الجمعة، نوفمبر 27، 2015

البناء من قريتنا

كان يعيش فى قرية صغيرة .
مترامية الأطراف .كان عقلة الصغير دائم التفكير فقد انهمك فى القرائة منذ صغره .رأى عالم اخر غير الذى يعيشة .
فى لحظة خيال تدوم كثيرا كان يرى مصر الفرعونية التى قرأ عن اثارها وحضارتها ونهضتها فى وقت كان العالم من حولها فى سبات عميق  .فقد عرفت الطب والفلك والزراعة والتحنيط وفن الحرب وأدواتة حتى نمت اطرافها .
وقف مبهورا أمام الأهرامات تلك العجيبة التى ليس لها مثيل .زار المتحف المصرى وامنيتة ان يحتضن كل قطعة وأثر فية تخيل يد الصانعين والنحاتين تبدع تلك الكنوز الفريدة .
أراد ان يصرخ بأعلى صوتة هؤلاء اجدادى فماذا فعل الأحفاد من بعدهم .بكى وتألم ولكنة عاش بالأمل ان يرى الأحفاد على خطاهم فى نهضتهم وعلمهم وتقدمهم وبراعتهم .
ولكنة عاد الى قريتة ليرى اهلة يعانون البؤس والشقاء والحرمان .فغالبيتهم يعملون بالزراعة .واكتست وجوههم حمرة الشمس .الصبر كان حليفهم على معاناتهم حيث لا كهرباء ولا مياة نظيفة ولا صرف صحى ولا خدمات صحية او اجتماعية او ثقافية..الخ .
فقد تكدست بالمدن الكبرى كل شىء وحظيت العاصمة بالنصيب الأكبر وعاش بقية الوطن فى حرمان .
كان يسأل نفسة هل يعرف من يديرون تلك البلاد فى القاهرة شيئا عن  قريتنا .
هل يعرفون ان هناك شباب يحدوهم الأمل وتملأهم العزيمة لفعل اى شىء لذلك الوطن حتى ينهض برغم ما نعانية نحبة ؟
كثرت الأسئلة ولا مجيب عنها .هل يستسلم لحياة اليأس ويقول عنها قناعة ورضا بما قسمة الله .أم يجاهد نفسة ومحيطة حتى يتطور .
ولكنة عاد ليكمل قرائتة عن مصر الاسلامية وكيف قاد ازهرها الشريف دروب التنوير وحمل مشاعل العلم  على مدى قرون وكان العالم الغربى وقتها يعيش فى حروب طائفية وصرعات وعصر من الظلمات ونحن لدينا علماء اجلاء مثل بن رشد وابن النفيس وابن سينا وبن خلدون والقائمة كبيرة لا تنهى أخذ الغرب علمهم وقت غفوتنا ليخرجهم من ظلماتهم ويقذف بنا الى بحر من الغيوم والتخبط حتى وصلنا الى الأسوء .
ومازال الحال نعيش على اطلال الماضى وقت ان وصلنا الى ان نحكم العالم فى الهند والسند والمغول واسيا وقت ان كانت الدولة الاسلامية تمتد ربوعها الى اطراف كبيرة من ذلك العالم الغربى .عشنا قرون فى الأندلس اقمنا حضارات مازالت شاهدة على تقدمنا ولكن اين نحن الان من ارث الأجداد .
مازلنا نحلم بما كنا وبما كان ولكن للأسف الشديد لم نسعى لخلق حلم جديد فى عصر جديد تغيرت كل معطياتة ولا تعطى البقاء الا للأقوى .
نملك فى مصر كل مقومات التقدم .وهبنا الله كثيرا من خيراتة طبيعه كلها كنوز  .نيلا وبحرين وكنوز فى باطن الأرض ومناخ ولكن غابت الإرادة ان نجعل من رمال صحرائنا جنة خضراء او نزرع قمحنا بانفسنا بعد ان كنا مصدر للغلال فى العالم .
نستور السمك برغم كل البحيرات والنيل والبحر الأحمر والابيض التى تحد حدودنا .
نستسهل كل شىء ونشترية ولا نصنعه .أردنا ان نعيش تابعين ونجاهر ان قرارنا من عقولنا .
مازل يحلم ان يعود الى قريتة ليرى طريقها ممهدا ودخلتها المياة النظيفة للشرب ووجد وحدة صحية متكاملة تعالج البؤساء من الكادحين .ومياة تروى عطش ارضى ظمأى ومدارس بها مسرح وملاعب ومركز شباب يفرغ الطاقات ومكتبة لتنير العقول وقائد يجمع شتات الفرقاء واسرة متماسكة الأوصال .وحب وتعاطف وود بين الجميع .
قرية يرى فيها الخير .سلام بين الكل .حلم يجمعهم وامل يسعون الى تحقيقة .أرضا لا يجرفونها ولا يهجرونها .حكومة تنظر الى هؤلاء بعين الانسانية .فالبناء لا ياتى الى من القرية .فكلما احسنت تنمية مجتمع حصدت خيره للجميع .
كلما بنيت أسرة متماسكة ينمى فيها الحب والتسامح والتكافل بيت مجتمع قوى .
رسالة الى من يديرون امور البلاد عليكم ان تنظروا الى حياتكم كيف تعلمتم وتربيتم وتعالجون من امراضكم .وكيف تعيشون وتنعمون وهناك مواطنين يعانون فى حياتهم .
انهم لا يثورون قانعون راضون ولكنهم يريدون الحياة ان لم تكن لهم فلأبنائهم ومستقبل اولادهم .فانظروا اليهم قبل فوات الأوان
وللحديث بقية
27-11-2015

وحفظ الله الوطن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق