السبت، يناير 07، 2012

ما بين لحظات الانكسار والانتصار

لقد كتبت هذة المقالة يوم 23 يناير 2011 ولم يكتب لها ان تنشر لان الجريدة كانت اسبوعية وجاءت احداث يناير  وضع كل جهاز الشرطة حرج وسىء عند كل المصريين بسبب تعاملهم القمعى فى وجة المتظاهريين السلميين وستظل هذة حادثة مشينة فى جبين كل رجال الشرطة ممن شاركوا فيها وحتى جيل لم يولد بعد ستظل تطارهم لعنات هذة الايام الثلاث السيئة فى حياتهم  ولكن علينا ان نعترف ان كل الامم فى تاريخها لحظات انكسار ولحظات قوة وانتصار ويجب ان نتذكر كلا اللحظتين لان فيهما كل العبر وعلينا ان نتعلم من اخطائنا لنصحح مسارنا القادم وان كان فى جبين الشرطة لحظات انكسار فهناك لحظات انتصار وقوة ويجب ان نعترف امام انفسنا جميعا ان الجميع مخطىء ويجب ان نحكم العقل فى كل الامور وان المجتمع كلة يعيش فى نظام متكامل ومتعدد الادوار ولكل منا دورة المنوط بة فى خدمة المجتمع فلا نستطيع ان نعيش بدون الطبيب والمدرس والعامل والحداد والسباك والكهربائى وغيرهم انما لابد ان يتعايش الجميع وان يؤدى كل فرد دورة بدون ان يتجاهلة طرف او اطراف داخل هذا المجتمع فنحن فى النهاية لابد ان نشكر الله ان قامت ثورتنا المجيدة وان الدماء التى سالت كانت هى وقود الثورة التى اسقطت نظام قمعى ديكتتاتور افسد الحياة بكل اشكالها وافسد العقول والنفوس وان بعد الثورة علينا ان نبنى ونصلح تلك النفوس الشريرة التى تربت على القمع والنرجسية وان يتناغم المجتمع كلة معا فى عزف سيمفونية واحدة وان نعلم ان هناك سماء واحدة تظلنا وتراب واحد نعقشة هو ارض مصر فالان يجب ان نتكاتف مع رجال الشرطة لتعود حالة الامن فهم الساهرون على حمايتنا وان نعطيهم الفرصة ليبدئوا من جديد ففى سجلهم الكثير من الشرف لن نستطيع تجاهلة بلحظات انكسارهم وانقلابهم على ذويهم  ففى النهاية وقبل كل شىء فهم مصريون ونحن كذلك ففيهم قريب وصديق وجار واخ فهذة ازمتنا جميعا وعلينا الخروج منها وان نذكر ابنائنا بان اذا كان للشرطة لحظة انكسار ففى تاريخها لحظات انتصار فى سبيل الشعب المصرى  واليكم المقالة التى لم يكتب لها الظهور 

في ذكرى عيد الشرطة .... تحية و تقدير

يوم 25 يناير 1952 يوم من أيام كفاح الشعب المصري بكل طبقاته و فئاته فقد اشتد التوتر بين مصر     و بريطانيا و زادت موجة الفدائيين من عملياتهم الفدائية ضد الإنجليز و كبدتهم خسائر فادحة و انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز ، كما توقف موردي الخضروات و اللحوم و المواد الغذائية توريداتهم إلى المعسكرات الإنجليزية .
كل هذه الأحداث أدت إلي غضب الإنجليز و قيامهم بمجزرة الإسماعيلية مما أدى ذلك إلي غضب جموع الشعب مما أدى إلي قيام قائد القوات الإنجليزية في منطقة القناة " إكسهام " باستدعاء ضابط الاتصال المصري و سلمه إنذار بأن تسلم قوات البوليس بالإسماعيلية أسلحتها و ترحل عن منطقة القناة كلها و أن تعود إلي القاهرة لأنهم يؤون الفدائيين و رفضت المحافظة الإنذار الإنجليزي و تم إبلاغ وزير الداخلية وقتها  " فؤاد سراج الدين باشا " الذي دعم موقفهم و أمرهم بالصمود و التصدي مما أدى إلي قيام القائد الإنجليزي بمحاصرة قسم البوليس بجنوده و دباباته و مصفحاته و أرسل إنذار أخير إلي مأمور القسم بالاستسلام إلا أن مأمور القسم رفض الإنذار و عدم الاستسلام و أدى ذلك إلي توجيه المدافع و الدبابات نيرانها إلي القسم بشكل بشع و قواتنا المصرية المحاصرة لا تملك إلا البنادق و دارت معركة غير متكافئة بين الطرفين تماماً و تم حصار مبنى المحافظة بسبعة آلاف جندي بريطاني بينما عدد الجنود المحاصرين ثمانمائة في الثكنات و ثمانين في المحافظة ليس معهم سوى البنادق و استمرت المواجهات بشجاعة من المصريين حتى نفذت الذخيرة و كانت المحصلة 50 شهيداً و 180 جريحاً من أفراد الشرطة و الضباط     و ذلك بخلاف المدنيين و تم أسر من تبقي من القوات المصرية بينما سقط من الإنجليز 13 قتيلاً            و 12 جريحاًً فقط ، فقد أمر القائد البريطاني بتدمير بعض القري حول الإسماعيلية و التي يعتقد أن الفدائيين يتخفون فيها و جرت عمليات التفتيش و القمع و انتشرت أخبار ذلك كله بالقاهرة بل في مصر كلها حتى خرجت المظاهرات تشق كل طريق في مصر و شوارعها وعمت موجه من الغضب الشعبي و كان لمجزرة الإسماعيلية الشرارة التي غيرت مجري تاريخ مصر و الدعوة إلي المقاومة إلي أقصى درجاتها لانتهاء ذلك الاستعمار الغاشم .
فلقد قاتل رجال الشرطة بشرف و استسلموا بشرف فلذلك من واجبنا احترامهم فقد أشاد ببسالتهم القائد الإنجليزي لمنطقة القناة " إكسهام "  .
لذلك نحتفل كل يوم 25 يناير بذكرى شجاعة و بسالة رحال الشرطة للاحتفال بذكرى شهدائنا الأبرار       و الذين سجلوا بفخر و شرف عظيم و مجد مدى بسالة و شجاعة و تضحية المصريين الذين يجودون بأرواحهم  فداء لنا جميعاً و كفاهم مجداً و فخراً أنهم لم يهابوا الموت و لم يستسلموا و لم يتزحزحوا بل قاوموا و صمدوا حتى آخر طلقة في بنادقهم أمام جحافل الإنجليز بعددهم و عتادهم .
فليتذكر شباب مصر و ليعرف نقطة مضيئة في تاريخنا المشرق لتعرف الأجيال القادمة أنهم لنا خير قدوة  و أسوة و أننا شرفاء كرماء دائماٍ و أبداً فتحية تقدير إلي كل مصري محب لوطنه و إلي كل جندي و إلي كل عامل و إلي كل المصريين جميعاً في ذكرى طيبة عطرة هي عيد الشرطة .  
عبدالغنى الحايس
23-1-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق