السبت، يناير 21، 2012

عيد مصر


لقد كتبت هذة التدوينة يوم ૨૩ يناير 2011  وتم ارسالها للجريدة للنشر ولكنها لم يكتب لها الظهور لان الجريدة كانت اسبوعية وقد قامت احداث يناير وتغيرت الخريطة تماما ولكن السؤال الذى يراودنى هل نستطيع ان نغفل يوم مجيد من ايامنا بسبب تعامل الشرطة السىء معنا كثوار فى احداث يناير  
اعتقد من رؤيتى الشخصية اننا ينبغى الا نغفل ايامنا المجيدة كلها وعلينا ان نبرزها لكل الاجيال ويتناقلونها جيلا بعد جيل ونضيف عليها
في ذكرى عيد الشرطة .... تحية و تقدير

يوم 25 يناير 1952 يوم من أيام كفاح الشعب المصري بكل طبقاته و فئاته فقد اشتد التوتر بين مصر     و بريطانيا و زادت موجة الفدائيين من عملياتهم الفدائية ضد الإنجليز و كبدتهم خسائر فادحة و انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز ، كما توقف موردي الخضروات و اللحوم و المواد الغذائية توريداتهم إلى المعسكرات الإنجليزية .
كل هذه الأحداث أدت إلي غضب الإنجليز و قيامهم بمجزرة الإسماعيلية مما أدى ذلك إلي غضب جموع الشعب مما أدى إلي قيام قائد القوات الإنجليزية في منطقة القناة " إكسهام " باستدعاء ضابط الاتصال المصري و سلمه إنذار بأن تسلم قوات البوليس بالإسماعيلية أسلحتها و ترحل عن منطقة القناة كلها و أن تعود إلي القاهرة لأنهم يؤون الفدائيين و رفضت المحافظة الإنذار الإنجليزي و تم إبلاغ وزير الداخلية وقتها  " فؤاد سراج الدين باشا " الذي دعم موقفهم و أمرهم بالصمود و التصدي مما أدى إلي قيام القائد الإنجليزي بمحاصرة قسم البوليس بجنوده و دباباته و مصفحاته و أرسل إنذار أخير إلي مأمور القسم بالاستسلام إلا أن مأمور القسم رفض الإنذار و عدم الاستسلام و أدى ذلك إلي توجيه المدافع و الدبابات نيرانها إلي القسم بشكل بشع و قواتنا المصرية المحاصرة لا تملك إلا البنادق و دارت معركة غير متكافئة بين الطرفين تماماً و تم حصار مبنى المحافظة بسبعة آلاف جندي بريطاني بينما عدد الجنود المحاصرين ثمانمائة في الثكنات و ثمانين في المحافظة ليس معهم سوى البنادق و استمرت المواجهات بشجاعة من المصريين حتى نفذت الذخيرة و كانت المحصلة 50 شهيداً و 180 جريحاً من أفراد الشرطة و الضباط     و ذلك بخلاف المدنيين و تم أسر من تبقي من القوات المصرية بينما سقط من الإنجليز 13 قتيلاً            و 12 جريحاًً فقط ، فقد أمر القائد البريطاني بتدمير بعض القري حول الإسماعيلية و التي يعتقد أن الفدائيين يتخفون فيها و جرت عمليات التفتيش و القمع و انتشرت أخبار ذلك كله بالقاهرة بل في مصر كلها حتى خرجت المظاهرات تشق كل طريق في مصر و شوارعها وعمت موجه من الغضب الشعبي و كان لمجزرة الإسماعيلية الشرارة التي غيرت مجري تاريخ مصر و الدعوة إلي المقاومة إلي أقصى درجاتها لانتهاء ذلك الاستعمار الغاشم .
فلقد قاتل رجال الشرطة بشرف و استسلموا بشرف فلذلك من واجبنا احترامهم فقد أشاد ببسالتهم القائد الإنجليزي لمنطقة القناة " إكسهام "  .
لذلك نحتفل كل يوم 25 يناير بذكرى شجاعة و بسالة رحال الشرطة للاحتفال بذكرى شهدائنا الأبرار       و الذين سجلوا بفخر و شرف عظيم و مجد مدى بسالة و شجاعة و تضحية المصريين الذين يجودون بأرواحهم  فداء لنا جميعاً و كفاهم مجداً و فخراً أنهم لم يهابوا الموت و لم يستسلموا و لم يتزحزحوا بل قاوموا و صمدوا حتى آخر طلقة في بنادقهم أمام جحافل الإنجليز بعددهم و عتادهم .
فليتذكر شباب مصر و ليعرف نقطة مضيئة في تاريخنا المشرق لتعرف الأجيال القادمة أنهم لنا خير قدوة  و أسوة و أننا شرفاء كرماء دائماٍ و أبداً فتحية تقدير إلي كل مصري محب لوطنه و إلي كل جندي و إلي كل عامل و إلي كل المصريين جميعاً في ذكرى طيبة عطرة هي عيد الشرطة .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق