الخميس، ديسمبر 05، 2013

الشهيد الحى

كان قدرى أن انشأ فى قرية تبتعد عن المركز ببضعه كيلومترات ليس بها سوى مدرسة ابتدائى واخرى اعدادى مشتركة وكانت تخدم عدة قرى متجاورة وكان اهالينا ينظرون الى التعليم بالشىء الغير مهم فقد خلقنا من اجل الزراعه والعمل فى الحقول فالأرض هى ميراثهم وثروتهم الحقيقية ولذلك كنت ألاحظ ان كثيرا من الرفقاء يخرجون بعد انتهاء تعليمهم فى الفترة الابتدائية والبعض يواصل تعليمة حتى الاعدادية ويخرجون اما للرسوب او عدم اهتمامهم فى الاساس باستكمال مرحلة التعليم ولا انكر ان بعض الأهالى كان يحثون اولادهم على ضرورة استكمال تعليمهم حتى يخرجوا ويعملون فى وظائف مرموقة ولا يعانون ما عانوة اهاليهم من كد وتعب
وكنت طوال الوقت انظر حولى لكل هذة الظروف القهرية فعندما تمطر السماء ينقطع بنا سبل الاتصال بالعالم لا مواصلات ولا مدرسين قادمون اليوم من المدينة ولا دراسة ولا اى شىء وكأننا نعيش فى جزيرة منعزلة
حتى الكهرباء كانت دائما مقطوعه ويتشح الليل بسوادة الدامس وينتهى يومنا بعد صلاة المغرب وتدخل القرية فى حالة من السكون التام
كنت اشتكى فى نفسى لماذا لا تتوافر لنا وحدات صحية واطباء ورعاية اجتماعية وثقافية ومكتبات ومركز شباب وكل المتطلبات التى تشجع على التعلم والابداع والتفوق
كنت ارى ان المسافة بين القرية وقاهرة المعز شاسعه وان حاكم البلاد لا يعرف ان هناك بشر يقطنون فى هذة القطعه من الارض ولهم طلبات يجب ان يحققها بحكم موقعه
او حتى محافظ القطر والتى عشت طوال فترة الجامعه كاملة على امل ان يسفلت حتى الطريق ويمهدة لكى نتواصل مع باقى البشر وقت الازمات والكوارث الحياتية ولكن هيهات ان تجد من يسمع صوت المظلوميين المحروميين
هم اناس طيبون لفحتهم شمس حارة وصبغت وجوههم بحمرة من الكد والتعب راضون بما قسم الله لهم هانئين بحياتهم برغم قسوة ظروفهم راضون بكسرات من خبز واعواد من سريس تنتجة الارض مأكلا
قريبون جدا من ربهم يومهم يبدا مع صلاة الفجر وينتهى بجماعه فى صلاة العشاء ينامون مرتاحون الضمير لا يحملون قسوة ولا حقدا فى صدورهم تنظر فى وجوههم ترى افراد من جنة الله يسيرون على ارض الله
ولكن كل ذلك لا يمنع ان نتغير ان نطالب بما هو احسن من تعليم وخدمات ورعاية وعدالة وكرامة فكانت ثورتنا يوم 25 يناير
حلمت بها من قبل ان تاتى انتظرتها من قبل ان تكون حقيقية انى اعرفها فهى منى وانا منها ولكن بعد ثلاث سنوات وكأن شيئا لم يكن مازلنا ننتظر ان يصيبنا التغيير
وان يعرف حاكم القطر ان هناك اناس يعيشون فى بقاع مختلفة على ارض يحكمها انهم مصريون يؤدون الخدمة العسكرية ويقومون بكل ادوارهم الموكلة لهم يزرعون الارض بكدهم ويرونها بعرقهم ان الاوان ان ينظر اليهم وتحقق مطالبهم
فالفلاح هو الشهيد الحى
كل ما يريدة حياة كريمة وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية انه ثورة لم تتحرك بعد وهو ثورة تعيش فينا فاحذوا ان لا تنفذوا مطالبة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق