الخميس، ديسمبر 26، 2013

اطلال قريتنا



نشأنا فى قرية صغيرة يعرف الجميع بعضهما بعضا .كبيرا كان او صغيرا .الجميع يعيش فى تكافل وتكاتف فهكذا تسير الحياة فى قرى مصر
الحياة هناك بسيطة ليس فيها تعقيدات المدينة .وانت تمر فى طريقك تلقى بالتحيات والسلامات على الجميع .الود والحب يجمع الجميع .حتى لو حدثت اختلافات او مشاحنات سرعان ما تنتهى بدوافع صلة الرحم والقربى
الحياة تسير كما الساعه برغم ان الايام كلها متشابهه وكانك تعيش يوما واحد لا يتغير من فرط البساطة
هناك احترام بين الجميع كبيرا او صغيرا .كنا ونحن صغار فى المرحلة الاعدادية نجتمع فى المسجد كل اربعاء مع أ ع وكان يكبرنا سنا ويجلس ليقرا لنا فى كتب السيرة وكان غالبيتنا يحفظ بعضا من اجزاء القران الكريم .ولان الجميع لابد ان يمر على كتاب القرية قبل ان يذهب الى المدرسة ومن يستكمل مسيرة حفظ القران حتى اثناء المرحلة الابتدائية حتى ينتهى من حفظ القران كاملا
لم نعلم يومها ماذا يريد معلمنا هذا سوى انه يفقهنا فى الدين وكان هناك يوم نذهب فية الى لعب الكرة والتجمع قبلها لقرائة الورد والأذكار واستمر الحال هكذا حتى صرنا فى المرحلة الثانوية اصبحنا نتخطى حدود القرية فى اجتماعاتنا الى قرى مجاورة ويقام معسكر كبير يضم شباب كثر يتعارفون ويتدارسون ويتسابقون ويتواصلون فيما بينهم
وبدا الخلاف عندما كان يطلب منك ان تقرا كتب معينة وان لا تصاحب فلان وان لا تتكلم مع فلان وان تذهب الى اقناع فلان بالانضمام الى المجموعه .وكان من المميزات التى احببتها فى الجماعه هذة وقتها هى التكافل فيما بينهم فلا يمر يوم الا ونجتمع عند احد فينا ونتعاون فيما بيننا فى الحقل وانهاء اعمالنا مهما كانت مبدا التعاون والتكافل هو سيد الموقف .نجتمع فى السراء والضراء وكاننا اخوة فى الدم لا يفرقنا سوى الموت
حتى كانت فترة الجامعه عندما خالفت التعليمات وقلت لهم لقد قرات كتاب عبدالعظيم رمضان عن عبدالناصر وغيره من الكتب وكتب اخرى غير مصرح لى بها اشتد العتاب وكان قبل ذلك الحدث عبدالناصر لى زنديق جزار قاتل .وان شعارنا يجب ان لا يدنس بمثل هؤلاء الأوغاد .وعندما عارضت كان طردى من المجموعه
وأذكر لكم نقطة مهمه كان عندما ياتى شهر رمضان نقوم بوضع التلفزيون فى كرتونتة وغلقة تماما .وكان من عادتنا العمل فى وقت الاجازة الصيفية وذهبنا الى العريش والعمل فى السياحة فى قرية سما وقتها قالوا ان هذة نقود ملوثة جاءت من الخمر والميسر ولا يجوز استخدامها
ازدات التعقيدات وكرهت كل هذا التزمت فلم التزم ولم اكن مرغوب فيا بعد ذلك
بدات انفتح على عالم اخر غير هذا العالم كثير القيود .التزمت المكوث فى المكتبة لساعات وساعات اقرا فى التاريخ والديانات حتى عصور ماقبل التاريخ .قرات مذكرات معظم الضباط الأحرار وكتب هيكل وانيس منصور وغيرهم استمتعت بصحبة روايات نجيب محفوظ رايت عالم منفتح وليس ملىء بالقيود كعالمهم
اليوم وبعد كل هذة السنوات واغلب أسرتى ينتمون الى هذة الجماعه حيث كان جدى وكل اخوتة ايضا وبعد قرار الحكومة ادراجها منظمة ارهابية .فهل اصبح اهلى ومن ينتمون من أقاربى كلهم ارهابيين وهم المسالميين والذين كان انتمائهم لها من باب التراحم والتكافل والرعاية .فهم يرفضون كل اشكال العنف ويرفضون كل هذة التجاوزات البشعه والتى يرتكبها هؤلاء الحمقى بدعوى نصر الاسلام والدين وهو منهم براء .
تخيلوا معى شكل القرية والتى يعرف بعضها بعضا وبعد كل هذة الاحداث والتجاوزات والتى ارتكبت من حمقى اصبح الجميع فى تنازع وخلاف للفكرة فقط وانما وصل الى خلاف يؤدى الى الاقتتال ولم يكن احد يتصور ان الكبار ليسوا بعقلاء ولكن هذا العالم الافتراضى الذى نعيشة قد غير شكل كل شىء وغير كل العادات فاصبح الصغير لا يحترم الكبير وغاب الود واشتد التناحر والخلاف والنزاع واصبح الاخ يخاصم اخاة والزوج يتطاول على زوجتة المخالفة لفكرة وايدلوجيتة او حتى رأية فى موضوع مرسى او السيسى .اصبحت معظم البيوت مهدد بالانهيار والخصومة والاقارب تباعدوا وتقاربوا كلا حسب الفكرة ما بين مؤيد ومعارض
لم يعد شكل القرية كما عهدناها ولم يعد الناس كما كانوا وكان الشيطان يحصد زرعا ولم يحافظوا على العلاقة الانسانية واصبحت العلاقة مؤيد مع مؤيد ومعارض مع معارض حتى لو كان الابن واباة
فهل نقف دقيقة حداد على ماضى جميل ونبكى حاضر اليم لا يبنى ولا مستقبل فية
فتعالوا نتخلى عن عنادنا ونضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ونعود كسابق عهدنا وندعو الله ان يحفظ الوطن ووحدتنا من اجل مستقبلنا جميعا
يارب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق