الاثنين، مارس 09، 2015

العالم الافتراضى

تعود ان يجلس فى اوقات فراغة والتى قد تطول بالساعات أمام جهاز الكمبيوتر وبين العالم الافتراضى ان ينتقد كل شىء واى شىء .برغم انة يعيش وسط حالة من الاحباط واليأس التى تسكنة .فهو خريج كلية نظرية وبعد تخرجة جلس منتظرا ان يطرق بابة ساعى البريد يحمل لة البشرى فى وظيفة حكومية وقد طال انتظارة بدون ان يطرق بابة احد .حتى زحف العمر على وجهه من شدة الملل واليأس وقلة الحيلة والانكسار الذى يعيشة .وكان يجلس بين اقرانة خطيبا وموجها نقدة الحاد للحكومة والدولة كلها منتقدا التعليم والصحة والعالم الذى تملئة المحسوبية والرشوة والفساد .فتراة ناقدا رياضيا فذا فى تحليل مباريات كرة القدم حتى وصل الى تحليل مباريات السلة والتنس وادمن مشاهدة المصارعه الحرة والافلام الهابطة التى يترحم فيها على مجتمع وصل الى الانحدار من هذا الفن التافة الذى يقدم على الشاشات .وتراة يعلو صوتة عندما يشاهد قنوات الفيديو كليب وحالة العرى التى تملأتلك القنوات وخطرها على البيوت .ثم تكون اريحتة وصولاتة وجولاتة فى تحليل المشهد السياسى وماذا يجب وما لا يجب ان يكون حتى تخيل نفسة محافظ ورئيس حكومة بل ورئيس جمهورية ومن حولة انصار مثلة محبطون يحيون حياتة التافهة التى لا قيمة لها وليس فيها شىء نافع .جلسوا يبكون على احوالهم وانهم ضيعوا عمرهم فى التعليم بلا مقابل فلا حكومة توفر لهم فرص عمل فى تخصاصاتهم ولا هم انفسهم نزلوا الى سوق العمل يبحثون عن تحقيق لمصيرهم .تراهم يتباكون الوطن ويريدون الرحيل الى بلاد العم سام او الاغتراب فى بلاد الله الواسعه يعملون فيها اى عمل وهناك يتناسون مؤهلاتهم العلمية والتى لا يتذكرونها سوى فى وطنهم فقط .
جلست معه يوما ما فى بيتة وجلس يجوب المواضيع تلو الاخر منتقدا وساخطا وناقما .فقلت لة اريت سلم العمارة التى تقطونها وهو ملىء بكل انواع القذارة والاهمال والشارع التى تقطن فية ملىء بأكياس القمامة والمياة التى تملأ أركانة .فان كنت عاجز على ان تدبر أمر نفسك او تساعد فى تطوير مسكنك وشارعك فانت شخص فاشل .وشديد الفشل فى ان تنتظر والعمر يمر بدون ان تدرى فلقد ان الاوان ان تخرج من هذة الصومعه وتكف عن الكلام وتجارى الواقع فلن يصلك رسول السلام فلابد من الجهد والعمل والمصابرة حتى تحقق ذاتك فى وطنك وان تكون شخص ايجابى ومثالى ونافع ومفيد .فانت لم تمل بعد من ممارسة دور المصلح وانت العاجز عن اصلاح نفسك وان الله لايغير ما بقوما حتى يغيروا ما بى انفسهم .
الوقت الان وقت الشباب ولترى بعينك ابعد شىء ممكن وتحدد هدفك وتسعى الية متحديا المحسوبية ومحاربا الفساد ومغيرا الواقع الاليم الى واقع طوع يديك فكل ذلك بارادتك
لا تنتظر حكومة توظفك فاسعى وابحث فسيكون هناك بدائل تلو الاخرى حتى تصل الى مبتغاك وان تتعلم ان تحب ما تفعل حتى تفعل ما
تحب .
قم وانهض فالوطن ينادى ارادتك الحرة وعزمك وشبابك ولتبحث عن نفسك فى هذا الفضاء الواسع الحقيقى تاركا هذا العالم الافتراضى الذى لن تجنى من ورائة سوى الألم والشيخوخة المبكرة والاحباط .ولتقرا تاريخ اناس سطروا من حياتهم مجدا يحتذى وصنعوا تاريخا لن ينسى والامثلة كثيرة وكانوا فى اوضاع معيشية قاسية .فلن يبنى مجدا بدون تضحية وجهد ومثابرة وعمل جاد ونافع .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق