعليم والذى حرفت فية الحقائق وطمست فية وازالوا اسم محمد نجيب من كتب التاريخ وصوروا عصر ما قبل الثورة بالرشوة والفساد والمجون .ومن قبلها عين صلاح سالم وزيرا للارشاد لتستمر الاذاعه والصحافة التى كانت تحت عين الرقيب فى بثها شعارت وهمية وبيانات كاذبة لتكسب عطف الجماهير .

وفى النهاية وئدت الديمقراطية على ايدى ضباط عديمى الخبرة وجرفت الحياة من كل منابعها ولم يبقى سواهم وكأنة امر واقع يجب ان نرتضى بة شئنا ام ابينا فهم يملكون الرصاصة والدبابة ووقودها ونحن لا نملك الى الصوت والفكرة والحلم والصدور العارية .
ولكننا سنظل نهتف .عيش حرية كرامة انسانية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق