الجمعة، فبراير 21، 2014

الحالة عادة (طبيلتى)




يشدنى الحنين دائما الى القرية حيث الذكريات الجميلة والتى ستظل مطبوعة فى ذاكرتى دائما انقلها الى اولادى وكثيرا ما احدثهم عن القيم والعادات والتقاليد التى تتمتع بها القرية وكان مما حكيت لهم الطبلية و هى عبارة عن قرصة خشب لها ثلاث قوائم من الخشب بارتفاع 20 الى 30 سم وتستخدم  لتناول الطعام
ولكنها لها مدلول لدى اكثر من ذلك فهى مدرسة فى التربية يلتف حولها جميع افراد الأسرةفى مواعيد ثابتة لتناول الوجبات اليومية من افطار وغذاء وعشاء وجميع افراد الأسرة تحترم تلك المواعيد فالافطار فى الصباح الباكر وقبل ان يتوجة كل فرد الى مقصدة والغذاء بعد صلاة الظهر مباشرة والعشاء بعد صلاة المغرب وهى مواعيد مقدسة يجب ان يتواجد كل أفراد البيت فى تلك المواعيد حتى لو كانت مقاصدهم مختلفة
وكانت الطبيلية فى نهاية وجبة العشاء تتحول الى مكتب يلتف حولة الدارسون من الأسرة فى كتابة واجباتهم المدرسية وتوضع فى وسط الطبلية لمبة الجاز قبل دخول الكهرباء ويأتى اولاد العم والخال والخالة ومعظم الأقارب المتقارنة فى فصل دراسى واحد يكتبون وجباتهم معا وكان ذلك التقليد يخلق نوعا من الحب والألفة ويزيد اواصر الصلة ويدعم العلاقات من الصغر حتى الشباب وما بعد ذلك
مازلت احتفظ فى ذاكرتى بكل هذه الذكريات ومازلت اكن كل الحب والاحترام والتقدير لكل الرفقاء تسامرنا سويا وتعاونا معا فى كل شىء فى الارض والحرث فى المذاكرة تشاركنا الملابس وحتى الأحذية والمأكل والمشرب
هذة الطبلية علمتنا الوفاء والاحترام للمواعيد وكان عادة عندما تنتهى الأسرة من تناول الوجبة يكون لكل طرف له مهمة من يرفع الأطباق ومن يقوم بغسلها ومن يعد الشاى المشروب الرئيسى
لقد غابت عن عادتنا الان كثير من هذة التقاليد التى تعودنا عليها فلم يعد الجيل الحالى مهتما باحترام هذة المواعيد ولاالمحافظة على صلة الرحم وتقوية الروابط الاجتماعية
 وكان ارتباط الجيران بعضهم البعض بعلاقات متينة فاذكر ان كانت والدتى كل يوم توزع اطباق مما ناكل على جيراننا وكذلك الجيران يتبادلون مع جيرانهم مماكان يجعل المائدة عامرة رغم بساطتها
نريد ان نعود الى تقوية هذة الروابط وتنمية الولاء الى تقاليد أصيلة تربى فى النفوس معنى الاحترام والتقدير والوفاء
فهل نعود مرة اخرى الى الطبلية نلتف حولها فى لحظة وفاء لتأصيل قيمنا وترسيخ عاداتنا
ونرى احترام الصغير للكبير وعطف ورعاية الكبير للصغير وحسن الاستماع والتربية ليخرج لنا جيلا يدرك معنى الاحترام والتقدير والبناء وعمل الخير
اليوم وبعد انقسام المجتمع ما بين مؤيد لمرسى المعزول وبين رافض ناقم علية اصبحت القرية غير القرية والناس غير الناس دب بينهم الشقاق والخلاف وتحكمت فيهم الأيدلوجية السياسية وباعدت الأهل وحتى الاسرة الواحدة انقسمت ورتبت العلاقه بين الاخوة فى الدم بسبب خلافهم السياسى
شعرت بالألم على ما وصل الية الحال ما بين الأهل والأقارب من تفتيت للروابط الاسرية وخصام وانفصال وفرقة وطغى الخلاف السياسى على العلاقات الانسانية
فهل نعود نلتحم مرة اخرى وتجمعنا طبلية العائلة فكنا نأكل من طبق واحد تنغمس فية كل الايادى لتسد جوعها وكوب واحد يروى ظمائها ونتذكر أننا اهل وتجمعنا أواصر الدم والرحم وهى أقوى من أى شىء
فهلموا نداوى جروحنا ونعود الى سابق عهدنا شىء واحد وقلب واحد ويدا واحدة كما كنا دائما من اجل مستقبلنا جميعاويكون شعارنامصر فوق الجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق