الأربعاء، أبريل 06، 2011

يوميات ريفى 1

قال لى ابى وصيتة ونحن صغار يا بنى أن اردت ان تكون هاما فكن مهتما ولكنة قالها بطريقتة العفوية اللى بيذاكر بيذاكر لنفسة فهذا هو مستقبلك بيدك اما ان تعيش مرتاحا واما ان تعيش شقيا ومعنى هذا ان التعليم هو القائد فى البداية والنهاية لاى امة ومعه التربية الصالحه كنت اعيش فى قرية صغيرة محرومة من كل الخدمات لا كهرباء ولا ماء بعد اذان المغرب تتشح القرية بالسواد وكان البيت السعيد من يملك كلوب انارة يتم تزويدة بالسبيرتوا وكنت احقد عليهم انهم عندهم اضاءة قوية ونحن نلتف حول لمبة الجاز ونضع الطبلية على الحصيرة بعد ان نقوم بمسحها من بقايا الاكل بعد تناول العشاء ثم نقوم بوضع ورقة بيضاء حول زجاجه اللمبة حتى نقوم بتحديد نور اللمبة وتركيزة فوق الطبلية والتى تفترش كل كراريس الاسرة يلتفون حولها كما كانوا يلتفون حول الطبق الوحيد عليها تمتد كل الايادى فى طبقا واحد سواء فى تناول الغذاء او العشاء ونقوم بكتابة الواجب المدرسى وانتهاء المذاكرة والتى من الممكن ان تكون قاصرة على كتابة جزء من الواجب والمبدا بعد يوم شاق فى المدرسة يتلوة خلع لباس المدرسة والذهاب مباشرة الى الغيط (الحقل ) لمباشرة باقى العمل من علف الحيونات والاهتمام بأكل الجاموسة او البقرة فهى تحظى بعناية كبيرة جدا وذلك لانها مصدر الدخل الوحيد فما يخرج من الارض موسومى يتم حجز جزء منه للايجار وجزء للكيماوى والرش والمبيدات والعمالة ولا يبقى الا القليل لذلك كانت البقرة او الجاموسة تنال الاهتمام الاكبر لانها تدر اللبن الذى يتحول بدورة الى قشده وجبنة وزبدة تباع اسبوعيا ثم تقوم ربة البيت بعمل تسويق الاسبوع نتيجه ما باعت به وتعود تحمل قفتها على راسها محملة بالبطاطس والطماطم وهما الصنفان الاهم ويكون هناك يوم فى الاسبوع ممكن ان تحظى فية بالبروتين من سمك او فراخ بيضاء واللحوم من الكبائر طبعا لغلو ثمنها ولا يوجد ما يطلق علية المصروف المدرسى لشراء سندوتش او اى شىء فعندما يدق جرس الفسحه تطير الى البيت ويكون السندوتش الكبير فى انتظارك وتحصدة حصدا فما الداعى للمصروف وتعود اخر اليوم المدرسى وان تحمل جميع كتبك فى شنطه من القماش تحمل لون مريلة المدرسة ويقوم طلبة الاعدادى بلف الكتب باستيك بيلا عن شنطه القماش هذة ولا يوجد شكوى مطلقا من كل هذة الحياة فلقد تعودوا على ذلك ان يلبس مريلة واحده طوال العام لا ترى الغسيل الا فى حالة الضرورة وشنطة من القماش حتى المرحلة الاعدادية تتحول الى استيك لربط الكتب وطقم من اليونيفورم كلا حسب مقدرته تبقى به طوال الاسبوع لا تعرف شىء اسمه التلفزيون فليس يوجد اساسا كهرباء وعندما دخلت فى الثمانينات كانت تقطع اكثر ما تاتى فلم نتعود عليها بعد وعندما كبرنا كانت هناك فسحه الى المدينه والتى نحلم بزيارتها وكنا ننتظر يوم العيد او المولد الخاص بشيخ القرية ففى تلك الايام يرفع عنك اى عمل فى الحقل او تلزم باى شىء فنذهب الى المدينة سيرا على الاقدام حيث تبهر بالاسفلت والسيارات الكثيرة والبنات التى لا تغطى شعرها وتلبس الجينز ياة هذا المنظر مثل الذى نراة فى التلفزيون نراة الان مرأى العين ونظل نجوب شوارع المدينه (المركز) ولا نعلم اين نسير انما نحدد الطريق حتى لا نتوة وكان يوهمنا اكبرنا سنا ان لا نتخطى الاشارات لان الاشارة لو فتحت تنطلق السيارات وتلاحق المارة وكانت انطلاقتنا الى الجانب الاخر مغامرة من العيار الثقيل ان نمر من السيارات التى تاخذ من بطريقها وكانت الدهشة عندما اقترح صديق ان نذهب لنشاهد محطة القطار وان نسمع صوتة القوى اثناء دخولة وخروجه من المحطة وتنتهى جولتنا فى المدينه بعد ان ابهرتنا ولا ننسى ان نتناول السندوتشات ونعود بما معنا من قروش قليلة لنستقل الاتوبيس الازرق الكبير للعودة الى البلدة ونظل نحلم برحلتنا هذة طوال الوقت ونحكى لزملائنا فى المدرسة على ماجرى مع اضافة التحابيش للاثارة وبيان قوى المغامرة وهم فى حالة من الذهول لمن لم يذهب بعد الا المدينة اما لوكان هناك شخص ذهب يسير معنا على الحكى ويقول طب ركبتوا عجل نقول لا يقول انتوا كده فاتكم الكثير وسرعان ماننهمك فى يومنا المعتاد .
وهناك مواعيد مضبوطه لتناول الوجبات فى السادسة صباحا يكون الافطار حيث يستيقظ الجميع فى الفجر للصلاة وبدء اليوم وبعد صلاة الظهر يكون الغذاء وبعد المغرب يكون العشاء ثم يذهب الكبار الى النوم مباشرة ومن يقول انه نام متأخر قوى يكون قبل التاسعه مساء ويعتبر هذا اسراف فى السهر وتمضى الايام ويتغير حال البلدة رويدا رويدا حيث تدخل المياة وترحمنا من استقلال الحمير والذهاب الى بلدات مجاورة اكثر رقيا بها ماء وكنا نذهب فى مجموعات تصل العشرة افراد وكلا منا معه جركنين كل واحد فيهم 25 لتر ونقوم بتوزيع انفسنا على البيوت ندق ابوابها لنطلب من اصحابها ان نقوم بملىء ما معنا من جراكن وفيهم من كان يوافق ومن كان يغلق الابواب فى وجوهنا غير مكترسا بالمشوار الطويل الذى قطعناه والذى يتعدى عشرات الكيلو مترات وبعد تكرار ذلك المشوار كثيرا كان لكل شخص بيتا يعرفة يذهب الية مباشرة وقد فرحا كثيرا بدخول المياة والتى كانت مثل الكهرباء تاتى قليلا وتغيب كثيرا وليس كل البيوت رغم ذلك عندها طلمبات فيوجد بيوت لا تملك امكانيات دفع مقايسة وتدخيل تلك الطلمبة والتى تعمل يدويا مش حنفيات كما فى القرى التى نقوم بالملىء منها ولكنا ترحمنا من مشوار يستهلك ساعات وكانت تلك المياة للشرب اما باقى اعمال البيت فتكون من مياة البحر من طبخ وغسيل وحموم وكانت العادة ان تذهب بنات القرية بعد تناول وجبة الغذاء على البحر فى مكان يطلق علية المصلى ويلتفون جميعا هناك لغسل المواعين واكن هذا هو التجمع الذى يجد فية الشباب الوقت لاظهار حبهم وعشقهم لاحداهن وكانت المواعيد الغرامية تتم فى ذلك الوقت حيث يقف الولهان من بعيد يرسل بعينية النظرات فقط وكان الاقربون هم يغامرون ويتحدثون وكانت الفرص دائما قليلة لتحظى بان ترد عليك كلماتك القليلة او نظراتك الكثيرة وفى هذا الميدان كان يتم الاتفاق بين العاشق والمعشوقة على الزواج فيذهب واهلى الى بيتها واحيانا كثيرة لو كانت فى المدرسة تترك المدرسة فالبنت فى الحقل وكفاية قوى انها بقت بتعرف تقرا وتكتب وهى الواحدة اخرتها اية غير بيت جوزها وكانت نظرة الاب انه يقوم بالتعليم والتعب والانهماك فى مصاريف الدراسة ثم مصاريف الزواج وهو لن ينال من تعليمها شىء فعملها سيكون لزوجها فلاداعى لاكمال التعليم ما دام وصل ابن الحلالويتم الزواج فى محصول القطن كعاده كل الفلاحين حيث يكون شهر 8 و9 هو شهر الزواج بعد ان يكون الفلاح باع القطن وقبض الثمن وهناك يتم دعوة جميع افراد القرية
نستكمل فى الحلقة القادمة يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق