السبت، أكتوبر 24، 2015

هل للكذب اصول

ما اسهل ان تنشر خبر كاذب يثير البلبلة والفزع بين المواطنيين .و تتسابق المواقع ومرتادى مواقع التواصل الاجتماعى فى عمل شير لذلك الخبر مطعما بكلمات مغلفة بالغضب والسخرية .ويظل يتداول الخبر حتى يصدقة البعض برغم خروج المسئول عن الجهة المنوط بها الخبر بالتكذيب ولكن هؤلاء يستمرون فى نشر الغضب والكذب .حتى اصبح لديهم يقين بصحة الخبر ورغم ذلك يكذبون انفسهم .
منذ عدة ايام تم تداول خبر انسحاب شركة نستلة العالمية من السوق المصرى وانهالت التعليقات انه سيتم تسريح عشرات الألاف من العمال وخسارة مصر الاقتصادية الكبيرة جراء ذلك الانسحاب وتمادوا فى اكثر من ذلك وبرغم خروج مسئولى شركة نستلة فى مصر بنفى الخبر ولكن هؤلاء لا يصغون وكانهم يتمنون تقويض الاقتصاد المصرى واشتداد نكبات المواطن .
وكان الخبر الصادم هو خصم من  رواتب اساتذة الجامعات الغير متفرغين  10% من مكافائتهم  .وانهالت التعليقات شديدة السخرية والغضب وانه بدلا من الاهتمام بالعلم يسعون الى العودة الى عصور الظلام وان جامعات مصر فى الترتيب 139 من بين 140 دولة فى التعليم ومع ان وزارة التعليم العالى نفيت ذلك الخبر المغلوط الا ان هناك من يصدقة ويروج له ويسعى الى راباك المشهد ونحن فى بداية عام دراسى .
ثم جاء خبر اخر بان المانيا سمحت للمصريين بدخول اراضيها بدون تأشيرة ووسط حالة من التهليل والتكبير والغير مصدقين والمتعجبين خرجت السفارة الألمانية بنفى الخبر ولكن مازالت بعض المواقع ورواد تلك الحانات يتداولون الخبر .
وكان من اغرب الأخبار التى يتم تداولها ونحن فى ظل ازمة انهيار الجنية المصرى امام الدولار .هو تداول خبر على لسان وزيرة المالية السويسرية انه فى خلال الثلاث شهور الأخيرة تم تهريب 65 مليار دولار من مصر الى سويسرا اغلبها ببصمة الصوت ولا يوجد مصدر موثوق لذلك الخبر المنافى للحقيقة ولكن هناك من يروج لتلك الأخبار لخلق حالة من الفوضى والتردى داخل البلاد .
ولا يقتصر الأمر على المواقع فقط انما تعدى الى الفضائيات بضيوف قليلى الخبرة ومذيعين منعدمى الخبرة من الاساس وفى النهاية المواطن الذى يشاهدهم هو من يقع فى فخ السقوط فهؤلاء لم يحترموا ميثاقا ولا شرفا واستمروا يعبثون فى العقول بشكل ممنهج حتى تم تشتيت عقل المواطن الذى وضع ثقتة فيهم
فهذا ضيف يحمل الدولة عودة اشخاص فى برلمان نظام مبارك الى كرسى البرلمان مرة اخرى ومتانسيا ان هناك قانون ودستور يمنح اى مواطن تنطبق علية الشروط فى الترشح وناخب يقرر من يختارة ليمثلة فى البرلمان فماذا كانت تفعل الدولة تمنع عنه حقة الدستورى او تمنع الناخب من حريتة فى اختيار مرشحة او تقدم هى برامج لمرشحين لم يحالفهم الحظ وتنزل هى الشارع لتتواصل مع الناخبين من دوائرهم لتساعدهم والتعرف على مطالبهم والانخراط بينهم  .
اتمنى ان يكون النقد موضوعى فهناك دولة وبها مؤسسات وقوانيين ودستور يحكم العلاقة بين الجميع وعلينا احترام ذلك كلة فى اطار من المؤسسية .
وان كنا نحمل الناخب بعض المسؤلية مما يحدث من نتائج .فهناك مقاطعون وهناك غير مباليين .وعلى هذين الطرفين ان لا يشتكى ممن نجح او من خسر فهم بسلبيتهم كانوا سبب رئيسى فيما حدث من نتائج لا يرضى عنها البعض والعودة بوجوة لفظها الشارع ولكن هذا الشارع قاطع ومنهم من انتخبة  .
وتحولت ايضا الفضائيات الى مساحة من النهش فى بعض خصومها حسب توجه تلك القناة.ويتحدثون باسم الشعب وبدافع الوطنية والدفاع عن حقوق الشعب والشعب منهم براء .
وغير كثير من الخزعبلات التى تذيعها تلك القنوات فهناك مقدم احدى البرامج يقول ان المجلس الأعلى للعالم ومعه امريكا وبعض الساسة يديرون العالم من وراء ستار وهم سبب نكبات العالم اجمع وان الحرب الكونية التى تشن من خلال ذلك المجلس القادر على صنع زلاول وبراكين وارسال نيازك  ويتكلم بجدية منقطعه النظير مستخفا بمشاهدية وان كان هو مصدق ما يقولة فهو الجاهل الأوحد .
واخر متخصص فى برامج كرة القدم اطلق لنفسة العنان وتحول بقدرة قادر الى محلل وخبير سياسى يتكلم فى كل شىء وينتقد ما شاء يطالب باقالة محافظين ووزراء ومسئولين وتعيين غيرهم ويتكلم بلسان حال الدولة فى حالة من العبث الذى نعيشة  .
وفنانة تنادى بمشاهدة افلام البرنو غير مبالية بعادات مجتمعها وتقاليد وتدينة ورغم الانتقاد مازالت تمارس عملها بجدية وتواصل شطحاتها العبثية بلا محاسبة .
ومقدم برامج يقدم لعبة فيديو جيم على انها هجمات للقوات الروسية على معاقل تنظيم داعش فى سوريا وبكل حماس يقدم وصفا دقيقا لتلك الهجمات  .
ونائب برلمانى فاز بالمرحلة الأولى يدعى ان الرئيس لاينام سوى اربعة ساعات وكأنة يسير كظلة ذهابا وايابا .
ورئيس مجلس ادارة صحيفة قومية كبيرة يبرر لبس الرئيس نظارتة السوداء لتأثرة وبكائة دائما على الغلابة .
ايها السادة لقد سمحت لكم الظروف باستغلال مساحة من الراى سواء فى الفضائيات او الصحف او الاذاعة فبرجاء احترام عقل المواطن والتحلى بالجدية والحيادية والنزاهة والصدق حتى تكونوا مصدر ثقة واحترام لدى الشعب .فلقد فقد الكثير جدا منكم جميعا رصيدة لدينا ولم يعد يعنينا ما تقولون واستمروا فى تعريضكم ولنا نحن الشعب الكلمة الأخيرة .
وحفظ الله الوطن .

24-10-2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق