كان
قدرى أن انشأ فى قرية تبتعد عن المركز ببضعه كيلومترات ليس بها سوى مدرسة ابتدائى
واخرى اعدادى مشتركة وكانت تخدم عدة قرى متجاورة وكان اهالينا ينظرون الى التعليم
بالشىء الغير مهم فقد خلقنا من اجل الزراعه والعمل فى الحقول فالأرض هى ميراثهم
وثروتهم الحقيقية ولذلك كنت ألاحظ ان كثيرا من الرفقاء يخرجون بعد انتهاء تعليمهم
فى الفترة الابتدائية والبعض يواصل تعليمة حتى الاعدادية ويخرجون اما للرسوب او
عدم اهتمامهم فى الاساس باستكمال مرحلة التعليم ولا انكر ان بعض الأهالى كان يحثون
اولادهم على ضرورة استكمال تعليمهم حتى يخرجوا ويعملون فى وظائف مرموقة ولا يعانون
ما عانوة اهاليهم من كد وتعب
وكنت
طوال الوقت انظر حولى لكل هذة الظروف القهرية فعندما تمطر السماء ينقطع بنا سبل
الاتصال بالعالم لا مواصلات ولا مدرسين قادمون اليوم من المدينة ولا دراسة ولا اى
شىء وكأننا نعيش فى جزيرة منعزلة
حتى
الكهرباء كانت دائما مقطوعه ويتشح الليل بسوادة الدامس وينتهى يومنا بعد صلاة
المغرب وتدخل القرية فى حالة من السكون التام
كنت
اشتكى فى نفسى لماذا لا تتوافر لنا وحدات صحية واطباء ورعاية اجتماعية وثقافية
ومكتبات ومركز شباب وكل المتطلبات التى تشجع على التعلم والابداع والتفوق
كنت
ارى ان المسافة بين القرية وقاهرة المعز شاسعه وان حاكم البلاد لا يعرف ان هناك
بشر يقطنون فى هذة القطعه من الارض ولهم طلبات يجب ان يحققها بحكم موقعه
او حتى
محافظ القطر والتى عشت طوال فترة الجامعه كاملة على امل ان يسفلت حتى الطريق
ويمهدة لكى نتواصل مع باقى البشر وقت الازمات والكوارث الحياتية ولكن هيهات ان تجد
من يسمع صوت المظلوميين المحروميين
هم
اناس طيبون لفحتهم شمس حارة وصبغت وجوههم بحمرة من الكد والتعب راضون بما قسم الله
لهم هانئين بحياتهم برغم قسوة ظروفهم راضون بكسرات من خبز واعواد من سريس تنتجة
الارض مأكلا
قريبون
جدا من ربهم يومهم يبدا مع صلاة الفجر وينتهى بجماعه فى صلاة العشاء ينامون
مرتاحون الضمير لا يحملون قسوة ولا حقدا فى صدورهم تنظر فى وجوههم ترى افراد من
جنة الله يسيرون على ارض الله
ولكن
كل ذلك لا يمنع ان نتغير ان نطالب بما هو احسن من تعليم وخدمات ورعاية وعدالة
وكرامة فكانت ثورتنا يوم 25 يناير
حلمت
بها من قبل ان تاتى انتظرتها من قبل ان تكون حقيقية انى اعرفها فهى منى وانا منها
ولكن بعد ثلاث سنوات وكأن شيئا لم يكن مازلنا ننتظر ان يصيبنا التغيير
وان
يعرف حاكم القطر ان هناك اناس يعيشون فى بقاع مختلفة على ارض يحكمها انهم مصريون
يؤدون الخدمة العسكرية ويقومون بكل ادوارهم الموكلة لهم يزرعون الارض بكدهم
ويرونها بعرقهم ان الاوان ان ينظر اليهم وتحقق مطالبهم
فالفلاح
هو الشهيد الحى
كل ما
يريدة حياة كريمة وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية انه ثورة لم تتحرك بعد وهو ثورة
تعيش فينا فاحذوا ان لا تنفذوا مطالبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق