الأربعاء، نوفمبر 16، 2016

فى ذكرى محمد محمود

تنحى مبارك 11 فبراير 2011 . استلم المجلس العسكرى ادارة شئون البلاد .وبدات حالة من التخبط والصراعات والاستقطابات والتحالفات والائتلافات فى التشكيل والصراع .كذلك بدات احداث جسام منها احداث محمد محمود .
وكانت احداث محمد محمود الأولى بدأت بعد التنحى  بدعوة القوى الثورية الى جمعة المطلب الواحد وهدفها هو سرعة انتقال السلطة من المجلس العسكرى وكان ذلك فى مليونية الجمعه 18 نوفمبر 2011 .مع اعتبار ان المجلس العسكرى اعلن فى بداية تولية المسئولية انه غير راغب فى السلطة وانة سيبقى فترة انتقالية لمدة ستة اشهر فقط . وخرجت قوى سياسية تطالبة  بالتأنى لحين تشكيل الأحزاب .وأن تلك الأحزاب الناشئة غير مستعدة لخوض الانتخابات ويجب التمهل بعض الوقت حتى تستطيع الإندماج فى الشارع المصرى لعرض أفكارها وطموحاتها على الشعب  .
 ولترجعوا الى تصريحات الدكتور البرادعى وقتها على وجة الخصوص .
وزاد الأمر تعيقدا هو وثيقة د على السلمى واشعل الإخوان النار فى الهشيم اعتراضا على وثيقة د على السلمى . مع انهم انفسهم بعدها وقت كتابة دستورهم اعطوا للجيش اكثر ما اعطتة وثيقة السلمى .المهم كان من المفترض ان ينتهى اليوم عند هذا الحد ولكن بعض أسر الشهداء والمصابين كان لديهم الاصرار على الاعتصام فى ميدان التحرير .
وكان يوم 19 نوفمبر بداية دامية حيث قامت الشرطة بمحاولة اخلاء صينية الميدان من الاعداد الزهيدة التى بها من أسر الشهداء والمصابيين وبعض القليل جدا من المتواجدين بميدان التحرير وبشكل مستفز قامت قوات الشرطة بعملية الفض بشكل عنيف  وسط الضرب والاعتقال واصابة البعض .
حتى كانت الدعوات من الشباب الى التواجد فى ميدان التحرير للتضامن مع أسر الشهداء والمصابيين . وبدأت احداث حرب بسوس جديدة .حرب شوارع بمعنى الكلمة ووسط مواجهه من الخرطوش والغاز والهروات والطلقات الحية  والتى انتهت بعشرات من القتلى والمئات من المصابيين بدون داعى ولا طائل فنحن لم نتعلم من احداث سابقة تبدأ دامية وتنتهى الى مكاسبة واهية او الى لاشىء من الاساس وهذا ماحدث ففى نهاية الاحداث كانت حكومة شرف استقالت وجاءت على اثرها حكومة الجنزورى واعلان المجلس العسكرى الاسراع فى تنفيذ خريطة الطريق .
ولقد كنت شاهد عيان على الأحداث من لحظة مليونية المطلب الواحد حتى انتهاء احداث محمد محمود او شارع عيون الحرية .
وما بين مطالبات للمنظمات الحقوقية بتدخل المجتمع الدولى لافراط الداخلية فى استخدام العنف و فى استخدام الغاز والذى كان فعلا مختلف تماما عن اى غاز مسيل للدموع استنشقناة سابقا واستخدام الخرطوش والضرب المباشر  بالذخيرة الحية. مع اننى لم اصدق بعدها منصور العيسوى وقسمة ان الداخلية لم تضرب نار حى واقسم بالله حدث وتم ضرب كل شىء واستخدموا كل شىء وكان صوت الطلقات يجعلنى ادرك انها تقصدنى انا وبدات حرب الشوارع وحالة الكر والفر بين الجانبيين وقيام الشباب بالرد بالحجارة والمولوتوف وتوالى النوبات بين الشباب لصد هجوم تقدم القوات وتبادل الاداور بين الشباب لخلق حالة من اثبات القوة امام بنادق الداخلية واتذكر صديقى م ف وهو يقول لى انا رايح اخد غطس حتى نمنع تقدمهم وكل يوم يزداد عدد الضحايا والمصابيين حتى بعد ان هوجمت المستشفيات الميدانية . تم اعداد مستشفى فى قلب الصينية واخرى فى عمر مكرم وكنيسة الدبارة وعدد ضحايا اختناقات الغاز مستمر وتتوالى الموتسيكلات فى نقل المصابيين وخلق طرق لها للمرور واجتهدت الداخلية فى صد الهجوم وافشال عملية الوصول الى مبنى وزارة الداخلية وجلسنا مع بعضنا البعض كشباب نحاول ان نثنى الشباب عن فكرة الدخول الى الوزارة وان حالة التكدس دائما تنتهى مع طلقة غاز او خرطوش وينتج عن هذا الافراغ من التكدس الى مصابيين كثر ومصادمات وانه علينا المكوث فى الميدان فلن تنهى تلك الحالة باقتحام مبنى وزراة الداخلية مثلا ولن تسمح اصلا القوات بحدوث ذلك حتى لو كانت الضحايا بالألاف وكفانا ما حدث ولكن الالتراس والشباب تحت السن وغيرهم لم يرضخوا واستمروا فى حالة الكر والفر حتى نزل الجيش ووضع الحوائط الأسمنتية لمنع الوصول الى الوزارة وحتى يهدا الطرفيين لالتقاط الانفاس وبعد خطاب المشير رفع البعض الأحذية ونادوا بسقوط المجلس العسكرى وغيرها من الهتافات ضد العسكر .
ورغم كل ذلك الاحداث لم يكن هناك حل فماهو القرار لو تنحى المجلس العسكرى الان والبلد تعيش من الاساس فى حالة فوضى والمظاهرات لاتنتهى فى المحافظات وكذلك الاحتجاجات والوقفات العمالية وغيرها فى المصانع سواء كانت قطاع عام او خاص وعجلة الانتاج متوقفة تماما والمجلس العسكرى يرضخ فى النهاية حتى لو كان القرار  خطأ مثلما حدث فى قانون انتخابات مجلس الشعب .رضح فى النهاية امام حركة الاجتجاجات وقبل بخروج قانون محالف للإستفتاء وادى ذلك بعدها الى سهولة حل الجلس بشكل قانونى وسهل  اثناء حكم المعزول .
فبرغم من انها كانت فترة سيئة فى كل شىء ادارة وتوجية حتى الشباب انفسهم فشلوا فى المحافظة على وحدنهم وانقسم الميدان الى ائتلافات وكيانات وجماعات وتفتت وحدة الجميع واصبحت النرجسية هى المتأصلة فى عقول الجميع .
وانتهت احداث محمد محمود كما قلت بعد مقتل البعض واصابة الاخرين  والزج فى السجن للبعض  بتهمة التخريب واثارة الشغب واعطاء الفرصة لابراز صورة سيئة للوطن فى الخارج وشجب المنظمات الحقوقية ومطالبات بالتدخل الدولى حالة من اللاوعى تنتاب الكثير وحالة من الارتباك تناب اولى الامر حتى انتهت يوم الجمعه بمليونية التوافق الوطنى بعد ستة ايام من الاقتتال الداخلى والذى انتهى الى ما اسلفنا لنطوى صفحة من تاريخ اللاوعى لندخل فى صفحة اخرى بعد وهى احداث مجلس الوزراء .
فعلينا ان نعترف بأننا عجزنا على ان نتخذ موقف ثابت طوال تلك الفترة المضطربة وكنا كقطع شطرنج ننتهى من محنة لندخل اخرى بدون تسوية ما قبلها برغم ضريبتها الغالية من ارواح شهداء ودماء مصابيين .
وتحل علينا  ذكرى محمد محمود الأولى تلك الايام . فرحم الله الشهداء وشفانا الله من وعكة تفكيرنا السلبى .وصنع بطولة وهمية فى التصدى لقوات الشرطة القمعي مع اننى ضد هذا القمع وضد حرية التقييد على حرية التعبير والتظاهر وكذلك الاعتصام السلمى المكفول بالقانون . وعلينا ان نتذكر ان الاخوان لم تشارك فى محمد محود ووصموا المتظاهرين وقتها بابشع الالفاظ وانهم يحاولون تعطيل العرس البرلمانى القادم برغم ان هناك كيانات كثيرة علقت حملاتهم الانتخابية وسحبت كذلك دعايتها من الشوارع .
وفى النهاية انتهت الاحداث مثلها كسابقيها من احداث ماسبيرو او مسرح البالون او 6 مارس او السفارة الاسرائيلة وغيرها من الاحداث بضحايا ومصابيين وبدون اى مكسب حقيقى وكأن ثورة لم تقم او نقطة دم سالت   . 
وهذة الأيام نعيش ذكرى محمد محمود وأدرك كم اخطأنا فى حق انفسنا وفى حق الوطن بتلك المهاترات من كل الأطراف بدون استثناء .بعم اخطأت الداخلية فى عملية الفض ولكن رد الفعل كان عنيف ولم يتدارك الطرفين خطورة اشعالة وتأجيجة وكان علينا الاعتصام السلمى بدون الدخول فى مواجهه مع الداخلية حفاظان على الأرواح
 .نعم  اخطائنا ثم ندعى البطولة ومن يقول الحقيقة يسحب منة صك الثورية وكان الثورة هى ان تقف ضد الوطن وضد العقل والمنطق . 
حفظ الله الوطن والجيش ومؤسسات الدولة ورحم الله الشهداء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق