الخميس، مارس 14، 2013

لن اعيش فى جلباب ابى



تنابنى لحظات صمت طويلة يمر فى مخيلتى شريطا من الذكريات اتوقف عند بعضا منها كثير مرة متاملا اكثر ومرة مبتسما ومرة تظهر على وجهى علامات الغضب والألم ولكنى اتنقل مرة اخرى الى محطة من حياة عشتها ومررت بها منذ ان كنت طفلا صغير اتردد على كتاب القرية لنتعلم مبادىء القراءة والكتابة ونحفظ كتاب الله ومدى احترامنا للشيخ المحفظ والخوف منة ان يرانا ونحن نلعب فى الشارع ولا نلتزم بحفظ ما هو مقرر علينا من ايات ونعلم ان العصا ستكون هى المسيطرة على المشهد وقت التلاقى
ثم ذهابنا الى المدرسة ونحن نحمل كتبنا فى حقائب من القماش ونرتدى المريلة بلون الحقيبة وكان صاحب الحظ السعيد هو من يشترى شنطة جلد كنا ننظر لة بعين الغبطة ووقت الفسحة نذهب الى بيوتنا مسرعين للحصول على سندوتش والعودة مرة اخرى
وما كان يغير ملامح وجهى الان انة لو امطرت السماء بخيرها من امطار تنقطع كل السبل وتتوقف الدراسة حيث تنقطع الحياة ولا يستطيع اى مدرس الوصول الى القرية من جراء الطريق الترابى والذى يتحول الى كوم طويل من الطين يصعب المرور فية وحيث لا كهرباء ولا مياة شرب نظيفة ولا وحدة صحية ولا اى نوع من الخدمات وكأننا قبائل بدائية تعيش فى اقصى الأرض ولا يوجد سوى عمى رمضان وابنة خريج معهد فنى صناعى هو من يعطى الابر ويكتب الدواء ويعمل كل شىء وكانة كونسولتو دكاترة وورث ابنة العمل عن ابية كانت الحياة قاسية نعيش معدومى الخدمات كانت كل أمانينا طريق اسفلتى يقينا شر العزلة عن العالم الخاص بنا ووحدة صحية بها دكتور حقيقى ورعاية اجتماعية ومدرسة ثانوى فنى على الأقل ومياة نظيفة للشرب وكهرباء تشق ظلام الليل الدامس الذى نحياها تخيلوا هذة احلام شباب فى مقتبل عمرهم فى القرن العشرين
كنا عندما نتكلم عن رئيس الجمهورية نقول هو اكيد لا يعلم ان هنا بشر تعيش تحت سماء مصر وعندما نجلس مع كبار رجال القرية لابد من موقف لتغير هذا الوضع السىء وكان المحافظ يعد ولا ينفذ وأعضاء مجلس الشعب كذلك لا نراهم سوى ايام الانتخابات ووعودهم تكتب على الماء فلا مفر من التغيير وكان القنوع سمة الجميع وكانهم يقولون ليس فى الامكان افضل مما كان
فمجتمع القرية صغير جدا مهما كثرت عدد افرادة متكافلين متعاونين فى السراء والضراء تعودوا على العمل الدؤب راضيين بالقليل برغم مرارة حياتهم وما يعانوة من مشاكل من زيادة الايجار والمبيدات والتقاوى والكيماوى وعدم قدرتهم على تسويق محاصيلهم وارتباطهم بدورة زراعية مقيدة من الجمعية الزراعية وتغيرت الاحوال وزاد كل شىء واصبحت الارض عرضة للاغتصاب من مالكين لم يعرفوا قيمة الارض بالنسبة الى مزارعيها وتم زيادة الايجار والجور على الدورة الزراعية وهجرة الفلاحيين اراضيهم بعد الغلاء البشع الذى يعانوة ولكنهم مرتبطون بالارض وكانهم شجرة عتيقة لو اخرجتها لماتت ولكنهم اماتوا الفلاح عمدا
كنت انظر الى ابى بعين الشفقة مما يعانية فهو يتحمل كل ذلك العناء من اجل استكمال تعليم اولادة وتخرجهم حتى يستريح ويعوضوة تعب السنين والمصيبة ان يتخرج الاولاد وينهوا تعليمهم ولكن لا وظيفة ويبقى الامر معقد للجميع تزداد الاحلام ويمر شريط الذكريات سريعا وبطيئا تارة اخرى حتى وصلنا الى نقطة اخرى من محطات حياتنا ثورة مصرية نحلم معها بعيش وحرية وكرامة وسارعنا للاشتراك فيها وان نخرج من جلباب اهالينا والذين تعودوا على واقع الامر خرجنا نهتف من قلوبنا نحلم بالتغيير ولكن لم يتحقق العيش الكريم ولا الحرية التى حلمنا بها ولا الكرامة الانسانية التى نبتغيها وازدات الامور سوء فهل نظل نحلم ام سنظل نقدم دماء اخرى غير التى سالت فى سبيل العيش الكريم والحرية المنشودة والتغيير الذى نبتغية انة الامل ولن نفرط فى حلمنا مهما كانت التضحيات فلقد ذقنا طعم المر والالم ونحلم بالأمل والتغيير لن نظل معزوليين سنحقق عالمنا مهما كانت التضحيات وسنصل لا محالة وسنضحك ان شاء الله لقد خرج الصوت ووصل الى عنان السماء ولن نعيش فى جلباب اهالينا من الرضا بالأمر الواقع حتى نغير ما نحلم بة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق