الجمعة، مارس 27، 2015

من حكاوى القرية المصرية

فى القرية كان موسم الجواز مربوط بجمع القطن وكل أهلينا من الفلاحين يخططوا طول السنة ويعقدوا النيات انه بعد القطن هيجوز الواد او هيجهز البت او هيبنى للواد او هيسفره بره او هيشبك
ومن حيث ان البلد كلها عرفة بعضيها بالنفر من كبيرهم لصغيرهم حتى اللى متعرفش اسمه تبص فى وشه وتقوله انت ابن فلان يقولك ايوة انتى بنت فلان او فلانة دليل على التواصل بينهم والترابط
ففى الفرح تلاقى كل البيوت تروح تنقط العريس حتى لو محدش دعاة للفرح يقولك واجب والناس لبعضيها واللى يودى حمولات والحمولة تعنى لأخونا بتوع البندربعض لوازم المعيشيية من اكل وسكر وزيت ومربى وفراخ وبط وحسب حالة صاحب الحمولة. واحيانا تقدر بوضع العريس او العروسة المهم انه يتم المساعدة وخلاص
ويوم الدخلة بيكون يوم عيد فى البلد الكل يلبس الحتة اللى على الحبل او الجلابية المكوية بتطبيقتها تحت مرتبة السرير ويروح علشان يبارك ويدخل يتعشى او يتغدى والاولى طبعا للناس الغريبة الكل يقوم يسلم على اى واحد غريب من قري حوالينا وسواء يعرفة او ميعرفوش يسلم ويقدمه عليه فى كل حاجة
واول ما تدخل على الطقم اللى هو البوفيه تحط حتة اللحمة فى مكان امن وحتة الكباب تقبض عليها بسرعه البرق وتنادى مختش كباب وكلة هزار وضحك والناس دى اصلا عينها مليانة بس بيحبوا يغلسوا على بعض لكن هما ناس طيبين والطيبة فى دمهم
ولاقدر الله يوم مايكون فية عزا (عزاء-مأتم )يذيع مكرفون الجامع توفى الفلان الفلانى او الفلانة الفلانية يقوم الحاج فى كل بيت يقول للست مراتة ادبحى وجهزى غدا جايز حد يعدى وياكل معانا ويسيب شغلة ويروح عند بيت المرحوم ويفضل ملازم طول اليوم بعد الدفنة يبحثوا عن الغرباء ويمسكوا فيهم علشان الغدا فعلا ناس اصحاب واجب
يعنى بالمختصر المفيد الناس عايشة بنظرية الناس لبعضيها ويوم لك ويوما عليك لكن عايشين فى تكافل تام
وبعدين يسافر بن الحاج فتح الله لبلاد برة وربنا يكرمة وتيجى بقى من هنا الرسائل الكل يقيم فى بيت الحاج فتح الله متخلى اسم النبى حرصة وصاينة ياخدلنا الواد معاه الواد خلص دبلوم وقاعد صايع وانت عارف الفلاحة مناحة ومعديتش بتجيب همها وبعد الضغط يسجل الحاج فتح الله شريط لابنه ويبعتله ويقوله عمك الحاج س عايزك تاخد ابنه يقوله بس دة مش بتاع شغل الدنيا هنا صعبة والشغل جامد وجوى موت على العموم خليه يجهز ورجاته وانا هشوف ويسافر اخينا ويدوق المر ويمنع عن نفسه حتى الكسوة والوكل كل اللى يهمة ينهض يحوش القرشينات علشان يبنى او يتجوز وبعدها يرجع لقواعده تانى الفلاحة والقعدة على المصطبة وكأننا يا مصريين دائما نشتغل لسبب واذا تحقق المطلوب نعود الى سابق ماكنا علية
المهم يرجع سى عوضين من بلاد الغربة واخرة انة يروح الاردن او العراق ولو ربنا كرمة قوى بقى يسافر لبنان ويقعد يجى شهرين يحكى ويحكى عن اللى شافة واللى عملة وازاى كون فلوسه وتعب وجاهد وكافح ويحس انه كان بيقوم بدور السندباد البحرى حتى وصل الى ماوصل اليه
المهم يتجوز اخينا وزيه زى كل اخونا الفلاحين الاب عايز يعيش فى عزوة. والكل حوالية اما انة يبنيلة شقة او ضتين فوق او لو فية مساحة تحت يخدله اوضة هو عايز اية غير اوضة واحدة يتلم ويتنيل فيها يتجوز.
وبعد الصبحية وضياع الحنة من ايد العروسة كدة انتهى شهر العسل والكل لازم يصحى بدرى والست والدته طبعا صاحية من الفجر وصعبان عليها تصحى لوحدها فلازم تصحى حريم البيت وجايز كل البيت كمان
وهى فى الاساس وقت الخطوبة تقول على البت لهلوبة وشاطرة وبتعمل كل حاجة حتى الكنافة بتعرف تعملها وبتخبز وتطحن وتنخل وتكنس وتغسل مكنة شغل من صبحية ربنا دايرة حتى ياتى وقت العشا الكل بينام وهو بياكل عارف ان فية يوم اطول من قرن الخروب مستنيه والساقية شغالة
وتيجى المحروسة تشتكى للمحروس جوزهاامك دى مفترية هى مش لسة شايفانا عرايس بالراحة شوية ولو اتاخرت فى النوم تنادى واحيانا تتمتم وتقول شوف البت ودمها التقيل نايمة لحد دلوقتى دالنهار قرب يطلع وهى لسة نايمة
البت دى لازم يتكسرلها ضلع علشان متتعوجش
وطبعا سبع البرمبة مش قادر يتكلم ولا ينطق  وتنادى امة انت يا متنيل صحى الست هانم وقولها النهار طلع وانت قوم علشان تسرح البهايم واقف لها اودام البقرة يا بقرة ويتمم الله يرحم ايام زمان انا لازم اسافر تانى العيشة دى زى الهباب نار بره ولا جنة جوه
وتيجى مراته تعيط وهتسبنى لوحدى فى جهنم دى حرام عليك اما انه ينخ او تقوله هروح عند دار ابويا لحد ماترجع
والادهى بقى لو كانوا قاعدين بعد العشا وطلعت على اوضتها على طول تقولك شايف البت مش طايقة تقعد معانا انشالله ما توعى تنامى يا بعيدة
وتتواصل الحكايات .............


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق