الاثنين، نوفمبر 28، 2016

عريف مجند عبدالغنى الحايس

كانت امى دائما توبخنى لأنى اعيش فى حياة فوضوية .أرفض احيانا الطعام ولا الإلتزم بمواعيدة .حتى عندما كنت أستيقظ من النوم اعتمد على الست الوالدة فى ترتيب الغرفة والملابس بعد عودتى من المدرسة وحتى الجامعة .وكانت تقول بكرة تروح الجيش ويعلموك النظام وتعرف يعنى اية طاعة وانضباط .
كنت لا أهتم فأنا اخرج وقت ما شئت واعود وقت ما شئت وأكل وأنام وقت ما شئت .حتى انهيت دراستى الجامعية وبدأ الاستعداد للتقديم  الى منطقة التجنيد وتقديم الفيش والتشبية وخلافة ثم الدخول الى الكشف الطبى .
يوم الكشف الطبى رأيت شباب اعرفهم من دفعتى بالجامعة وتمنينا ان نكون فى وحدة واحدة حتى يتم التخفيف على بعضنا البعض .فهذة أول مرة نبتعد عن بيوتنا وأسرنا وحياتنا التى تعودنا عليها .وتخاطرنى نفسى بكلام امى ماذا ينتظرنا طوال فترة التجنيد من صعوبات . وقطع لحظة صمتى النداء على اسمى جندى عبدالغنى نجحت فى الكشف الطبى وقد كشف الدكتور على العين والأذن والقلب وتم قياس طول الجسم وعرض الكتفين واتم الكشف الظاهرى وكان بشكل متحضر وراقى.
 وهمس صديقى اشرف شكلنا كدة هنروح صاعقة وهنأكل تعابين وفئران فخفق قلبى سريعا وذهبت الى الضابط هل نحن سنكون صاعقة فقال لسة هتعرف بعدين ثم عدنا الى بيوتنا فى انتظار العودة الى سماع السلاح فى منطقة الهايكستب وكان اليوم الموعود وسمعت السلاح مدفعية وتم تجميعنا والذهاب بنا الى معسكر التدريب . ومن تلك اللحظة كانت بداية خطوات الميرى والعسكرية الصرامة .
تم تجميعنا فى سيارة الترحيلات حيث وصلنا ليلا الى المركز واتجهنا مباشرة الى استلام المهمات المخلة وتمر اللحظات ونحن نحلم سنرتدى زى الجندية بعد لحظات وبعد ان نتجة الى العنابر التى يتم توزيعنا عليها وبرغم اننا كنا كثيرين جدا ولكن كان هناك تنظيم واجراءات سريعه ومنظمة واتجهنا الى العنبر وكل فرد استلم السرير والدولاب لحفظ متعلقاتة والتنبية علينا فى اننا سوف نلبس اللباس الرياضى صباحا وعلينا النوم مباشرة الان للاستيقاط باكر غدا .
وضرب البروجى وكان بعد الفجر ونحن لم ننل حظنا الكافى من النوم ولكن تلك هى التعليمات علينا الانصياع الفورى للنداء وبدأت مقولة امى فى التحقق .فعليا ان اكون منظم وسريرى مرتب ودولابى منظم وعليا حلاقه ذقنى والإستعداد لطابور الصباح ولم اعرف ماذا يحدث فى ذلك الطابور الرياضى وأن الشخص الغير رياضى تماما .
فى لحظة الطابور الأولى لى عرفت معنى الانضباط والإلتزام بل والشموخ وكأننى أول مرة احييى العلم المصرى وسط ذلك الزئير من الصوت القوى الذى اقشعر جسدى وانتفض من الإيمان بقول تحيا جمهورية مصر العربية .فعلا تحيا وتحيا وتحيا .
وانتهى الطابور الأول والذهاب الى الاستحمام وتغيير لباس الرياضة بالميرى ولا اكون مبالغ والله على ذلك شهيد بأننى بمجرد ان ارتديت الزى العسكرى احسست بالقوة تسرى فى جسدى وأن رأسى يصل الى عنان السماء من الكبرياء والفخر .اردت ان تكون أمى الان ترانى فى تلك اللحظة فقريبا سأحمل السلاح وأتدرب وأبذل الجهد والعرق ونتفانى فى الدفاع عن الوطن .
بدأت اتعود على حياة الانضباط والإلتزام الكامل بكل التعليمات والانتباه فى التدريبات حتى لا نتعرض للوم او العقاب .وكان اصعب شىء هو السير بالخطوة المعتادة فى التدريب  لطابور العرض استعدادا للترحيل الى الكتائب القتالية .
ولا انسى اول اجازة لنا فى مركز التدريب وحيث مر اكثر من شهر على تلك الحياة التى بها صرامة وانضباط .ارتديت زى الفسحة الزيتى ونظفت حذائى فأنت ستكون انعكاس لكل جندى فى القوات المسلحة وينبغى ان تظهر فى احلى وأبهى شكل وقد كان وسرنا فى خيلاء وتباهى بخطوات عسكرية منتظمة .وعدت الى البيت كاننى عائد من الجبهة فخور بنفسى واهلى فخرون بالتغيير الذى طرا على حياتى.
بصراحة برغم قسوة التعليمات وحالة الانضباط والالتزام وتوافر المأكل والترفية بعيدا عن التدريبات داخل معسكر التدريب .كانت الحياة فى الكتيبة القتالية التى تم ترحيلنا اليها اشد قسوة تدريب مستمر طوال اليوم من الاستيقاظ فجرا حتى العودة مع بداية بدأ اليوم الجديد وتعب فى المأكل والمشرب لايوجد وقت للراحة طوابير سير وتفتيش حرب وتمرينات ضاحية وضرب نار وتدريبات قتالية على المعدات حتى نستعد للمناورة عشنا اجواء حرب حقيقية لا فرق بين ضابط ومجند حياة يسودها الانضباط والصرامة والمحبة والعطف لا تهاون مع المخطىء مهما كانت رتبتة العسكرية الكل يحفظ ما يجب ان يؤدية ويتدرب علية بكل قوة ليرفع مستوى كفائتة .
لدرجة من شدة التدريبات تخيلنا اننا سنخوض حرب حقيقية وكلنا عزم على التضحية والفداء فقد سبقنا أجيال لم تتوانى فى تقديم الغالى والنفيس للدفاع عن الوطن ونحن لسنا بأقل منهم وعلينا دور نؤدية بإخلاص .
اتذكر اننى كنت أقول لزملائى تخيلوا حياة الضابط او الصف الذى يستمر فى تلك الدائرة من الحياة الشاقة طوال عمره بدون ضجر او ملل او ضيق وهناك مجندون يعدون ايام خروجهم من الحياة العسكرية باليوم والساعه .ومع ملاحظاتى للكتائب القتالية أؤكد ان هناك تدريبات حقيقية وجادة واننا على استعداد لخوض اى معركة فى اى وقت ضد اى معتدى وان الجيش المصرى بة رجال بواسل يواصلون الليل بالنهار فى التدريبات والاستعداد لمواجة اى خطر ومحافظين على سلاحهم وتسليحهم ومعداتهم .
ولا شك ان حياة الجندية تركت كبير الأثر  الإيجابى فى نفسى شخصيا وعودتنى على الالتزام والانضباط واحترام المواعيد والجد والإجتهاد فى حياتى المستقبلية المدنية .
تركت ايام الجندية انظباع وحكايات ونوادر لن تمحى من الذاكرة يكفى انك تتعرف على الكثير من شباب من مختلف المحافظات وتعرف منهم المعلومات عن محافظتة فهناك شباب مصرى يقضى عمرة كلة بدون السفر الى اى محافظة مجاورة انما انت اصبح لك فى كل محافظة صديق ورفيق وتدوم الصداقة حتى بعد انتهاء فترة التجنيد وبدأ الحياة العملية .
وعلينا أن نعمل بكل فالدائرة تتسع الجميع وكل فرد فينا علية دور يجب ان يؤدية لخدمة الوطن من مهندس وطبيب ومدرس وعامل وعامل نظافة كل فرد يكمل الأخر لان البناء يتطلب كل الأيادى للتشارك فى عملية البناء وان نثق اننا لدينا جيش قوى وشرطة تحمى الأمن وطبيب يعالج المرضى ومدرس يزرع الأمل وعامل بناء ومبيض محارة وكهربائى الكل فى الدائرة يؤدى الى نتيجة واحدة هو بناء الوطن وانه يتسع للجميع ولا فرق بين خفير ولواء ولا بين رئيس وبائع بطاطا الكل سواء فى دولة يحكمة القانون والدستور واتمنى ان يتحقق ذلك بدون نظرة طبقية ومتعالية
وعلى الشعب أن يثق فى قواتة المسلحة وانه اصبح له درع وسيف يحمى الأرض والعرض فليحفظ الله جيشنا العظيم وحفظ الله الوطن .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق