السبت، يناير 21، 2017

الحاكم الأوحد

أفلاطون الفيلسوف الشهير قد كتب محاوراتة الشهيرة (الجمهورية )وضع فيها الصورة المثالية للحياة فى زمانة وفى كل زمان (المدينة الفاضلة ) ولكن عندما طلبوا منه ان يطبق نظرياتة فى احدى الجزر فشل .أى نجح فيلسوفا فى صياغة نظرياتة وعرضها وفشل عمليا فى تطبيقها .
ولاشك أننا جميعا نحن المصريون نعرف مشاكل مصر وما فيها من علل .ونرى ونسمع السياسيون والنخب يتكلمون ويكتبون ويتجادلون ويثرثرون ويطالبون بما يجب وبما يكون .
ولكن عندما يتولى أحدهم المسئولية يتعثر ويتذمر من النقد واللوم ويأتى بالأعذار ويطالبنا بالصبر وأننا لا نعرف حقيقة الوضع وأن هناك امور لا يستطيع البوح بها فى العلن وأن هناك ضعف فى المخصصات وتردى فى الإدارة واليد مغلولة بالقوانين والروتين والبروقراطية وغيرها من الأعذار .
ولكن عندما يقف بعيدا عن تحمل المسئولية يناظر ويثرثر ويوجة وينتقد ويشجب ويدين وفى النهاية لا يعطى حلا وان اعطى حلا فيكون من وجة نظرة وفقط بدون ان يعرف محيط الموضوع وجوانبة وقدرات الدولة على صياغتة وتنفيذة .
وأنا على المستوى الشخصى عضو مؤسس فى حزب سياسى من الأحزاب الناشئة بعد ثورة يناير ومثلة كثيرون وتخطى عددهم المائة حزب حتى الأن .ولكن أين هى تلك الأحزاب بما فيهم حزبى والذى انا فية عضو هيئة عليا ومكتب سياسى .فأنالا اعفى نفسى من المسئولية ومن الفشل الذى وصلت الية الأحزاب جميعها .ومن المفترض انه تقوم للوصول الى السلطة والإلتحام بالشارع المصرى حلا ومشاركة فى مشاكل المواطنيين وعرضها وان تكون تلك الأحزاب تمتلك الكوادر واللجان والرؤية والفكرة والظهير الشعبى الداعم لها .
وكما يقولون لا توجد ديمقراطية بدون تداول للسلطة وأحزاب سياسية تمارسها وبغض النظر عن هذا الكم الهائل من الأحزاب فهو لا يغنى ولا يثمن من جوع حتى نكاد نجزم بأنها غير موجودة من الأساس .ولم تتحول الى كرتونية فقط او تتقوقع فى غرفها الضيقة أو تطل علينا فى بياناتها للشجب والإدانة لنعرف انها مازلت تنبض . انما هى ماتت اكلينيكيا تماما ولم يبقى منها سوى اسماء نتذكر بعضها بصعوبة بالغة .ناهيك عن بعض الأحزاب التى تغذيها السلطة ويمولها كبار رجال الأعمال ولها تمثيل فى البرلمان وتعبر عن وجة نظر الحكومة وليس الشعب الذى اختارها فى كثير من الأوقات وكأنها تدفع ضريبة بقائها حية .
ولكى تحيا تلك الأحزاب المريضة وتكون  صحية وصحيحة وان تندمج الأحزاب ذات التوجة الواحد لتقوى من نفسها وان تحتك وتلتحم بالجماهير لتكون ظهير شعبى حقيقى يكون سندها فى الوصول الى السلطة ولتحقيق برنامجها ورؤيتها لادارة شئون البلاد.
ثم نبكى انه لا يوجد بديل وأن هناك سلطة قمعية مستاثرة بالسلطة وسط غيابهم من الأساس لان الفكرة لديهم اندثرت وماتت .
ولا ننسى أننا من نخلق اسطورة الزعيم الملهم والرئيس الذى يوجة ويقود والجميع يعمل تحت رعايتة وتوجيهاتة .وننسى ان هناك دستور يقر عمل كل سلطة وان الدولة دولة مؤسسات وعلى كل مؤسسة ان تسير فى طريقها وتؤدى عملها المنوط بة حسب الخطة الحكومية ولا تنتظر توجيهات .وان مرحلة الرئيس المعلم انتهت ويجب ان تنتهى من قواميس المجتمعات العربية فاسطورة موسولينى الفاشية وهتلر النازية لن تتكر فى المجتمعات الأروبية مثلا .وان الحكم يجب ان تحكمة قواعد حاكمة وليس عرضة للأهواء ونزوات الحاكم .
ولقد رأينا مافعلة البرلمان برئيسة البرازيل وما يحدث فى كوريا الجنوبية مع رئيستها وقبل ذلك فى ايطاليا مع بيرلسكونى وغيرهم فهل نحن قادرين فى العالم العربى بل والمحيط الأفريقى على محاكمة رئيس فى السلطة .اعتقد لا
انما لو هناك ديمقراطية حقيقية ودولة مؤسسات حقيقية تحترم وتعلى  الدستور والقانون سنجد ذلك .
لذا علينا ان نكون صادقين مع انفسنا ومع مواطنينا فى عرض كل شىء وان نعترف بمشاكلنا وان نتحد على حلها والبدأ فى الأولويات والتى قد تختلف من منهج الى اخر ولكن يجب ان يكون هناك اجماع دائما على الخطوات التى تتم وليس بقرار منفرد من الملهم والرئيس الأوحد .فيجب ان تنتهى نظرية الحاكم الفرد .
وفى مصر نعرف مشاكلنا جيدا ولا نحتاج من احد ان يكررها علينا لاننا نعيش معها وبها ولن يحلها سوانا. بتضافر كل القوى على مواجهتها سواء كانت اقتصادية او سياسية واجتماعية وفى التعليم والصحة وغيرها وفى ظل مساواة بين الجميع وان نلتزم بالدستور والقانون وهذا لم ولن يتحقق الا بتحقيق العدالة أولا والمساواة وفى اطار حياة كريمة تليق بنا كمصريين وقتها فقط سنكون ما نريد .
وإلا سنظل نصرخ فى وجه بعضنا البعض ويقودنا الحاكم الفرد وضعا الديمقراطية تحت ..........

حفظ الله الوطن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق