الخميس، مايو 30، 2013

من حكاوى الزمان




قابلنى قريب لى بوجة يملئة الحزن والأسى وقد زحفت علامات الزمان على ملامح وجة برغم عامة الاربعين
فبادرتة سائلا ماهذا الحزن الذى يحتويك وانت مازلت فى بداية شبابك
فصمت طويلا وكأنة يتذكر اعوامة السابقة ويمر شريط من الاحداث أمام عينية
فقال ابى كان محاربا فى اكتوبروالاستنزاف وكان ممن اسروا فى حرب73  وتعرض لكثير من التعذيب ولكنة ظل صامدا لا يلين عندما عاد الي بيتة واصل حياتة وتم تعينة عاملا فى مدرسة وكانة الوسام الذى تقدمة لة الدولة وتزوج وواصل طريقة فى الحياة راضيا قانعا حتى عندما جئنا الى الحياة وانا أصغر ابنائة الستة حيث لدى ثلاث بنات وولدان وتوفى اخ صغير لنا ورغم ذلك كانت جنيهاتة القليلة هى التى تعيننا على سبيل الحياة راضيين بهذا القليل حيث لا نلبس الجديد الا مرة واحدة فى العام فى العيد الكبير او الصغير فقط ولا نملك مصروفا ولم نعرف لة سبيل طوال فترة دراستنا حيث اننا لا نملك ارضا زراعية انما كل مانملكة هو عدة جنيهات هى راتبة
كان يسامرنا فى وقت السحر عن ذكرياتة فى الحرب حتى كانت كل امانينا ان أكون ضباط فى الجيش لنعيش فى زهو والدى ونواصل نضالة ويفتخر بنا كان الحلم ينمو ويكبر فى داخلنا وكانت حكايات والدى دافعا قويا على التهام الكتب والمذاكرة حتى وصل اخوتى البنات الى اتمام الشهادة الاعدادية واحدة تلو الاخرى فما كان منه الا انة اصر ان يكملوا تعليمهم الفنى وليس الثانوية العامة لانة لن يستطيع مواجهه تكاليف الدروس او مصاريف دراستهم فى الثانوية وكانت حجتة انهم سوف تنتهى بهم الحياة الى بيت ازواجهم وان تعليمة لهم وحصولهم على دبلوم سيتيح لهم زيجة جيدة ويرحمهم العمل فى الحقول ومرت الايام وتزوجا وتخرجنا من الجامعات وكنا نعمل حتى ايام الدراسة لمواجة مصاريف الجامعه حتى ايام الدراسة الثانوية حتى انتهت هذة الايام المريرة والشاقة فى كل شىء وتخرج اخى من كلية الحقوق بتقدير عام جيد جدا وكان يتمنى ان يتعين فى النيابة ولكن اين الواسطة التى تتيح لة ذلك وحاول ولكنة فشل وتقدمت انا الى الكلية الحربية وفشلت ثم دخلت كلية التربية رغبة لوالدى انها ستفتح لى سبل العمل المباشر فور تخرجى حتى كان لة ذلك رغما عنى والتقدم لها ارضاء لة ووصية بان المعلم رسول الامة ولكن هذة الامة غائبة ولا يدرى احد بالعالم ماندركة ونشعر بة اخ اصيب بالاحباط وتحول الى حاقد على المجتمع وناقم علية لعدم تعينة بالنيابة حتى ممارسة مهنة الحقوق لم يستطع ممارستها حتى اتيحت لة الظروف مع بعضا من اصحابة الى السفر خارج مصر وحتى الان لم نسمع اى اخبار عنة هل هو حى او ميت هل اخذتة امواج البحر اثناء سفرة الى ايطاليا وذهب الى غير رجعه حتى ابى وقع مستسلما للمرض ولم نعد نستطيع حتى ان نشترى لة الدواء فاى دولة نعيش فيها هذة فهذا الرجل الذى حارب واسرو وقدم للبلد مالم يقدمة غيرة الكثير فلو كان الفقر رجلا لقتلتة سنعيش ونموت ولا يعلم بوجودنا احد حتى لو رحلنا فى حادث سنكون رقما فى مانشيتاتهم حتى بدون ذكر أسمائنا
اهذا هو الانتماء وقسم الولاء لذلك البلد الذى يضن علينا بعطفة وحنانة ويتغلب عينا وعلى قوتنا بسطوتة وجبروتة
لماذا الناس كلهم غير متساوين لماذا لم يدخل اخى النيابة وانا الكلية الحربية لماذا نعاقب على فقرنا والذى رضينا بة قانعين بما قسمة الله لنا ولكن لماذا يتم معاملتنا على وضعنا الاجتماعى
احاول فى المدرسة ان اعلم الطلبة الفضيلة والقيم العليا ازرع فيهم الوفاء والاخلاص ساكون كاذبا ومخادعا لهم  ونحن نتعامل داخل ذلك الوطن بدرجة متدنية وكاننا لا ننتمى لعالم البشر فالحياة تعج بالغلاء  فكيف لى ان اتزوج وان اوفر شقة وان اشترى اساس ومستلزمات الزواج ومرض والدى ورحيل والدتى فلولا اختى التى تسكن قريبة منا لكانت الحياة اصعب ادرك ان الحياة تعاندنا نحن فقط
حتى الثورة التى انتظرنا منها ان تفك هذة القيود أقدمت لنا جماعه تفرض علينا اشد القيود اعتقد انها النهاية وان يوم القيامة قد قرب وان الحياة لابد ان تفنى ولكن صدقنى لقد رايت هذة الايام مالم اراة فى حياتى لم اكن مطلعا على ماحولى ومن حولى رايت اناس يبيتون بجوار اكشاش الخبز رايت طوابير على انبوبة البوتجاز ورغيف العيش والسولار وغلاء الاسعار وضيق ذات يد الكثيرين وحالة البطالة التى تعم ارجاء المدينة شباب فى عمر الزهور يذبلون قبل ان نقطف منهم قوتهم لصالح وطنهم
على ما اعتقد اننى كنت احتاج من يسمعنى وان اجاوب انا على حالى
هقولك الحمد لله على ما اعطى وما اخذ وان بعد العسر يسر لابد ان لا نيأس فالياس خيانة كما يقول الثوار وعلى كل فرد ان يقاوم ويثور فى موقعه وسنتغير بارادتنا وليس بعجزنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق