الخميس، فبراير 20، 2014

قرائة فى رحلة الموت



سيظل الألم ملازمنا وكانة العشق الأبدى وفى لحظة فوجئنا باختفاء ثمانية شباب فى جبال سانت كاترين وتسارع الشباب فى حربهم على مواقع التواصل الاجتماعى يمارسون مهمتهم وهم يقبعون فى بيوتهم حيث الدفْ والهدوء يصبون جام غضبهم من بوست لم يتم التحقق منة وان المتهم برىء حتى تثبت ادانتة وانهم كان يجب ان يعرفوا الموضوع جيدا قبل خلق حالة من الجدل  
وبرغم تعاطفى الشديد مع الشباب وحرصى على سلامتهم وادانتى لوجود اى تقصير وان ما يهمنى فى المقام الأول قبل المحاسبة او القيل والقال هو انقاذ ما يمكن انقاذة وان عامل الوقت مهم جدا فالمفقودين ارواح ويجب المحافظة عليها وان تتحرك اجهزة الدولة فى انقاذ المستغثين دون الدخول فى بيروقراطية الموافقات وبعد ذلك ندخل دائرة المحاسبة للمقصريين
وذهب البعض بل الكثيرين لاستغلال الموضوع سياسيا وخصوصا ضد الجيش واخذا يصبون جام غضبهم بالسب واللعن والتطاول حتى الوصول الى ان مصر حاقدة واننا يجب علينا الهجرة وغياب الولاء والانتماء وكأننا ضيوف فى هذا الوطن الذى لا يمت لنا بصلة فمادام لم يحترمنا ويحافظ على أرواحنا فلا مكان لة فى قلوبنا ووصل الأمر الى حد التبرأ من الجنسية المصرية وامنيتهم ان لا يكونوا مصريين
استفزنى جدا هذة المشاعر المتغيرة واستفزنى اكثر قذف الاتهامات الجزافية وادانه الجيش والمسئوليين وتوليد شعور خصوصا عن القوات المسلحة بالتقصير والعجز وانهم فشلة فكيف لا يستطيعون انقاذ شباب فى صحراء مصرية ان يحموا البلاد على طولها وعرضها واستمر الشباب فى عمل شير وتناقل مكالمة تطلب النجدة واعتكاف المسئول عن التحرك بدعوة انهم مصريين وليس بينهم اجانب وان الروتين الحكومى يستدعى الحصول على موافقات حتى يخرجوا للانقاذ
وانهم تناسوا ان هذة الرحلات تتم بشكل مستمرولكن بتنسيق مع الجهات المسئولة فانا شخصيا لدى بعض الاصدقاء يذهبون اليها كل عام وخصوصا وقت بداية العام والحمد لله عادوا سالمين وان هذة الحادثة استثنائية وواردة بوجود التقصير من القائمين عليها وان لا راد لقضاء الله  
ولكن دعونا ان نتطلع الى جغرافية المنطقة وانها وعرة جدا وان الجو كان شديد البرودة وهناك رياح شديدة وجميع الاتصالات مقطوعة بسبب سرقة الكابل ودرجة الحرارة -11 تحت الصفر والجو ملبد بالغيوم وانعدام الرؤية مع هبوب رياح شديدة وفى هذة الاثناء ثم انقاذ بعض الشباب وهم من نستطيع الحصول منهم على الحقيقة كاملة بدلا من الهرى الذى شغل الشباب ونقمهم وثورة غضبهم الجامحة وبعد انقاذ الاربعة الناجين والعثور على ثلاثة متوفين وبقى محمد رمضان والذى امل الجميع فى مثل هذا الجو القاتل ان يكون من الناجين او حتى العثور على جثته
ويؤكد المتحدث العسكرى فى بيانة الثانى تحركهم الفورى وقت علمهم بذلك وتحرك رجال حرس الحدود وكذلك البدو وقصاصى الأثر بعد الحادث بيومين من دخول الضحايا الى وادى الجبال وانهم استخدموا كل  الوسائل والامكانيات وتسخيرها فى محاولة الانقاذ برغم صعوبةهبوط الطيران فى هذة المنطقة لطبيعتها الجغرافية وانها منطقة صخرية وعرة وان محاولات الهبوط يعرض الطاقم كلة الى الهلاك الا انهم واصلوا برغم كل الظروف السيئة فى عملية البحث والاستعانة بكل ماهو ممكن ومتاح
والقى ايضا المتحدث العسكرى باللائمة على منظمى الرحلة وانهم لم يخطروا برحلة السفارى هذة حتى تستكمل بكل حرفية وفقا للظروف المتاحة وحتى يتم التنبية عليهم من المحاذير المتعلقة بمنطقةالنشاط من المناطق الخطرة ومناطق الانهيارات الصخرية ومجارى السيول وكذلك التنوية على الظروف الجوية وان الرحلة تمت بشكل عشوائى لعدم اهتمامهم بكل الظروف المحيطة بتلك الرحلات الخطرة  وانه كان يجب التنسيق والاخطار حتى تتحرك بسرعه للمواجه والتعامل وان القوات المسلحة لم ولن تتوانى فى القيام بعملها وحماية روح اى مصرى او حتى اجنبى
ومن رايى ان الحادثة استغلت سياسيا بشكل فادح وقيام الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى بالتمادى على الرموز والدولة وخلق حالة من الهرى الفارغ بدون البحث عن الحقيقة الكاملة والتى ستظهر حتما حتى لو على لسان احد الناجيين واعتقد انه سيعترف احدهم بان الثلاث المتوفين فى البداية تلقوا حتفهم امام زملائهم الناجين وانهم تركوهم لانهم كانوا فى حالة من الاعياء وان فى هذة الحالة يجب ان تنقذ نفسك فهذا مبدأ الرياضات الخطرة ويدل على ذلك ان الناجين هم من ارشدوا على مكان المتوفين
ونعود لنستكمل بيان المتحدث العسكرى قال إن قسم شرطة كاترين أخطر يوم الاثنين "بتغيب عدد 8 أشخاص مصريين من رحلة سفاري بمنطقة وادي جبال سانت كاترين، وقامت القوات المسلحة بالدفع بعدد 3 دورية حرس حدود بالتعاون مع البدو والمسئولين عن الرحلة إلى الوادي لتنفيذ أعمال البحث والإنقاذ مع إخطار القوات الجوية بتجهيز هليوكوبتر للمعاونة في أعمال البحث وان الوادى غير مؤهل لسير المركبات او الدرجات البخارية وتم دخولة سيرا على الأقدام واستخدام الجمال والتى توقفت لغلق الوادى بالكتل الصخرية ورغم ذلك استمرت الدوريات حتى تم العثور على اربعه من الناجيين فى حالة من الاعياء الشديد وتم نقلهم فى المنطقة التى بها الجمال لعمل الاسعافات الأولية  وهم من ابلغونا بوفاة ثلاثة وفقد رابع
وعلى اثر ذلك تم اقلاع طائرة هليكوبتر من مطار ابورديس وهبوطها فى مكان امن خارج الوادى والاستعانة بالبدو والدوريات للبحث عن الثلاث جثث والمفقود حتى تم العثور على الجثث الثلاث اعلى جبل مغطى بالثلوج وتم نقلهم على نقالات محملة على الأعناق واستمروا فى ذلك لمسافة ثلاثة كيلو مترات حتى وصلوا الى منطقة سيول يصعب عبورها مع عدم وجود مكان يصلح لهبوط الطائرة ورغم ذلك استمرت الدوريات  بالمبيت بجوار الجثث  الثلاث  لصباح اليوم التالى فى ظروف أصعب وقد عادت الطائرة للتموين مرة اخرى على ان تعود فى الصباح من مطار ابو رديس لنقل الجثامين الى المستشفى لاصدار تصاريح الدفن والدفع بدوريات اضافية للبحث عن المفقود الرابع محمد رمضان حتى تم العثور علية هو الاخر متوفيا وهذة هى الحكاية كما نقلها المتحدث العسكرى وكما اكدها البدو المشتركين فى عملية البحث ورحم الله المتوفين ونحمد الله على سلامة الناجين والذى سيكون معهم الحقيقة كاملة
 ولكنى هنا لى بعض النقاط المهمة والتى يجب ان نناقشها وهى
* تداول الشباب المعلومات المغلوطة بدون تحرى الدقة يخلق حالة من التوتر
* يجب على الشباب والذى يود القيام بهذا النوع من رحلات السفارى والتى تتسم بالخطورة الحصول على الاحتياطات كاملة حفاظا على سلامتة وان يكون على دراية بكيفية الاسعافات الأولية
*اتباع تعليمات الأمن والسلامة المهنية واخطار المختصين او المتابعين لمثل تلك الرحلات لمعرفة كيفية التواصل معهم وقت الخطر او متابعتهم وقت التاخير فى العودة
*وان القوات المسلحة لن ولن تتخاذل فى انقاذ اى روح مهما كانت جنسيتها وكان يجب التوقف من جانب الشباب عن قول تخاذلهم لاننا مصريين وان دمائنا رخيصة فى بلدنا
*واننا يجب ان نعترف اننا بلد غير مؤهل بالامكانيات العالية فى وسائل الانقاذ والتدريب والرعاية وانهم مارسوا عملهم فى حدود امكانيتهم
وعلينا ان نتعلم من اخطائنا وان يتم التنوية على كل من يود القيام بهذة الرحلات الحرص فى اتباع التعليمات لسلامتة والاستعانة بالبدو من قصاصى الاثر لمواجه التخلف فى صحراء لا يعرفون طبوغرافيتها
والأهم يجب ان نفتخر بمصريتنا وانه مهما حدث ندين بالولاء لوطننا ونحمية بارواحنا لا ان نوجة له السب واللعن وان نساعد فى التطوير الى الأفضل وعدم الاستسلام لما هو قائم
وحفظ الله الوطن وننعى المتوفين ونحمد الله على سلامة الناجيين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق