الاثنين، أكتوبر 31، 2011

شهيد فى السماء



الاسم عبدالعزيز السعيد عيد شاب مصرى انهى تعليمة المهنى ولم يحظى بفرصة عمل ليساعد أسرتة 
أراد ان يعتمد على نفسة كما كان يعتمد على نفسة اثناء تعليمة 
لقد بدأ رحلة الكفاح مبكرا لم يحيا كالاطفال ولم يعيش فترة المراهقة دخل معترك الحياة مبكرا 
علمتة حياة القرية معنى كلمة الرجولة والاعتداد بالنفس سافر مباشرة بعد ان حصل على موقف من التجنيد بالتاجيل الى الاردن واستمر هناك اكثر من خمس سنوات يحاول ان يبنى لنفسة كيان يحلم ببيت وزوجة حتى غلبة الحنين الى ارض الوطن وعاد مرة اخرى لعلة يجد فرصة فى مصر حتى لبى نداء القوات المسلحة المصرية وقام بتادية الخدمة العسكرية وكان حظة الطيب انة كان يؤدى فترة تجنيدة فى دار القوات الجوية وكلنا يعلم من يرتاد تلك الدار 



هم علية القوم من رجال مصر وقد اكسبة عملة خبرة فى مجال الفندقة حتى انهى فترة التجنيد على خير 
ثم اتصل بى وكنت وقتها فى شرم الشيخ وقال انهى يريد ان يعمل فى مصر فى مجال الفندقة فى السرفيس وانة يخمل شهادة خبرة من الدار وانه قرر عدم العودة الى السفر مرة اخرى خارج مصر قبل ان يجرب العمل فى الفنادق وطبعا لبيت الدعوة سريعا وجاء الى شرم الشيخ فى 2004 وعمل فى قسم الاغذية والمشروبات ودخل سريعا الى المطعم الرئيسى ولانة كان بشوشا وسريع التعلم تنقل سريعا حتى اصبح الرجل الثانى المسئول عن المطعم الرئيسى وكانت تدور بيننا لقاءات كثيرة وخصوصا عندما ياتى اخى مصطفى لزيارتى فى شرم حيث اننى كنت اقيم اقامة دائمة مع زوجتى وعلاء ابنى كانوا يسهرون حتى الصباح وسارت الحياة واراد ان يخطب بعد ان استقر لة المقام وقرر قرار نهائى عدم السفر خارج مصر 
وقال لى انة يريد ان ينتقل الى فندق اخر اكبر وقد كان لة ماشاء فقد انتقل الى العمل الى فندق كبير فى منطقة نبق واراد ان يعمل ويتر ولكنة لم يستمر مدة طويلة حتى نشب خلاف بينى وبينة بسبب حالة اللامبالاة التى انتابته فى تلك الفترة وكان دائما فى حالة من الشرود حتى فجئت ذات يوم انة ترك الفندق وذهب الى فندق اخر فى منطقة الهضبة وكانت تربطنى بمديرة العام علاقة صداقة قوية واردت ان اثبت لة اننى ورائة ولن اتركة فى حالة الشرود هذة وذهبت للقائة فى وجود المدير العام للفندق واتفقت معه على العودة الى عملة السابق واخبرتة اننى سوف انزل اجازة يوم الخميس واتمنى ان اعود حتى اراها فى عملة ولا اخفى عليكم اننى كنت اعتبرة مثل اخى وكنت احمل له فى قلبى كثيرا من الحب والاحترام على شهامتة ورجولتة وانة لم يرضخ ككثير من الشباب الى الخنوع والاعتماد على الاهل بل قرر الاعتماد على نفسةوتركتة وذهبت لاحضر نفسى الى النزول وبعد ان وصلت الى المحلة الكبرى وتجمع الاصدقاء ونحن ننم فى ما حدث مع زيزو وما فعلتة معه ومر اخية علينا فى تلك الليلة ليطمئن علية اقسم بالله كل هذا بدون ترتيب ان ياتى اخية وان نتكلم عنة وفى لحظة قاطعه قام صديقى فرج باخبارى بان هناك حادث تفجير فى شرم الشيخ 
ذهبنا مسرعيين من مكاننا لنلقى نظرة على ماحدث وهممنا بالاتصال بزيزو وجمال ولكن جمال رد على التليفون واخذ يشرح لنا الوضع وانه كان قريب من تفجيرات غزالة وان عبدالعزيز لا يعرف عنة شىء فهو لا يجيب على التليفون وتكررت محاولاتنا ونحن مشلولى العقول لا نستطيع التفكير حتى فكرت فى الاتصال بالمدير العاموالذى أكد لى انة كان مع اثنيين من اصدقائة على كافية فى السوق القديم وان زميلاة فى المستشفى وهو لم يصلوا لة بعد 
هنا زاد القلق حتى تجمع كل اهل بيتة لدى فى البيت نتابع الموقف معا وكانت كل شاشات التلفزيون تحمل خبر
سلسلة انفجارات إرهابية تهز منتجع شرم الشيخ المصري
و موقف سيارات الأجرة فى خليج نعمة  على ساحل البحر الأحمر
بفارق دقائق بين كل منها  ليل الجمعة/السبت الموافق 23
يوليو   2005


  •   وعندما تاكد لنا وجود زيزو بموقع الحادث اتصلت بالدكتور عبدالمنجى وهو قريبى ويعمل فى مستشفى شرم الدولى ليتفقد وجودة فى المصابيين داخل المستشفى وهنا جاء الخبر بعدم وجودة فقررت تانى يوم ولم نحظى بالنوم ليلتها وزوجتى فى حالة هستيرية من البكاء ولننا تعودنا كل يوم جمعه ان نسهر مع مجموعه من الاصدقاء على مول جمال عمر بالسوق القديم وانة لولا رعاية الله ونزولنا قبل الحادث بيوم لكنا فى عداد الشهداء وكذلك تبكى كل من فقدوا ارواحهم فى الحادث الاليم ولم نعرف كيف نثنيها عن التوقف 
  • وبمجرد اشراق نور الصباح علينا قررنا السفر الى مستشفى المعادى للقوات المسلحة فقد نقلوا مصابيين الى هناك ولكن لا توجد اسماء منشورة ولا احصائيات نهائية عن عدد القتلى والجرحى اول ما اذيع من تصريح بانة يوجد 75  قتيل و150 جريح قابليين للزيادة وهنا قررت مع اخية وصديقية الذين جائوا معى فى السيارة ان نتصل فقط بمستشفى المعادى ولأننى ايقنت تماما ان اذا كان زميلاة على الكافية بالمستشفى فقد حدث لة مكروة وكلمت صديقى عبدالحميد بمدينة الطور ان ينتظرنا عند المستشفى ووصلنا فى السادسة صباحا ولم نجد احد من المسئوليين ولكن بعلاقات عبدالحميد ادخلنى الى المشرحة
  • فى المشرحة وقفت امام الثلاجات انظر اليها انا ادعو ان لا اجدة فى واحدة منها وكان الوضع سىء جدا فدخل معى اخاة الذى لم يطق المنظر عند فتح اول ثلاجة وكانت من الطراز القديم ووقعت منا الجثة من على اللوح وبصعوبة بالغة اعدناها الى وضعها وهنا جرى الى خارج المشرحة وتركنى وحيدا بين صناديق الثلاجات وقد فتحت اكثر من 35 ثلاجة حتى رايت زيزو قابعا فى الثلاجة غير مصدق ما رايت وهول ما رايت مما حدث لة 
  • من المسئول عن ذلك نؤمن بقدر الله وقضائة ولكن هذا الارهاب الاسود الذى لايميز جعلنا نفقد شبابا فى زهرة اعمارهم نقتل احلامهم وطموحهم وحبهم الى الحياة اجهشت فى البكاء حتى اغمى عليا بجوار الثلاجة حتى حملونى ووضعونى فى السيارة وذهبنا الى بيت عبدالحميد حتى افيق من هول الفاجعه وعندما استرددت وعيى امرتهم بان نذهب مرة اخرى فقال لى عبدالحميد اننا لن نحصل على الجثة قبل وصول وكيل النيابة وانتظر حتى العاشرة لحين ضمان وصولة قلت لة نحن فى حادث استثنائى ويجب ان تقف الدولة وكل اجهزتها مع الشعب فى تلك الظروف ولكننى كنت احلم لا توجد دولة من الاساس 
  • الرئيس ذهب ليتفقد موقع الحادث ويبدى اسفة دون حساب المقصريين كيف بان تخترق مدينتك المحصنة ايها الرئيس هل تحصن فقط لحمايتك راسى لا تكف عن التفكير لماذا هذا الاهمال الامنى وكيف تخترق شرم الشيخ المحصنة بطواغيت النظام هل هذة حادثة مفتعلة لالهاء الشعب نضيع فيها بعض الارواح حتى يعرف الشعب عظمة وحنكة السياسين الذين يديرون زمام الامور او حتى تكف حركة كفاية عن ضجيجها من النداء بكفاية يا مبارك 
  • حتى عدنا بعد اصار منى الى العودة فقالوا لنا اذهبوا الى الاستراحة لاحضار وكيل النيابة وفعلا قمنا بذلك وجاء السيد المبجل وكيل النيابة شاب فى العقد الثالث من عمرة لكنة لا يابى لاحزان المصريين ذخل الى مكتبة واغلق الباب فى وجوهنا وعندما تحدث الية والد احد الشهداء فى الحادث قال لة مش عايز ازعاج احنا لسة الصبح هنا لم اتمالك نفسى مرةعن البكاء بعدما رايت الرجل الكبير المكلوم فى فقد ابنة يعامل هكذاحتى تدخل محامى وضرب الباب برجلية وكان لحسن حظى من المحلة وقال لوكيل النيابة بابك يظل مفتوحا وهنا هددة وكيل النيابة بالحبس واختدم الخلاف وتدخل عميد شرطة هو ومن معه فى تهدئة الاجواء واصر وكيل النيابة على عدم الخروج وانة لن يعطى احد تصاريح دفن حتى ذهبنا مرة اخرى لاحضار وكيل نيابة اخر وكان اكثر احتراما وتقدير لمشاعر الاهالى الذين تجمعوا حول المشرحة منتظرين استلام ابنائهم وكان منهم سيدة جاءت بمفردها من اسيوط لتستلم ابنها الوحيد وعائلها الوحيد وكم كان منظرها مؤتر وكلماتها قاسية حتى حصلنا على تصريح بالدفن 
  • ثم ظهرت مشكلة اخرى وهو عدم وجود المغسل فذهب عبدالحميد واحضرة فهو يعرفة شخصيا واحتاج لحد يساعدة فتطوعت لمساعدتة فى تجهيز الشباب الذى جاء ذويهم وكانوا سبعه افراد ولم اترك مكانى فى المشرحة حتى جهزنا وكفنا السبع شباب ومنهم عبدالعزيز ثم امرنى شخص من النيابة ان احضر معه الى داخل منطقة الثلاجات اعتبار انى البس مريلة مثل المغسل وقال لى نحتاج ان نجمع اشلاء الضحايا فى اكياس لارسالها الى القاهرة لعمل تحليل D N E وانهيت المهمه معه ثم عرفتة بنفسى واننى متطوع ولست اعمل هنا وشكرنى على ذلك وعدت لأجد مشكلة اخرى تنتظرنى انة لا يوجد سيارات اسعاف كافية لنقل الشهداء الى محل اقامتهم وانة يجب علينا تصنيع تابوت خشبى وايجار سيارة بيجو بها شبكة او ميكروباص لنقل الجثمان وفعلا ذهب عبدالحميد وصنع التابوت وجاء بة الينا 
  • حتى اننى قمت باثارة مشكلة مع موظفى الاسعاف وكيف لاتوفر المحافظة سيارات وكيف لا يتم استدعاء سيارات من المحافظات بدلا من هذا التهريج والاهمال مش كفاية اهمال المصابيين حتى ان لفظوا انفاسهم بحجة انهم كدة كدة مفيش امل من حياتهم لقد قتلوا بفعل فاعل وباهمالهم ارواح كثيرة التفوا حول المصاب الشرقاوى والذى قابلة الرئيس فى زيارتة للمستشفى وطلب من الرئيس بانة يريد العودة لاهلة فحجز لة على متن الطائرة وانتظرة المحافظ فى المطار هكذا كانوا يعاملون البشر والمصريين ام من قتلوا باهمالهم فلهم الله 
  • نعم لنا الله يا مبارك وانت الى الجحيم ان شاء الله 
  • المهم جلست الى مديرة الاسعاف وقلت لها اننا يجب ان نذهب فى سيارة اسعاف ولن اضع الجثة على ميكروباص فى هذا الصندوق حتى لو مت بجوارة فقالت لى سوف تذهب مع سيارة بها شهيدمن السويس ثم تذهب الى القاهرة مع شهيد اخر فقلت لها حرام عليكى يعنى عايزانى الف مصر قبل ما اروح واهلة المنتظريين على الطرقات الان واهل كل الضحايا كيف نخرج منهم ثم قالت لى طيب انتظر شوية هتصرف 
  • وجاءت وقالت لى فى اتنين اخوات من القاهرة سوف تذهب معهم وبكل تريقة قالت كويس كدة هما هيتطحطوا فى مكان واحد وانت كدة كدة هتعدى على مصر ورضيت طبعاوركب معنا والد الشابيين وكان عمر احدهما 21 عاما والثانى 18 عاما وكانوا اثناء الحادث يقفان خارج المول ينتظران والدهم وانهم جائوا للفسحةوفى شرم والغريب ان الوالد كانت الدموع فى عينية متحجرة وكان قليل الكلام حاولت التخفيف عنة وهو لا يقول الا كلمة واحدة حسبنا الله ونعم الوكيل اخذوا ميراثى فى لحظة ولم يتركوا لى شىء وفى اثناء وضع الجثث بالسيارة لم نفلح بدخولها بالصندوق الخشبلى واخرجنا الجثة واعطينا الصندوق لاحد الاهالى الذى ينتظر الحصول على ابنة وكان الناس قد بدئوا فى ان يملئوا المكان وطبعا المكان خالى من اى دعم حكومى ولا وسائل اعلام كلها تلهث وراء مبارك وزبانيتة ونحن فى مطلع القرن الحادى والعشريين ونحصل على ابنائنا فى صناديق فوق ظهور السيارات منظر لا يطاق وحكومة يجب ان تحاسب من اول الرئيس حتى اخر مسئول عن هذا الهراء لا نسمع منهم الا تصريحات  كاذبة واستمرت رحلة العودة طويلا رغم حدوث ماسى فيها وكدنا نتعرض للموت المحقق لولا عناية الله انقذتنا ودخلنا الى المحلة الكبرى فى حوالى الساعه الرابعه فجرا وكانت كل الناس منتظريين لا اقول مجازا انهم كانوا اكثر من عشرة الاف انسان لم يناموا ليلتهم منتظرين تشيع عريس الشباب الى مثواة الاخير فى عرس جنائزى مهيب مرددين هتافات الله اكبر الله اكبر ولا الة الا الله سيدنا محمد رسول الله دخلنا ادينا صلاة الجنازة ثم اردفنا طريقنا الى المقابر وكان الطريق مكتظ بموج من البشر وفى الصباح عدت الى بيتى غير مصدق ما حدث وكاننى كنت فى حلم وليس حقيقة حتى استيقظت من نومى ومن الاعياء الذى انتابنى استجمع كل قواى وانا اسأل والدى عما حدث فقال لى البقاء لله 

  • هذا المقال كتبتة بعد مقتل عبدالعزيز فى شرم الشيخ على ايدى طغاة الدولة وقتها العادلى ومبارك ولكننى لم انشرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق