تنابنى لحظات صمت طويلة
يمر فى مخيلتى شريطا من الذكريات اتوقف عند بعضا منها كثير مرة متاملا اكثر ومرة
مبتسما ومرة تظهر على وجهى علامات الغضب والألم ولكنى اتنقل مرة اخرى الى محطة من
حياة عشتها ومررت بها منذ ان كنت طفلا صغير اتردد على كتاب القرية لنتعلم مبادىء
القراءة والكتابة ونحفظ كتاب الله ومدى احترامنا للشيخ المحفظ والخوف منة ان يرانا
ونحن نلعب فى الشارع ولا نلتزم بحفظ ما هو مقرر علينا من ايات ونعلم ان العصا
ستكون هى المسيطرة على المشهد وقت التلاقى
ثم ذهابنا الى المدرسة
ونحن نحمل كتبنا فى حقائب من القماش ونرتدى المريلة بلون الحقيبة وكان صاحب الحظ
السعيد هو من يشترى شنطة جلد كنا ننظر لة بعين الغبطة ووقت الفسحة نذهب الى بيوتنا
مسرعين للحصول على سندوتش والعودة مرة اخرى
وما كان يغير ملامح وجهى
الان انة لو امطرت السماء بخيرها من امطار تنقطع كل السبل وتتوقف الدراسة حيث
تنقطع الحياة ولا يستطيع اى مدرس الوصول الى القرية من جراء الطريق الترابى والذى
يتحول الى كوم طويل من الطين يصعب المرور فية وحيث لا كهرباء ولا مياة شرب نظيفة
ولا وحدة صحية ولا اى نوع من الخدمات وكأننا قبائل بدائية تعيش فى اقصى الأرض ولا
يوجد سوى عمى رمضان وابنة خريج معهد فنى صناعى هو من يعطى الابر ويكتب الدواء
ويعمل كل شىء وكانة كونسولتو دكاترة وورث ابنة العمل عن ابية كانت الحياة قاسية
نعيش معدومى الخدمات كانت كل أمانينا طريق اسفلتى يقينا شر العزلة عن العالم الخاص
بنا ووحدة صحية بها دكتور حقيقى ورعاية اجتماعية ومدرسة ثانوى فنى على الأقل ومياة
نظيفة للشرب وكهرباء تشق ظلام الليل الدامس الذى نحياها تخيلوا هذة احلام شباب فى
مقتبل عمرهم فى القرن العشرين
كنا عندما نتكلم عن رئيس
الجمهورية نقول هو اكيد لا يعلم ان هنا بشر تعيش تحت سماء مصر وعندما نجلس مع كبار
رجال القرية لابد من موقف لتغير هذا الوضع السىء وكان المحافظ يعد ولا ينفذ وأعضاء
مجلس الشعب كذلك لا نراهم سوى ايام الانتخابات ووعودهم تكتب على الماء فلا مفر من
التغيير وكان القنوع سمة الجميع وكانهم يقولون ليس فى الامكان افضل مما كان
فمجتمع القرية صغير جدا
مهما كثرت عدد افرادة متكافلين متعاونين فى السراء والضراء تعودوا على العمل الدؤب
راضيين بالقليل برغم مرارة حياتهم وما يعانوة من مشاكل من زيادة الايجار والمبيدات
والتقاوى والكيماوى وعدم قدرتهم على تسويق محاصيلهم وارتباطهم بدورة زراعية مقيدة
من الجمعية الزراعية وتغيرت الاحوال وزاد كل شىء واصبحت الارض عرضة للاغتصاب من
مالكين لم يعرفوا قيمة الارض بالنسبة الى مزارعيها وتم زيادة الايجار والجور على
الدورة الزراعية وهجرة الفلاحيين اراضيهم بعد الغلاء البشع الذى يعانوة ولكنهم
مرتبطون بالارض وكانهم شجرة عتيقة لو اخرجتها لماتت ولكنهم اماتوا الفلاح عمدا
كنت انظر الى ابى بعين
الشفقة مما يعانية فهو يتحمل كل ذلك العناء من اجل استكمال تعليم اولادة وتخرجهم
حتى يستريح ويعوضوة تعب السنين والمصيبة ان يتخرج الاولاد وينهوا تعليمهم ولكن لا
وظيفة ويبقى الامر معقد للجميع تزداد الاحلام ويمر شريط الذكريات سريعا وبطيئا
تارة اخرى حتى وصلنا الى نقطة اخرى من محطات حياتنا ثورة مصرية نحلم معها بعيش
وحرية وكرامة وسارعنا للاشتراك فيها وان نخرج من جلباب اهالينا والذين تعودوا على
واقع الامر خرجنا نهتف من قلوبنا نحلم بالتغيير ولكن لم يتحقق العيش الكريم ولا
الحرية التى حلمنا بها ولا الكرامة الانسانية التى نبتغيها وازدات الامور سوء فهل
نظل نحلم ام سنظل نقدم دماء اخرى غير التى سالت فى سبيل العيش الكريم والحرية
المنشودة والتغيير الذى نبتغية انة الامل ولن نفرط فى حلمنا مهما كانت التضحيات
فلقد ذقنا طعم المر والالم ونحلم بالأمل والتغيير لن نظل معزوليين سنحقق عالمنا
مهما كانت التضحيات وسنصل لا محالة وسنضحك ان شاء الله لقد خرج الصوت ووصل الى
عنان السماء ولن نعيش فى جلباب اهالينا من الرضا بالأمر الواقع حتى نغير ما نحلم
بة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق